المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في ذكراها السابعة.. هادي العبدالله وأبو صلاح والمغربل يؤكدون على عهد الدم

 
   
16:58

http://anapress.net/a/248157199819851
988
مشاهدة


في ذكراها السابعة.. هادي العبدالله وأبو صلاح والمغربل يؤكدون على عهد الدم
شهادات حول المجزرة- صورة خاصة

حجم الخط:

كان قد مضى على انطلاقة "الثورة السوريّة" زهاء الشهر، عندما تنامى إلى مسامع الناس في المحافظات السوريّة خبر مجزرة اقترفتها قوّات الأمن التابعة لنظام الأسد، في منطقة الساعة وسط مدينة حمص، سمّيت فيما بعد "مجزرة الساعة"، حينها؛ لم يدرك الثوّار بعد حجم الإجرام الذي قد يتجرّأ عليه الأسد وفروعه الأمنيّة وشبّيحته ضدّ مظاهرات حذت آنذاك حذو الثورات السلميّة في اليمن وتونس ومصر.

في الثامن عشر من أبريل/ نيسان 2011، أي في مستهلّ الثورة السوريّة، كانت "مجزرة الساعة" نذير خطر لم يُحط به الثوّار عندما أطلقوا أولى صرخاتهم نحو الحريّة والكرامة، وتيقّنوا بعدها إلى أنّ الوقوف موت حتمي، والرجوع عن الثورة انتحار، وكان خيارهم الوحيد هو الصمود والإصرار على مطالب، اعتبرها العالم في ذلك الوقت، أنّها مطالب محقّة.

الإعلامي السوري "هادي العبدالله" أرجع السبب الرئيس لمجزرة الساعة إلى "غضب نظام الأسد من اعتصام جمهور الثورة في ساحة الساعة بعد تشييع عدد من الشهداء كانت مخابرات الأسد قد قتلتهم في حي باب السباع قبل يوم من المجزرة، وكان هذا الاعتصام أول اعتصام علني وفاء لأرواح هؤلاء الشهداء".

السبب الرئيسي لمجزرة الساعة هو غضب نظام الأسد من اعتصام جمهور الثورة في ساحة الساعة
 العبدلله

واستطرد "العبدالله" خلال اتّصال أجرته معه وكالة "أنا برس"عبر تطبيق واتساب: "الآن وبعد سبع سنوات من وقوع هذ المجزرة يجب أن نستمر في ثورتنا، وفاء لهؤلاء الشهداء الذين قتلو في باب السباع وشهداء مجزرة الساعة وباقي شهداء سوريا".

وتابع: "أعلم أنّ الأفق أصبح ضيّقاً، وأعلم أنّ سوريا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الدوليّة، وحلبة للقتال فيما بينهم، لكن نحن بيننا وبين هؤلاء الشهداء عهد، وإن لم يكن مكتوبا، إلا أنّه عهد دم بيننا وبين الشهداء الذين سقطوا بمجزرة الساعة ومجازر الكيماوي وباقي المجازر.. يجب أن لا ننكثه". ورأى أنّ الثوّار ليسوا مطالبين بنتائج؛ فدول العالم كلّها أصبحت تحاربهم، إنّما مطالبون بالعمل والاستمرار وفاءً لأرواح الشهداء.

مجزرة

من جهته، قال الناشط السياسي، وأحد الشهود على تلك المجزرة "خالد أبو صلاح" إنّ "يوم المجزرة كان يوم المفاصلة بين أهالي حمص والنظام، بعد ذلك اليوم عرفوا جميعا أن النظام مستعد لفعل كل شيء لوأد حراكهم وإعادتهم لبيت الطاعة؛ ففي ذلك اليوم كشف النظام تماما عن وجهه الحقيقي ومدى قدرته على الإجرام والذي كان معظم الناس لايعرفه".

وأوضح، في تصريحات لـ "أنا برس"، أنّ "فكرة الاعتصام بدأت خلال تشييع الشهداء الذين قتلهم النظام قبل يوم في باب السباع وهم تسعة شهداء -وكان رقما كبيرا لم تعهده المدينة- التشييع بدأ من الجامع الكبير وسط حمص حيث وصل للمكان عشرات آلاف الناس من كل أحياء المدينة وحتى أريافها وخرجت الجموع بتشييع مهيب كان أشبه بسيل من البشر".

 مجزرة الساعة لم تكن سوى فصلا من فصول إجرام نظام الأسد وعلامة من علامات صمود الثورة واستمرارها
 المغربل

وأردف: "بعد دفن الشهداء توجه القسم الأكبر من الناس لساحة حمص ـ ساحة الساعة- وبدؤوا بالهتاف والتجمهر وقرر الشباب المتواجدون هناك الاعتصام حدادا على أرواح الشهداء و تعبيرا عن رفضهم للنظام و أسلوبه في قتل الناس".

وأضاف: "بعد منتصف الليل بدأت بعض التحركات المريبة في عدة مبانٍ محيطة بالساحة من بينها نادي الضباط ومبنى الشرطة وبعض الحدائق العامة، وبدأ ولوج أناس تبدو عليهم ملامح رجال الأمن.. هذا بدوره جعل بعض الموجودين ينسحبون تدريجيا خوفا من بطش النظام وهو أمر طبيعي، وبقي قسم كبير لحين وقوع المجزرة التي بدأت بفتح قوات النظام النارعلى المتواجدين في الساحة بعد أن طوقت المنطقة بالكامل ومنع الدخول إليها والخروج منها".

وأكّد أنّ "مجزرة الساعة لم تكن سوى فصلا من فصول إجرام نظام الأسد وعلامة من علامات صمود الثورة واستمرارها رغم الإصرار على كسر إرادتها بكل هذا العنف، إذ أراد النظام من تلك المجزرة كسر إرادة أهالي حمص فكان الرد أن  زادت جذوة الثورة اشتعالاً وتسلمت حمص راية النضال ليسميها السوريون "عاصمة الثورة".

تفاصيل

"أبو جعفر المغربل" وهو الشاهد الحيّ على تلك المجزرة، قال "مازال المشهد يتكرر أمامي كل لحظة، كنت أتنقل بين زاوية شارع الدبلان وصولاً إلى شارع القوتلي ومن مفرق شارع باب هود إلى شارع الشرطة العسكرية، أنظر من بعيد إلى ساحة الساعة القديمة وألتقط  الصور، والهاتف المحمول لايهدأ، فقد كانت القنوات تسأل عن الأعداد بعد أن فاقت المائة ألف بعد نشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي".

وروى لـ "أنا برس"، أنّه في تمام الساعة الثانية ليلاً تقريباً اندفع المعتصمون من جهة الساعة القديمة باتجاه الساعة الجديدة بكثرة والبعض أصبح يركض باتجاه شارع الدبلان وباب هود وشارع الشرطة العسكرية أو شارع البريد، بعد أن بدأ النظام بإطلاق الرصاص من جهة سوق الدجاج متجهاً من الساعة القديمة إلى ساحة الساعة الجديدة.

وأردف: "بعد أن فتحت قوّات الأمن النار عشوائيا على الجميع، تم حمل الجثث بالآليات وإلقائها فوق بعضها، وقاموا باستدعاء البلديّة  لتنظيف المكان من الدماء مع حلول ساعات الفجر الأولى".

وأكّد أنّ "الثورة مستمرّة كلّ بحسب استطاعته، وأنّ العهد على استمرار النضال ضدّ النظام السوري لن يتوقّف لا في الداخل السوري ولا في دول اللجوء، فما جرى ويجري في سوريا أكب من أن يصمت عنه شعب مكلوم".