http://anapress.net/a/232901442002761
في كلمة له بجامعة ستانفورد رسم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ملامح الاستراتيجية الأمريكية في سوريا خلال المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن بلاده لن تكرر الأخطاء التي ارتكبتها في العراق حينما أتاح انسحابنا السابق لأوانه من العراق فرصة للقاعدة بالانتشار والاستمرار.
أكد تيلرسون إلى وجود عسكري لأجل غير مسمى في سوريا في إطار استراتيجية أمريكية، تهدف لمنع عودة طهور تنظيم الدولة الإسلامية وتمهد الطريق دبلوماسيا أمام رحيل رأس النظام بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني.
واعتبر تيلرسون أن سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا سيتيح لإيران مواصلة تعزيز مواقعها في هذا البلد، مضيفاً أن بلاده ستسعى بالسبل الدبلوماسية من أجل خروج الأسد من السلطة لكنه دعا إلى التحلي بالصبر.
ونوه تيلرسون على أن رحيل الأسد عبر عملية سترعاها الأمم المتحدة، سيخلق ظروفا للسلام بعيدة الأمد في سوريا، محملا الأسد مسؤولية التمهيد لظهور "تنظيم الدولة" في بلده، مؤكداً أن الجانب الأمريكي سيدعم عملية جنيف للتسوية السورية بقوة.
وأشار تيلرسون إلى أن الانسحاب الكامل لأمريكا سيساعد نظام الأسد على مواصلة حكمه الوحشي، مشيراً إلى أن بقاء الوجود الأمريكي هو أمر أساسي لمصلحة الأمن القومي الأميركي.
https://youtu.be/FKScFpyn0ag
وأشاد تيلرسون بدور تركيا في هزيمة الدولة الإسلامية، ونفى تيلرسون أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا قائلا إن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة.
وأضاف كما سنواصل العمل مع تركيا وسنأخذ مخاوف أنقرة بشأن إرهابيي منظمة (بي كا كا) بعين الاعتبار، ونعلم بالمساعدات الإنسانية التي قامت بها تركيا في سوريا، ونحن بحاجة إلى تركيا في تأسيس مستقبل سوريا. أما عن روسيا فقد دعا تيلرسون موسكو الى التعاون لإعادة الهدوء الى مناطق خفض التصعيد، مؤكداً دعم بلاده لحل سياسي في سوريا
وأوضح تيلرسون أن أمريكا ستسعى بالسبل الدبلوماسية من أجل خروج الأسد من السلطة، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى التحلي بالصبر بهذا الشأن. مؤكداً أن واشنطن لا تريد إعادة الأخطاء التي وقعت بمناطق أخرى مثل ليبيا، في إشارة إلى الفوضى دون وجود حكومة مركزية ذات نفوذ.
وتعقيبا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون قالت وزارة الخارجية في النظام السوري، إن الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية وأن هذا الوجود وكل ما قامت به الإدارة الأمريكية كان وما زال يهدف إلى حماية تنظيم داعش الذي أنشأته إدارة أوباما.
وبدورها رحبت المعارضة السورية بإعلان تيلرسون لكنها دعت إلى توفير المزيد من التفاصيل، وأشارت المعارضة إلى إن هذه هي المرة الأولى التي تصرح فيها واشنطن بأن هناك مصالح أميركية في سوريا وأنها مستعدة للدفاع عنها. ولكن بالوقت نفسه يرى الكثير من المراقبين أن التصريحات الأمريكية تتغير وفق السياسات المتماشية مع تيارها.
أقرأ أيضاً: أسباب تذبذب الموقف الأمريكي في سوريا خلال 2017