المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هكذا علق المثقفون على الضربات الأمريكية الغربية

 
   
15:49

http://anapress.net/a/192410154877969
503
مشاهدة


هكذا علق المثقفون على الضربات الأمريكية الغربية
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

تباينت تعليقات المثقفين العرب على الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية الأخيرة في سوريا، ما بين مؤيدين ومعارضين لتلك الضربات بشكل عام.

وقال المفكر الفلسطيني السوري سلامة كيلة: "الآن حدثت الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية، هل كان مبرراً "فبركة" استخدام أسلحة كيماوية للقيام بها؟ أسأل لمن أصرّ على أن الأمر تعلق بفبركة فيديو يشير الى ضربة بأسلحة كيماوية، ولا زال يصرّ على ذلك. حيث أن الضربة لم تكن لاحتلال سورية من قبل أميركا، ولا لتدمير المطارات بما فيها من طائرات، وتدمير مفاصل الدولة، وإسقاط النظام. لقد ظهرت أنها محدودة جداً، ربما أكبر من ضربة مطار الشعيرات لكنها محدودة في كل الأحوال، وأن أميركا أعطت النظام فرصة كبيرة لنقل طائراته الى أماكن أخرى، وجرى تنسيقها مع الروس كما أشارت صفحة قاعدة حميميم التي أكدت أن أميركا قد التزمت بالأماكن التي أبلغت عنها. وأصلاً جرى إبلاغ روسيا بالضربة".

وتابع: "إذن هي ليست ضربة قوية ضد النظام كانت تحتاج الى مبرر هو استخدام الأسلحة الكيماوية، أو فبركة فيديو استخدام الأسلحة الكيماوية. رغم أن روسيا أخرجت فيديو يتحدث فيه أشخاص من دوما يؤكدون أنه لم تحدث ضربة بأسلحة كيماوية، وهو فيديو مفبرك لأنه فرض على أشخاص قول رواية جاهزة مسبقاً.. هذا الوضع حدث في استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون، حيث تكررت الرواية ذاتها، أي ان أميركا تريد التدخل وتحتاج الى مبررات، لهذا افتعلت مسألة استخدام النظام للسلاح الكيماوي. ولقد ظهر أن الضربة كانت هامشية، وهدفت الى القول بأن ترامب هو ليس أوباما، بالتالي حين يضع خطوطاً حمراً يلتزم بها. ورغم النفي الروسي، ونفي النظام لاستخدام أسلحة كيماوية أكدت اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية، لهذا منعت روسيا بالفيتو التجديد لهذه اللجنة، واعتبرت أنها منحازة".

حرب كبيرة

وأردف قائلًا: "الآن، يحدث الأمر ذاته، حيث لم يظهر أن أميركا كانت تحضِّر لحرب كبيرة ضد النظام السوري، وأنها كانت بحاجة الى مبرر لتنفيذ ذلك، لهذا فبركت فيديو حول استخدام النظام لأسلحة كيماوية. فقد اكتفت بضربات أكبر قليلاً من تلك التي استخدمتها ضد مطار الشعيرات (هنا 59 صاروخ، وفي هذه المرة ضعفها)، ولم تقم بأكثر من ذلك. وأميركا لا تخاف من روسيا لكي يقال أنها تراجعت على ضوء التهديد الروسي، لأن منْ يعدّ لحرب كبيرة يكون قد قام بحسبة بسيطة حول ما يمكن أن تفعله روسيا وكيف تواجهه، وهي تعتقد أنها أكثر تطوراً في قدراتها العسكرية، وقادرة على ردع روسيا".

وبالتالي هي إذن –وفق كيلة-  ضربة معنوية كما في المرة السابقة، حيث كان يجب أن يقول ترامب أنه ليس أوباما، وأنه يلتزم بخطوطه الحمر. "وهذا يعني أن استخدام النظام لأسلحة كيماوية وضعه في الإحراج الذي كان يجب أن يُردّ عليه، وبالتالي ردّ ضمن حدود تجعل الضربة شكلية. حيث لو أراد ضربة كبيرة تودي بالنظام وتحرج الروس لكان دمّر المطارات بطائراتها، ودمر الدفاعات الجوية كلها، وكذلك دمّر مفاصل الدولة، وهو قادر على ذلك. لكن أميركا لا تريد إسقاط النظام، ولا تريد تدمير الطيران أو تدمير الأسلحة الفتاكة،بالضبط لأنها تريد أن يقصف النظام بها الشعب السوري".

