http://anapress.net/a/245460134604956
قال رئيس أركان الجيش السوري الحر سابقًا اللواء سليم إدريس، إنه "من خلال متابعة التصريحات الأمريكية المتتالية خلال الشهرين الماضيين نلاحظ تضاربا واضحا في الرؤى بخصوص التواجد في سوريا".
وأوضح أنه "منذ مدة سمعنا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد صرح بأن قواته ستغادر سوريا مفسحة المجال لقوى عربية ستدخل عوضا عنها، وقبل أيام تأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ما تيس بأن القوات الأمريكية لن تغادر سوريا حتى تحقيق الحل السياسي".
جدد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس موقف بلاده حول البقاء في سوريا وربط خروج بلاده من سوريا بتحقيق الحل السياسي الذي يؤدي إلى الاستقرار وفق إطار مؤتمر جنيف.
وصف وزير الدفاع الأميركي، الانسحاب الباكر من سوريا بأنه "خطأ استراتيجي، لأنه سيترك فراغاً قد يستفيد منها الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون. وذلك خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل
وأشار ماتيس إلى أن مغادرة الميدان قبل أن ينجز الموفد الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا نجاحاً في تعزيز مسار جنيف السياسي الذي وقعنا عليه جميعنا تحت قرار مجلس الأمن، سيكون خطأ استراتيجيا ً. (اقرأ أيضًا: 85% من قرّاء "أنا برس" لا يعتقدون بجدية ترامب في سحب القوات الأمريكية).
تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جاءت بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكّد الأخير أنّ "جنوده موجودون في سوريا لتأمين مصالح روسيا .. وسيبقون هناك ما دامت روسيا ترى مصلحة في ذلك" مشيراً إلى أن لا نيّة لسحب القوّات الروسيّة "في الوقت الحاليّ".
الاستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا، كما يرى إدريس، بدأت غير واضحة أيام الرئيس السابق أوباما ماتزال تتخبط ولم تستقر على موقف واضح وثابت، فالبعض يتساءل هل تصريحات ما تيس دليل على أن الأمريكان يريدون حل الأزمة؟
مفاتيح الحل
وتابع: كانت الولايات المتحدة تراقب ما يجري على الساحة السورية عن كثب وعلى كافة المستويات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والاقتصادية، وخلال كافة مراحل الثورة كانت الولايات المتحدة وما تزال اللاعب الأساسي في ادارة الأزمة وفق مصالحها ومصالح اسرائيل وقد يتوهم البعض أن روسيا هي من تملك بمفاتيح الحل في سوريا بعيدا عن أي تأثير أمريكي. وفق القيادي السابق.
ورأى إدريس أن روسيا تتصرف بالقضية السورية بناء على تفاهمات مع العملاق الأمريكي، وتحاول أحيانا أن تخرج عن الأطر المتفق عليها فتأتيها الردود الأمريكية غير المباشرة لتقول لها نحن هنا ونحن من يعطي الضوء الأخضر النهائي لأي حل وبدون موافقتنا لن يتحقق شيء.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أعرب عدّة مرات عن رغبته في سحب القوات الأمريكية بأسرع وقت من سوريا، إلا أن دعوته هذه اصطدمت برفض من قبل كبار مسؤولي الإدارة، الذين دعوا ترامب إلى التحلي بالصبر لحين القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي وتحقيق تسوية سياسية في سوريا، قبل اتخاذ قرار الانسحاب. (اقرأ أيضًا: كواليس تراجع ترامب عن قراره بشأن "الانسحاب الفوري من سوريا").
تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بنحو ألفي جندي لها في منطقة منبج ومواقع عسكرية أخرى في شمال شرقي سوريا وهي مناطق تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.