http://anapress.net/a/199268414440296
قال الباحث المختص بالشأن الإيراني أحمد أمير، إن نظام الملالي في إيران "يعمل على تشويش الرأي العام الإيراني واستفزاز وطنية الشعب"؛ وذلك من أجل التغطية على سياساته وممارساته المختلفة، في سياسة وصفها بأنها أشبه بسياسة "الهروب إلى الأمام".
وشدد الباحث، في حديثه مع "أنا برس" عبر الهاتف من المملكة العربية السعودية، على أن النظام الإيراني "يتمتع بقدرة فائقة على قمع الاحتجاجات الشعبية طوال فترة 40 عامًا من عمر الثورة الإيرانية، وهذا النهج القمعي يفجر استياءً واسعاً ربما يؤول في بعض الأحيان إلى وقوع كوارث".
ولم تكن حادثة زاهدان (جنوب شرقي إيران) –بحسب قراءة أمير- هي الأولى من نوعها؛ فقد "شاهدنا قبل فترة ليست ببعيدة اختطاف أفراد قوات مسلحة من منطقة ميرجاوه بسيستان وبلوشيستان ولم تكن أيضًا المرة الأولى لاختطاف وقتل جنود في المنطقة الحدودية سيستان وبلوشستان"، متسائلاً: لماذا تتكرر تلك الأحداث دائمًا في المناطق التي يعلو منها صوت احتجاجات فئوية؟
تهديد
واعتبر الباحث أن تهديدات واتهامات قادة الحرس الثوري الإيراني لـ دول عربية يدّعون بأنهم متورطون في هذه الحادثة ما هي إلا اتباع سياسة "الهروب إلى الأمام" في محاولة لتشويش الرأي العام واستفزاز وطنية الشعب بتكرار الادعاءات المبنية على أن إيران تتعرض لضربات من أعدائها.
وكل هذه التصريحات تعتيم على حقيقة أن هذه العمليات هي تطور طبيعي لمرحلة استياء القوميات والأقليات في إيران وانعكاسًا لسياسة عنصرية ظالمة يتبعها النظام الإيراني تجاه الأعراق غير الفارسية لا ينتج عنها إلا بركان غضب واستياء. (اقرأ/ي أيضاً: هذا ما فعلته إيران في سوريا (مقال تحليلي)).
وأفاد الباحث المختص بالشأن الإيراني في معرض حديثه مع "أنا برس" بأن إيران تعيش موجة من الاحتجاجات الشعبية التي تجددت على مدار فترة تجاوزت عاماً كاملاً، وفي كثير من الأحيان تبدلت هذه الاحتجاجات إلى حالات أمنية؛ فشاهدنا مرارًا وتكرارًا وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في الأحواز.
اشتباكات
وهذه الاشتباكات أسفرت عن عدد من القتلى والمصابين ومقتل ضباط الشرطة في شارع باسدادران بطهران عقب اشتباكات بين قوات الشرطة ودراويش غنابادي ومقتل وإصابة ضباط شرطة في اشتباكات بين قوات الأمن وعمال الشركة الوطنية للحديد والصلب وعمال قصب السكر في هفت تبه واشتباكات مزارعين أصفهان مع قوات الأمن، وغير ذلك من الوقائع.
واختتم أمير تصريحاته بالإشارة إلى أن "الاحتجاجات والأحداث الأمنية دائمًا ما تكون انعكاسًا لسياسات النظام الحاكم.. ولا يخفى أيضًا ما تعيشه الأقليات المذهبية والقومية من اضطهاد وتمييز عنصري سواء في الأحواز بين العرب والفرس أو في سيستان وبلوشيستان بين السنة والشيعة"، في تأكيد على ممارسات النظام الإيراني التي تضطهد الأقليات بصفة خاصة.