المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نشطاء: لم يعد يمكن التعويل على الفصائل المسلحة بوضعها الحالي.. لهذه الأسباب!

 
   
11:01

http://anapress.net/a/213442413491268
418
مشاهدة


نشطاء: لم يعد يمكن التعويل على الفصائل المسلحة بوضعها الحالي.. لهذه الأسباب!
صورة أرشيفية للدمار الذي حل بسوريا

حجم الخط:

مرحلة الحراك السلمي ببداية "الثورة السورية" لم تدم طويلا بسبب دفع النظام لتسليح الثورة، فظهرت قوى عسكريّة معارضة أطلق عليها اسم "الجيش الحر" ما لبث أن تحوّل قسم منهم باتّجاه أسلمة الحراك المسلّح، عن طريق زج القوى الإسلاميّة الجهاديّة وإفساح المجال أمامهم لاقتناء السلاح والقيام بعمليّات عسكريّة ضد جيش الأسد اغتمنوا من خلالها كميّات سلاح كبيرة مكّنتهم من توسيع نشاطهم.

وكان العام 2013 ذروة ظهورهم إلى العلن، وهنا كان نظام الأسد يتعمّد خلط الأوراق بين الفصائل الإسلاميّة المتشدّدة والفصائل المعتدلة والفصائل ذات الطابع الثوري البحت، وهذا ما أكّدته دراسات عدّة لمراكز أبحاث ومقالات رأي لكتّاب عدّة منهم سلامة كيلة في مقال حول نقد الثورة السوريّة نشر على موقع العربي الجديد، ودراسة بعنوان قراءةٌ في ظاهرة "أسلمة" الثورة السوريّة نشرها مركز دراسات الجمهورية الديمقراطيّة.

بعد تراجع سيطرة القوى المعارضة المسلّحة على الأرض لصالح نظام الأسد، بدأت الثقة بالتعويل عليهم لدى كثير من نشطاء الثورة السوريّة تتراجع، بخاصة بعد خسارة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب والغوطة وريف حمص الشمالي ودرعا.

عبر "السوشيال ميديا" وفي ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها سوريا، تداول النشطاء مسألة مدى التعويل على "الفصائل المسلحة" في الوقت الراهن، في ضوء كل تلك التطورات التي أفضت في الأخير إلى الوضع الراهن. عكس ذلك استطلاعًا مصغرًا للرأي عبر "فايسبوك" شارك فيه ما يزيد عن مائتي شخص، أظهر أن نسبة تصل إلى 23% فقط من يعوّلون على "الجيش الحر" بينما 77% من المصوّتين لم تعد لديهم أية ثقة بالتعويل عليه. 

من بين التفاعلات التي حظى بها الاستطلاع، ما قاله المهندس عبد التركي، وهو أحد السياسيين المقيمين في الشمال السوري، والذي شدد على أن "الحل العسكري لم يكن في أي يوم من اﻷيام بالنسبة لي شخصيا خياراً، ﻷنه لا يوجد حل عسكري لا عند النظام ولا المعارضة، فالدم لا يجر إلا الدم وانظروا أين وصلنا بسب العسكرة، فالكل تابعون نظاما ومعارضة، والبلد تدمر وقتل منه مئات اﻵف المواطنين".

الناشط محمود ضويحي رأى أنّ "الفخ الذي وقعت فيه المعارضة هو عسكرة الثورة، حتى وإن تحدث البعض بأنها للدفاع عن الحراك السلمي، فنسبة القتل بعد حمل السلاح أضعاف مضاعفة والدمار أكثر". 

الطبيب "إياد خرابة" وهو أحد الأطباء الذين كانوا يعملون في المشافي الميدانيّة في محافظة دير الزور، قال: "تبقى مسألة التعويل على الجيش الحر أحد أهم الأفكار المطروحة من قبل الناشطين كونه الأكثر تقاطعاً من بين المليشيات المسلحة مع الأهداف التي نادى بها الشعب السوري عندما خرج ضد نظام الاستبداد في سوريا،  إلا أن ذلك مستحيلاً لللكثير من الأسباب"، وفق نص حديثه.

أسباب

وعدد خرابة تلك الأسباب في (سحب الغطاء والدعم الدولي من تلك المجموعات، وكذلك انصياع غالبية القادة المسؤولين عنه وراء أجندات الدول و ابتعاده عن المسار الذي خطه آوائل من انخرطوا به، إضافة إلى فقدان الأمل بالحل العسكري خصوصاً بعد المواقف المتخاذلة لحلفاء المعارضة السورية و على رأسها الولايات المتحدة، و كذلك ما لعبه التدخل الروسي في سبتمر 2015 و ترجيح كفة النظام، مع عدم وضوح عمل تلك الفصائل و غياب القرار المركزي،  فالهيكليات السابقة كانت مرتبطة بالدعم و في حال غيابه تغيب كل الهيكليات لتعود الآدوار التي انيطت و بشكل عفوي بقادة غير متمكنين".

ومن بين الأسباب أيضًا "تقييم خاطئ على المستوى السياسي للعبة الدائرة في سورية و عدم الانخراط بمكافحة التنظيمات الارهابية سواء في بداية دخولها و تأثيرها المباشر على تفكيك مجموعات واسعة منه ( في حالات ليست قليلة انخرط كثير من هذه المجموعات ضمن بعض التنظيمات المتشددة و المصنفة دولياً على انها ارهابية)، أم حينما تحولت الاستراتيجية الأمريكية و الدولية على الارهاب و كان وقتها ينبغي قراءة العديد من المؤشرات"، وفق خرابة.

كما أن "المجموعات التي اعتزلت الحرب على الارهاب ذهبت للتفكك شيئاً فشيئاً و خرجت من دائرة التأثير و هي غير قادرة على العودة لتلك الدائرة ،لغياب الكثير من الامكانيات،  و لكون تلك المجموعات عاطفية و غير احترافية من جهة أخرى"، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف: "في النهاية فشلت الغالبية من تلك المجموعات على استثمار الموارد التي اتيحت لهم و هناك العديد من الحالات التي انتهكت و سلبت و لم تعمل المجموعات النقية على معالجة ذلك معللةً ذلك بأنها منشغلة بقتال النظام إلا أن ذلك لا يبرر بالفعل عدم معالجة تلك الانتهاكات ، و بالتالي أصبح هناك انطباع لدى كثير من السكان و الناشطين أن اختلافاً كبيراً عن بقية المجموعات المسلحة لن يحققه الجيش الحر في شكله الحالي".