كيلة: الضربة العسكرية هي ردة فعل، وليست نتيجة تخطيط مسبق، وهذا يعني أن الكيماوي قد استخدم بما أدى الى إحراج ترامب صاحب الخطوط الحمر المختلفة عن خطوط أوباما الحمر

واختتم عبر صفحته على موقع "فيس بوك" تصريحاته قائلًا: "باختصار، الضربة العسكرية هي ردة فعل، وليست نتيجة تخطيط مسبق، وهذا يعني أن الكيماوي قد استخدم بما أدى الى إحراج ترامب صاحب الخطوط الحمر المختلفة عن خطوط أوباما الحمر. ما تحقق هو "هزّ العصا" لروسيا، والضغط عليها لتقديم تنازلات، كما فعلت أميركا بضرب قوات روسية شرق الفرات. بمعنى أن أميركا استغلت غلطة النظام لكي تُظهر حجم روسيا في الصراع العالمي. فقد ظهر ميزان القوى العالمي لغير مصلحة روسيا، وبات عليها إما تقديم تنازلات أو جرها لصراع أكبر
الكلام عن إسقاط الصواريخ فبركة، ويهدف الى رفع المعنويات، والتشدق بالقوة، وللتأكيد على إفشال المخطط الإمبريالي".

أما الأكاديمي المصري عبد الكريم أمين، فقال "لا أدري هذا التناقض العجيب في العقلية العربية، بعض الناس غاضبة من الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية لقوات الأسد، وماذا يفعل الأسد نفسه وأسياده إيران وروسيا وحزب الله، ألا يضربون سوريا ويقتلون السوريين؟ ما هذا المرض وذلك العته؟ بدلا من أن نثور على التابعين الفاسدين من حكامنا نسب ونلعن مرة أمريكا ومرة روسيا ومرة إيران. لن يبني أرض العرب إلا العرب، لن يحمي العرب إلا العرب، متى نفيق من هذه الغيبوبة ونتحرر من هذا الجبن؟".

حضور ستيناتي

وعلق الباحث والحقوقي المصري معتز الفجيري، قائلًا: "اليوم اكتشفت حضور بعثي خمسيناتي ستيناتي غريب في آراء كثير من الزملاء على الفيس بوك.. كونك عندك تحفظ على الضربة الامريكية البريطانية الفرنسية لا يعني بأي شكل أنك تسوق لبشار الأسد والنظام السوري المجرم باعتبارهم رمز للصمود والممانعة! بشار فتح أراضيه لروسيا وميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله لمعاونته على قتل شعبه وتثبيت حكمه على أنقاض الدولة والمجتمع السوري.. سياسات حزب البعث ونسل الأسد الطائفية منذ عقود أهلكت الدولة السورية ونسيجها المجتمعي وأوصلتها لما فيه اليوم.. لا حل مع استمرار وجود بشار الأسد في حكم سوريا".

كما علق الروائي السوري إسلام أبو شكير  على الضربات قائلًا: "عار كبير على سوريا لا يغسله سوى سقوط هذا النظام.. سوى أن يرى بشار الأسد وعائلته وأزلامه في القفص يطوف بهم السوريون على كل قرية من أقصى سوريا إلى أقصاها.. عصابة بلا أدنى كرامة.. تتبول فوقهم كلاب الأرض منذ خمسين عاماً، فيحتفلون كل مرة، ويسمون ما يحدث انتصاراً، وصموداً.. لو نعرف فقط ما هي الهزيمة في قاموسهم".

أما الكاتب السوري خلدون النبواني ، فكتب عبر صفحته على فيس بوك قائلًا: "كل أعلام الدول المُحتلَّة لسوريا ترفرف في دمشق وأنصار النظام - ملوحين باعلام أجنبية - يدبكون رفضاً للتدخل الخارجي. إلا الحماقة أعيت من يداويها".

