المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

التحريض يتواصل ضد السوريين في لبنان.. وانتهاكات مستمرة

 
   
13:42

http://anapress.net/a/201259351694160
279
مشاهدة


التحريض يتواصل ضد السوريين في لبنان.. وانتهاكات مستمرة
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

قبل ما يقارب الأسبوع، أعلن الإعلام الرسمي السوري عودة ما يقارب الـ 500 لاجئ سوري من لبنان إلى الأراضي السوري، واعتبر ذات الإعلام، العودة بمثابة "تحقيق الحلم"، أصدرت بعدها منظمة هيومان رايتس ووتش تقريراً أكدت فيه أن مئات اللاجئين السوريين "أجبروا" على العودة إلى سوريا، لترتفع معها حدّة العنصرية.

وخرجت أخيراً أغنية بتوقيع "قناة الجديد" أثارت غضب سوريين كثر، واعتبروها تمادي جديد في خطاب الكراهية اتجاه السوريين في لبنان، ربما الرافضين للعودة.

ضغوط على السوريين

ليس لأبي محمد، 43 عاماً، من مدينة حلب مقيم في بيروت، أي مكان يعود إليه في سوريا، إذ تدمر بيته بفعل القصف المتواصل على حي بستان باشا الحلبي، وسُرقت أغراض منزله المتبقية، وأصبح تقريباً – كما يصف – بلا وطن.

يقول أبو محمد لـ"أنا برس": "أنا لم اختر لبنان بملئ ارادتي، وإنما الظروف هي من جعلتني ألجئ إلى لبنان، لأجد ضغطاً جديداً وهو العنصرية التي ترافقنا، وكأننا أتينا محتلين، أو ظالمين لأهل لبنان".

في العام 2015، كشفت دراسة لمعهد العلوم السياسية اللبناني عن أن 293 شخص أو عائلة سورية واجهوا اعتداءات في لبنان من أصل 1200 شخص تم استطلاع مواقفهم وآرائهم في الدراسة، فيما 43 بالمئة واجهوا إهانات لفظية.

لكن اختلفت الأرقام منذ 2015 وحتى اللحظة، إذ يعتبر مسؤولون لبنانيون – بما فيهم الرئيس اللبناني ميشيل عون -  أن الوضع في سوريا يميل إلى الاستقرار وبالتالي يمكن للسوريين العودة إلى بلدهم، وهو ما يجعل لبنانيون كثر – كما يقول ناشطون سوريون - يشعرون بأنه لا معنى لوجود السوريين في لبنان.

تصريحات غير واقعية

يردد الكثير من الوزراء والنواب اللبنانيون عبارة "السوريون يرغبون في العودة إلى بلدهم" فيما قال ميشال عون في تصريح لوكالة الأناضول إن "المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة إلى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وثمّة مجموعات باشرت بالعودة الاختيارية لمدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك".

ا يختلف الواقع عن ذلك، إذ يعتبر مواطنون سوريون -حسب تصريحات متفرقة لـ"أنا برس"- أن الوضع في سوريا غير مستقر حتى اللحظة، وأن ثمة مشكلات كثيرة تواجههم، أهمها وأكثر تهديداً هو أوضاعهم الأمنية نظراً لكون غالبيتهم معارضين للنظام السوري.

بينما قال آخرون تم استطلاع آرائهم عبر مكالمات هاتفية إن "أحيائهم مدمرة بالكامل وليس لديهم أي نوع من مقومات الحياة في سوريا، وبالتالي لن يستطيعوا العودة مالم تتفق الدول التي تسببت في الحرب بالإضافة إلى النظام السوري على تعويضهم".

إلا أن "الضغوط المستمرة من الجانب اللبناني، والتصريحات غير الدقيقة بـ"رغبة السوريين بالعودة"، جعلت الواقع يبدو كما يرسمه مسؤولو لبنان بخصوص ملف اللجوء السوري".

ليدفع أخيراً الإعلام اللبناني باتجاه زيادة وتيرة العنصرية اتجاه السوريين، إذ قامت قناة الجديد اللبنانية بعرض أغنية عن اللاجئين السوريين، وصفها سوريون بـ"العنصرية والمستفزة".

إعادة التوطين.. حل مرضي

على الجانب الآخر يعتبر أحمد حياني "اسم مستعار"، 48 عاماً، من ريف دمشق أن "عودة الظروف في سوريا على الأقل كما كانت غير ممكنة قبل 10 سنوات، ولا يمكننا العيش في ظروف الخراب والدمار لما بعد الحرب كما يريد منا مسؤولو لبنان، باعتبارها ليست ظروف طبيعية ليحيا أي إنسان، وبالتالي مازال هنالك خيار مطروح، وهو إعادة التوطين في بلد آخر".

يؤكد أنه - على الأقل -  70 بالمئة ممن استطلعت آرائهم "أنا برس" أن "إعادة التوطين في بلد آخر هو أفضل حل، إذ يريح لبنان أولاً من عبئ اللاجئين، ويريح السوريين من عبئ الضغوط النفسية والمادية في لبنان".

إلا أن الدول الأوروبية وغيرها التي استقبلت اللاجئين السوريين، تدعم بقائهم في بلدان اللجوء الأولى "بلدان الجوار السوري" – كما يقول الناشط الاجتماعي في لبنان - نورس زينو - إذ لا تؤيّد ضغوط جديدة يفرضها واقع اللجوء، وهو ما قامت به في تركيا، عندما اتفقت مع الحكومة التركية على دعم اللاجئين السوريين في أراضيها مقابل إيقاف تدفقهم إلى أوروبا عبر البحر.

لتبقى خيارات اللاجئ السوري في لبنان، محصورة في قرارات الآخرين حول ملفه، فإما إعادة قسرية من لبنان، وإما إعادة فتح أبواب التوطين مجدداً في بلد آخر، أو عودة "طواعية" ترضي الأطراف على اختلافها، وربما تضعه في خطر ظروف أمنية ومادية صعبة للغاية.