نضال شعبي واسع رافض لقرار تغيير علم الثورة السورية

تداولت صفحات التواصل الإجتماعي جدلا واسعا حول العلم الممثل للثورة السورية بعد قيام هيئة عاملة في الشمال السوري باعتماد علم جديد مغاير  للشكل المعتمد عليه منذ انطلاق الثورة السورية حتى يومنا هذا.

لم يختلف العلم كثيرا من الناحية الشكلية سوى احتوائه على عبارة التوحيد "لا إله إلا الله" بدلا عن النجوم الثلاثة في الوسط، مع الحفاظ على الألوان المتبقية كما هي دون تغيير.

لقي القرار رفض واسع من جماهير الثورة السورية في مختلف المناطق ليس رفضا للعبارة بل رفضا لطريقة طرح وتغير العلم دون الرجوع إلى من تبقى من الشعب الذي ضحى وناضل على مر السنوات تحت الراية المعروفة والمميزة بثلاثة نجوم بعيدا عن الاعتبارات والولاءات.

هيئة الأركان العامة في الجيش الوطني الحر قالت عبر بيان لها "أن علم الثورة السوري هو راية توحد تحت ظلها الشعب السوري الحر منذ أول لحظة لانطلاق ثورته المباركة الرامية إلى الحرية والعدل والمساوات والخلاص من نظام الاستبداد والقمع. 

أقرأ ايضا: حكومة الإنقاذ في إدلب تعتمد علمًا جديداً تتوسطه الشهادتين.. ولغط واسع

وتابع البيان، "العلم أصبح الرمز الذي دفع ولا يزال يدفع تحت ظله مئات آلآلاف من المعتقلين في زنزانات الموت الأسدية وهو رمزا جامعا تحت ظله كافة مؤسسات الثورة السورية العسكرية والمدنية.

وأضاف البيان أن /لا إله إلا الله / هو تعبير إيماني مكانه في قلوب المؤمنين الصادقين ولا نرى أي داع لجعلها على رايات وقطع قماشية فلا نقلل من قيمتها، لذلك نحرص على عدم تعرضها لأي إساءة من قبل أعداء الثورة كالحرق والدعس أو أي انتهاك آخر.

محمد بسام ناشط وعضو رابطة الإعلاميين يقول لـ "أنا برس" إنه على مدار سبع سنوات من الثورة تعرض شعبنا المكلوم للعديد من المضايقات سواء من نظام الأسد أو من الإدارات الفاشلة التي تسلقت على ظهر المدنيين واستلمت مناصب حساسة في قيادات ثورية كانت أبعد ماتكون عن مطامح الشعب السوري الثائر ولعل من أهم الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء المتسلقون هو تبنيهم لشعارات كانت أبعد ماتكون عن أخلاقهم وتصرفاتهم وتجاوزاتهم.

وأضاف بسام بالنسبة للعلم فقد قتل العشرات وأقصي العديد من الفصائل الثورية بحجة تبنيها رايات مختلفة إما بتهمة العلمانية او بتهمة التبعية لأشياء أخرى، واليوم الذي كان يحارب راية الثورة التي حفرت بقلوب الملايين من أنصار الثورة السورية نراهم ركضوا خلفها ووضعوا شعار التوحيد عليها ليس إيمانا منهم ولكن لغاية لانعلمها فجميعنا نعلم تبعيتهم وأوامرهم الخارجية.

وأكد  بسام أنه ليس ضد شعار التوحيد ولكن مكانه بالقلب ولا يجب أن يكون على قطعة قماشية مرفوعة كراية وشعار لنا ولعدة أسباب اهمها؛ "قيام عناصر نظام الأسد بالدعس على علم الثورة ذو الثلاث نجوم فكيف سيتصرف النظام مع راية عليها شعار التوحيد من إهانة وحرق ودعس بالأقدام وما إلى شابه، وعند وضع شعار التوحيد على الراية سنخسر الكثيرين من أنصار الثورة السورية من غير المسلمين وهنا نتحدث عن مصلحة شعب ثائر على مدار سبع سنوات ناضل ووصل لهذه المكانة وبخطأ غير مدروس الابعاد سنخسر مابنيناه.