http://anapress.net/a/213941064140691
"أشد وأقصى اللحظات التي مررت بها لم تكن إصابتي؛ ولا حتى خسارتي وأوجاعي.. الألم الذي يضعه فقد العين والساق في القلب لا يوصف بكلمات، لكن الذي لا يمكن للقلب تحمله هو أن تسمع أصدقاءك ورفاق دربك يقولون إنك بعد الآن لن تصلح لشيء؛ فقد تحولت لرجل معاق".
الشاب محمد مصاروة، المهجر منذ عام من غوطة دمشق، يعيش في مدينة عفرين، ويبلغ من العمر 23 عاماً، متزوج وليس لديه أطفال، يسكن وزوجته في منزل صغير بعد أن تعرض لإصابة بالغة قبل خروجه من الغوطة الشرقية في صفقة التهجير الأخيرة بأشهر قليلة.
أصيب محمد بعينه (عين واحدة) وقطعت ساقه وأصيبت الأخرى، بعد سقوط صاروخ متفجر من طائرة حربية خلال حملة الشهر الأول على الغوطة الشرقية، حاول الأطباء في مشافي غوطة دمشق إجراء العديد من العمليات له، بينما كان من المستحيل عودة النظر لعينه المصابة؛ لما كان للإصابة من أثر كبير، وبسبب قلة الإمكانيات المتوفرة حينها.
منى النفس بالحصول على العلاج في الشمال السوري، وخضع للعديد من العمليات الجراحية، وحاول تركيب طرف منتسب لساقه؛ ليخفف عن نفسه الألم.
طرف صناعي
يقول محمد لـ "أنا برس" إنه تمكن بجهود جمعية سنا للتأهيل والرعاية الاجتماعية من تركيب طرف صناعي؛ ليتمكن من الحركة بشكل خفيف، وليقدم الخدمات الخفيفة لنفسه دون الحاجة للآخرين، وهي بداية حلمه الجديد في العودة لرياضته المفضلة.
كان قبل إصابته يمارس ويدرب رياضة الكاراتيه، وكانت المفضلة لديه، وبنى أحلامه عليها، ورغم صغر سنه فقد درب العديد من الشبان في السنوات الأخيرة، لما تميز به من قوة وفطنة وبراعة في ممارسة لعبة الكاراتيه.
الإصابة الكبيرة التي حلت به، لم تثنه عن رفع معنويات نفسه بنفسه، ليتمكن على الأقل بالسير في طريق أحلامه والعودة للنادي وأمله في الشفاء؛ يضاف إلى ذلك رفعه المعنويات المصابين الآخرين بكل ما لديه من قوة وإرادة، دون كلل أو ملل.
غياث عبدالرحمن، المدير الإداري في مؤسسة سنا أكد لـ "أنا برس" أن حالة الشاب محمد بحاجة لمتابعة شديدة وإجراء عمليات جراحية لتفادي الخطر الذي قد يؤثر على بصره، وقال إن العمليات والطرف المناسب الذي من خلاله يمكن للمصاب القيام بحركة طبيعية والعيش براحة تامة لا يمكن تركيبه في الداخل السوري، بخاصة في ظل أزمة العلاج التي تشهدها مناطق الشمال السوري وصعوبة نقل المصابين إلى تركيا إلا في الحالات الطارئة للإصابات العاجلة.
ونوه أنه في هذه الحالة ومع استمرار النقص الشديد في المواد التي تحتاجها المؤسسة لتقديم الخدمات للمصابين لديهم؛ يستحيل على للشاب محمد ومصابين آخرين تلقي علاجهم بعد فترة من الزمن.
إحصاءات
وأفاد غياث عبد الرحمن بأن أعداد المصابين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب إحصاءات مركز الدراسة في جمعية سنا، يصل إلى 1045 حالة تتوزع كالتالي: (٥٦ حالة شلل طرفين سفليين، ٣٨ حالة شلل نصفي، ٩ حالة فقدان بصر، ١٠ حالة بتر طرفين، ١١٩ حالة بتر طرف واحد، ٩٣ حالة انفقاء عين، ٢٧٢ أذية عصبية في الأطراف، ٣٤٤ حالة كسور متفرقة، ٤٦ حالة إصابة في البطن، ٦ حالات صم وبكم، ٢٥ حالة تشوه في الوجه، ٢٧ حالة أمراض مزمنة).