 لا أعلم كيف يسمح بعض المثقفين من مصر وفلسطين والعراق والمغرب والجزائر والسودان والخليج، لأنفسهم المزايدة على السوريين الذين رحّبوا بالضربة الامريكية تعبيراً عن القهر والظلم والخذلان الدولي
  أوسي

وشدد الكاتب والشاعر السوري هوشنك أوسي على أن "الضربة لم ولن تسقط نظام الأسد، وهذا معروف ومفهوم لدى أغلب السوريين المعارضين لنظام العهر والاستبداد والكيماوي. ولكن الضربة أسقطت المزيد من حثالات اليسار واليمين، وما بينهما، من ساسة ومثقفين؛ ممن لا يميّزون بين فلاديمير بوتين وفلاديمير لينين، ولا يميّزون بين نظام الأسد وسوريا التي حوّلها الأسد إلى حضيض وخرائب تسرح وتمرح فيها الاحتلالات الاجنبية ومرتزقتها من الميليشيات والمافيات العسكريّة والسياسيّة و"الثقافيّة" التابعة لها. وأعتقد أنه مثلما لا يحقّ لي أن أزايد على المصري أو الفلسطيني أو العراقي أو المغربي أو الجزائري أو السوداني أو الخليجي، في وطنيّته وحبّه لوطنه، لا أعلم كيف يسمح بعض المثقفين من مصر وفلسطين والعراق والمغرب والجزائر والسودان والخليج، لأنفسهم المزايدة على السوريين الذين رحّبوا بالضربة الامريكية تعبيراً عن القهر والظلم والخذلان الدولي لمحنتهم طيلة 50 سنة، وليس 7 سنوات وحسب، وليس تهليلاً لأمريكا وطرامبها المعتوه".

وتابع: "أودّ تذكير هؤلاء بمانديلا الذي رفض جائزة أتاتورك لحقوق الانسان، معللاً ذلك بالقول: من أراد منكم أن يعرف حقيقة تركيا، فليعش كرديّاً ولو نصف ساعة. وعليه، من أراد منكم ان يعرف حقيقة نظام الأسد، فليعش سوريّاً، في حلب، دمشق، الغوطة، دوما...، لنصف ساعة، وليس أن يعيش كعنصر يساري أو طائفي ينتمي لحزب الله أو لجماعة أحمد جبريل أو الحرس الثوري الإيراني أو الميليشيات الشيعيّة الطائفيّة العراقيّة والإيرانيّة والأفغانيّة.. ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين. يعني الشغلة بدها شوية خجل من دماء السوريين المذبوحين ببراميل الأسد وغازاته السامّة".

8 محاور

أما الكاتب المصري ممدوح الشيخ، فقال "كشفت الضربة الغربية لسوريا عن عمق التباين إزاء ما هو "أخلاقي" في السياسة"، مؤكدًا على أن "المعترضون على الضربة بناء على ما يعتبرونه معيار أخلاقي ينطوي موقفهم على تنافضات عميقة، وأوجز تلك التناقضات في:

أولاً: الضربة جزء من صراع "معرفي" قديم ومتجذر في العلاقات الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفيني مداره حدود "سيادة الدولة". ومنذ المتمر العالمي لحقوق الإنسان (فيينا 1993) وهناك مسعى إنجلو سكسوني لتقييد سيادة الدولة وبخاصة فيما يتصل باستخدام القوة في مواجهة شعبها.

ثانيا: التمسك الطفولي بفكرة أن سيادة الدولة مطلقة دفع مسلمو البلقان ثمنه خلال الحرب الأهلية مطلع تسعينات القرن الماضي، ولولا الضربة الأطلسية لنظام ميلوسيفيش (1999) لربما تم اقتلاع الوجود الإسلامي في البلقان نهائياً. علما بأن الضربة لم تتم بسبب الرغبة في الاستيلاء على النفط فالبلقان ليس فيها نفط ولم تمولها دولة خليجية.

ثالثا: البشرية دفعت ثمناً غاليا في الحرب الأهلية الرواندية (1994) إذ قتل مليون مدني خلال مائة يوم بسبب الحرص على سيادة الدول ورفض مبدأ "التدخل الإنساني".

