أثار الفيديو الذي ظهر فيه رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، والذي وجه فيه رسائل مبطنة لبشار الأسد وأسماء الأسد، حملت الكثير من الدلائل عن حجم الخلاف بينه وبين عائلة الأسد.. والتي تحدث عنها خبراء ومحللين لـ "أنا برس" والتي قد تؤدي إلى سقوط امبراطورية رامي مخلوف أو بسقوط منظومة الأسد.

واشتكى مخلوف لبشار اﻷسد في التسجيل من "الطاقم" المحيط به الذي يتهمه بالتهرب من الدفع، مؤكداً أنه دفع لـ"خزينة الدولة" المليارات كضرائب إلا أن النظام السوري يريد مخالفة "عقود تم إبرامها بإرادة الطرفين ولا يحق له التغيير فيها".

الضغط الذي فرضه النظام السوري على مخلوف وعدد من أصحاب رؤوس اﻷموال الداعمين له يأتي في ظل أزمة مالية متصاعدة يعاني منها النظام، وضغوط روسية تمثلت في انتقادات مباشرة للأسد وحالة الفساد في نظامه وتزايد الأعباء المفروضة على خزينة الدولة لصالح موسكو لقاء تدخلها العسكري.

يرى الكثير من المراقبين أن توجيه "مخلوف" هذه الرسالة عبر وسائل التواصل له دلالتان، أولاهما أنه ممنوع من لقاء "بشار الأسد" بشكل مباشر، والثانية مخاطبة شباب الطائفة العلوية المستفيدين من شركاته وأمواله في محاولة لتأليبهم على النظام كوسيلة ضغط.

وتعقيبا على الموضوع يقول الخبير الاقتصادي والأكاديمي،يونس الكريم،لـ "أنا برس" إن الدلالة الأولى هي تدل على حجم الهوة والتفسخ الموجودة بين أركان النظام، ما بين أقوى تياريين، تيار أسماء الأسد الذي ليس لديه مانع للتنازل لجميع الأطراف، والبحث عن طرف أقوى لحماية "آل الأسد" والحفاظ على كرسي الحكم ضمن هذه العائلة.

صراع آل "الأسد ومخلوف".. الصراع بين عرابي النظام في سوريا

أما التيار الثاني أو ما يسمى "حرس النظام" وفق الكريم، الذي يقوده محمد مخلوف وأولاده، وبعض الضباط القدامى والكثيرين من قدامى حزب البعث، يرون أن النظام السوري هو نظام واحد له كينونة واحدة ولا تتمثل بعائلة الأسد فقط، فكل شخص له دور وله سلطة، وبالتالي يجب استخدام كل ما يلزم للحفاظ على هذا النظام ككل أي كـ"العقد".

وأشار الكريم إلى أن أهم ما في حاليا الموضوع هو حجم الصراع بين ما بين الطرفين والتهديدات المتبادلة، حيث كانت هناك لغة تهديد قوية وشديدة في خطاب رامي، كما يقال " على وعلى أعدائي"، بأنه سوف يضع كل الأوراق، ويقصد هنا الغرفة المالية التي تدير أموال النظام.. مضيفا بأن إثارة مشكلة "سيريتل" للعلن لأول مرة، بين رامي مخلوف، وأسماء الأسد، هي بحد ذاتها رسالة قوية لـ "بشار الأسد".

والرسالة الأهم في الفيديو الذي ظهر فيه مخلوف، بحسب الكريم، هي العلاقة التوافقية بين رامي مخلوف وروسيا، علما بأن مخلوف كان من الموالين لإيران منذ فترة قريبة، عندما كانت أسماء الأسد موالية لروسيا، مشيرا بأن أسماء الأسد الآن تريد جلب الصينيين كقوة أخرى، كما أنها تحاول اختراق الغرب لتحقيق تحجيم للروس وللإيرانيين 

خلافات داخل أركان النظام أدت لانهيار الليرة السورية.. وما علاقة التجار اللبنانيين؟

