المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

لتجويعهم بأسلوب مختلف... النظام يحرق المحاصيل الزراعية في ريف حماة

 
   
11:22

http://anapress.net/a/228602093210441
628
مشاهدة


لتجويعهم بأسلوب مختلف... النظام يحرق المحاصيل الزراعية في ريف حماة

حجم الخط:

سياسة الأرض المحروقة، هو المصطلح التي يقوم النظام على تنفيذه حسب المعنى الاصطلاحي للكلمة من خلال القصف اليومي والمتكرر للأراضي الزراعية التي حان وقت جني مواسمها في ريف حماة الشمالي، لمنع أصحابها من الاستفادة منها بعد تعب عام كامل وتكاليف باهظة تكلّفها المزارع للوصول إلى هذا اليوم، لكن شظية صغيرة الحجم تكون كفيلة لأن تجعل المحصول رماداً.

’’احتراق الأرض بالكامل وتحول القمح فيها إلى رماد وسط عجز لفرق الدفاع المدني عن اخمادها‘‘

"أبو محمد "50 عاماً"  مزارع من مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي في حديث خاص لـ "أنا برس" يقول: "أملك 50 دونم من الأرض الزراعية زرعتها هذا العام بالقمح ومعروف لدى الجميع مدى التكاليف الكبيرة على عاتق المزارع في ظلّ الغلاء الفاحش بجميع المواد، فقد تكلّفت مئة ألف ليرة بذار ومئة أخرى سماد وأكثر من ثلاث مئة ألف وقود لسقيها إضافة إلى المبيدات والرعاية التي تجاوزت التكلفة الاجمالية المليون ليرة، وبعد تعب وعناء على مدار العام استهدف حاجز بريديج التابع للنظام أطراف المدينة بقذائف المدفعية التي أدت إلى احتراق الأرض بالكامل وتحول القمح فيها إلى رماد وسط عجز لفرق الدفاع المدني عن اخمادها بعد عناء لمدة ثلاث ساعات بسبب الرياح القوية وجفاف القمح الذي شارف على الحصاد والذي أدى إلى سرعة في اشتعاله، والجميع يعرف مدى صعوبة المعيشة في ظل الغلاء وأنا شخصياً للناس ديون كثيرة عليّ كنت آمل أن أسددها من موسم القمح هذا العام حتى أن الوقود والأسمدة لازال ثمنها لم يُدفع، ومثلي العشرات من المزارعين الذين أُحرقت محاصيلهم بالأسلوب ذاته.

فحواجز النظام المتمركزة في محردة وحلفايا والزلاقيات تستهدف وبشكل يومي الأراضي الزراعية في كل من الزكاة واللطامنة وكفرزيتا ولحايا ومعركبة والأراضي الواقعة بين كرناز والحماميات والزلاقيات بقذائف المدفعية التي تسفر عن احتراق المحاصيل الزراعية بشكل يومي لحرمان الأهالي من الاستفادة منها ولاستخدام أسلوب التجويع بطريقة مختلفة يقضي بحرق قلوبهم من خلال حرق أراضيهم وهي تتحول إلى رماد أمام أعينهم، لهدف من قبل النظام وهو أن الشعب في المناطق المحررة إرهابي بالإجماع ومجرد منحهم الفرصة في جني المحصول فهذا دعم مادي لهم يساعدهم على الاستمرار، إلا أن الواقع أمرّ مما هو عليه في ظل الغلاء الكبير والشح في المحاصيل الزراعية التي توقف أصحاب الأراضي عن زراعتها لأعوام بسبب سيطرة النظام عليها ومنع أصحابها من الاقتراب منها علاوة على إفناء المحصول فور نضوجه ما دفع المئات من المزارعين إلى العزوف عن زرع أراضيهم وتركها بوراً ما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب لا سيما مادة القمح التي تجاوز سعر الطن الواحد منها 300 دولار أمريكي.

يقول موسى زيدان أحد عناصر الدفاع المدني في قاطع كفرنبل لـ أنا برس "يتم يومياً طلبنا عبر الأجهزة اللاسلكية لإطفاء الحرائق المشتعلة باستمرار في ريف حماة الشمالي، لكننا في الغالب نقف عاجزين عن إخمادها بسبب جفافها وامتدادها السريع إلى الأراضي المجاورة وعدم القدرة على السيطرة عليها، حيث تقوم فرقنا على إخمادها من جهة لتشتعل من جهة أخرى وعند نفاذ المياه التي بحوزتنا وتوجهنا لجلب ماء جديد تكون النار قد التهمت كل شيء".

ممارسات النظام ذاتها يستخدمها ضد المزارعين في المناطق الخارجة عن سيطرته في الشمال السوري لحرمان الأهالي من جني محاصيلهم وتجويعهم بهذه الطريقة اللاإنسانية، حيث تنفس بعض المزارعين هذا العام الصعداء في ادلب بسبب دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ مع بداية نضوج محاصيلهم، بعد أن كانوا يتوقعون من النظام حرقها كما فعل في الأعوام السابقة، إلا أن مناطق ريف حماة الشمالي التي لم يشملها الاتفاق كان المتسع الذي أفرغ النظام فيها نيران حقده على ساكنيها من خلال تلك الممارسات التي تحول يومياً أرزاقهم إلى رماد.