رابعاً: ما هو اخلاقي - في تقديري - يحتم تتأييد ضربة لم يسقط فيها مدنيون وقلصت قدرة نظام الأسد على ضرب شعبه بالأسلحة الكيماوية، أياً كانت الدولة التي قامت بها.

خامساً: كثيرون كلنوا يطالبون أمريكا بضرب نظام الأسد لوقف نزيف الدم السوري وتمنوا أن تكون الضربة قاضية، وكان موقفهم مفهوماً.

سادساً: ادعاء "امتلاك الحقيقة المطلقة" في صراع سياسي معقد جدا وفيه كم كبير من الحسابات الغامضة إقليميا ودوليا، موقف يعكس نرجسية وتسرعاً لا يساعد على اتخاذ الموقف الصحيح.

سابعًا: الدور الروسي/ الإيراني في سوريا تدخل فاضح ومفضوخ.. وبعض من أدانوا الضربة الأخيرة إما يتجنبون إدانته أو يؤيونه علناً وهو تدخل وإهدار لسيادة الدولة حتى لو حدث بتوقيع النظام السوري  فإما إدانة كل انتهاك لسيادة الدولة أياً كان شكله أو القبول الهاديء بأن يكون الموضوع خلافياً وخاضعاً للتقدير.

ثامنًا: من يتخيلون أن الصراع في سوريا لا يشهد أي تدخلات خارجية - باستثناء هذا القصف الغربي - يكذبون على أنفسهم وعلى الناس، وبالتالي ما حدث ليس تطورا نوعيا غير مسبوق والتدخل سببه الأول والرئيس: الرد الإجرامي (السوري - الإيراني - الروسي) على الثورة السورية.

الضربات

بينما الكاتب السوري منصور الأتاسي  فقال "الضربة التي تفذت اليوم تؤكد أنه مالم يتم الذهاب إلى جنيف والانتقال للحل السياسي المنطلق من تنفيذ مقررات جنيف -١-ومجلس الأمن ذات الصله فإن سورية ستتحول إلى ساحة لصراعات دولية، فهل يفهم أهل النظام أم لم يعد لهم حولا ولادورا ولا قوة؟".

كما أن الكاتب والمترجم السوري ثائر ديب، علق على الضربات قائلًا "ماذا تقول لـ (...) يظنّ الوقوف ضد التدخل الاميركي وقوفاً مع التدخل الروسي والإيراني أو أي تدخل مهما يكن؟ وماذا تقول لـ (...) آخر يظن الوقوف ضد التدخل الأميركي وقوفاً مع الاستبداد؟ لا ينبغي أن يُقال أيّ شيء لأيّ (...)، لا سيما أولئك المعاقين الذين لم ينمُ ذيل شجاعتهم إلا بعيداً عن الأخطار.. لقد أنهى الواقع ضرورة النقاش مع هذه الفصيلة من الأشياء منذ سنوات، وهو لا يكفّ بتعقيده عن إلقائهم وإلقاء أدمغتهم المعاقة إلى مزابله". واستطرد: "لا نقاش مع مجرد الحقد والمرارة اللذين لا تعود تعلم هل هما من يولّدان الجحشنة أم أن هذه الأخيرة هي التي تولّدهما".

بينما الشاعر السوري فهر الشامي، فكتب قائلًا: الصراحة أنه لم يكن هناك حاجة سابقا لتحليل الضربة الأمريكية، والمفاجئ في أي ضربة أمريكية غربية، إنما سيكون استهداف الأسد حقيقة وإنهاء حكمه، وليس زيادة تلميعه كما هو حاصل منذ سبع سنوات! وكما حصل اليوم... دائما يصر الغرب على إعطاء الأسد ومن والاه في عموم العالم العربيدفقة حيوية جديدة، فمهمته القذرة لما تنتهي بعد ولكن لا أحد يريد أن يعتمد على المنطق، ونعم: نحن شعوب انفعالية وعاطفية أكثر من اللازم. المختصر المفيد هو أن الأسد لن يزول عن الحكم حتى لو كلفه ذلك حرق سورية بمن فيها، كما قال وفعل...و كذلك باقي سلسلة الكلاب التي تحكم بلادنا.