وبالتالي سوف يكون هناك للخريطة سوف نجد تيار الحرس الممثل بـ محمد مخلوف وأولاده، سوف يتفق مع الروس والإيرانيين على أسماء الأسد، على حد تعبير الكريم

من جهته قال المحلل السياسي، حسام نجار، "من فترة لا بأس بها وجدنا حكومة النظام أن تريد جباية أموال أكثر إما لسداد التزاماتها الدولية أو لتغطية العجز الحاصل في البنك المركزي وتوجهت لسحب أموال من غالبية التجار و رجال الأعمال و الذين بدورهم لم يحصلوا على تلك الأموال إلا بمساعدة النظام وأجهزة النظام و زادت ثرواتهم بشكل مخيف نتيجة وقوفهم مع أسد ضد الشعب السوري.. و كان من بين هؤلاء رامي محمد مخلوف صاحب أكبر إمبراطورية مالية في سورية و المشغل الفعلي لأموال الأسد".

وتابع النجار، تم مداهمة مكاتب شركاته و مؤسساته و الحصول على كافة الدفاتر المحاسبية و تم تغريمه بمبالغ طائلة و أصبحت الحلقة تضيق عليه بعد عن تولت أسماء الأخرس هذا الموضوع و أصبح هناك صراع بينهما امتد إلى خارج سوريا و كل منهما يبحث عن زلة للأخر فتمت مصادرة شحنات المخدرات الخاصة برامي مخلوف في مصر و الإمارات والسعودية وقام هو بفضح شراء الأسد لوحة لزوجته أسماء.

وأوضح النجار أنه في خضم هذا الوضع يعلم رامي أن موقف النظام أقوى منه و يستطيع سلبه كامل أمواله و حاول جاهداً مقابل بشار الأسد إلى أنه فشل و ذلك لأسباب عديدة منها حجب اتصالاته عن بشار و منها صراعه مع أسماء وكذلك وقوفه في وجه بشار والتقارير الإعلامية التي تشير لفساد رامي والنظام برمته.

فكان لا بد لرامي أن يعمل شيئاً يثير به زوبعة في أوساط النظام والشعب ففي الفيديو الذي أصدره كانت رسائل متعددة منها للأسد فهو يقول أنني التزمت بالقانون وسددت ما علي فلماذا هذه الحرب و أنت تعلم يا بشار أن سقوطي من سقوطك فلا يمكنك تجاهل هذا. وفق النجار

أما الرسالة الثانية التي تحدث عنها النجار.. كانت عن المؤسسات الخيرية وبالتالي يجيش الناس ضد الأسد بحجة أن ما يقوم به الأسد سيوقف الأعمال الخيرية التي تقدمها جمعية البستان و غيرها وبالتالي ستكون تلك العوائل عبء على المجتمع لعدة قدرة أحد على احتياجاتها.

الرسالة الثالثة، وفق النجار هي للموظفين الذين يعملون في تلك المؤسسات يقول لهم أن النظام سيقطع أرزاقكم ويوقف وظائفكم عليكم تحمل هذا الأمر أو أن تتحركوا و بالجزء الثاني من الرسالة موجه للحكومة أن هناك بطالة ستحصل فيما لو استمرت الحكومة بهذه الضغوط.

أما الرسالة الهامة في نظر النجار تكمن أن مخلوف كان من دعائم بقاء النظام بتمويل وتأسيس ميليشيات كانت عوناً لجيش الأسد..مشيرا أن لسان حال مخلوف  يقول وبشكل غير ظاهر أن هؤلاء لديهم القدرة العسكرية أستطيع توجيهها ضدك.

رامي مخلوف حجر من أحجار الدومينو سقوطه يعني سيكون عوناً على إنتهاء مرحلة أسد و نظامه و حكمه مع العلم أن النظام قادر على استبدال رامي بغيره في الأوقات العادية لكن في هذه الظروف أصبح هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً. على حد تعبير النجار