http://anapress.net/a/189367708802750
ومن جانبه ذكر أبو أحمد (أحد سكان بلدة البارة) لـ "أنا برس" أن الرجل قُتلَ خلال محاولته الوصول إلى أرضه بهدف قطف محصول التين المتواجد على الجهة الجنوبية من البلدة المتاخمة لمناطق سيطرة النظام جنوب إدلب.
ويضيف أبو أحمد؛ أنّ موسم التين يعتبر من أهم المواسم في المنطقة، فهو مصدر الدخل الوحيد لأغلب العوائل في المنطقة، وينضج التين عمومًا في منتصف الصيف بينما يكون جني المحصول في الشهر الأخير من الصيف.
حسين أبو علي أحد المزارعين من بلدة الفطيرة قال لـ أنا برس "خطرٌ كبيرٌ يتعرض له مزارعو التين خلال جني محاصيلهم حيث يتعرضون لمخاطرٍ عديدة أهمها قرب الأراضي من مناطق التماس مع العدو واستخدام مليشيات النظام اسلحة متطورة موجهة بالليزر والقصف العشوائي بالقذائف الصاروخية".
ويضيف حسين "يعاني الأهالي من صعوبة الدخول إلى أغلب الأراضي نتيجة وجود طيران الاستطلاع ورصده للحركة في عمق الاراضي والطرقات باتت تمثل عائقًا نتيجة القصف واستخدام الفلاحين لطرقات زراعية بين الأراضي، وعدم القدرة على ادخال سيارات خاصة بسبب استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام".
وكان الدفاع المدني السوري قد نشر تقريرا ذكر فيه أن أكثر من ١٠٠ شخص قتلوا بينهم ٣٢ طفلا جراء قصف جوي ومدفعي استهدف مناطق ريف ادلب الجنوبي وذلك خلال الفترة من بداية شهر حزيران وحتى منتصف شهر آب.
بسام العلي أحد مزارعي المنطقة قال لـ أنا برس "لقد شهد هذا الموسم قصفًا عنيفًا من قبل قوات النظام اذ يتم استهداف المزارعين ضمن أراضيهم بشكل مباشر بقذائف المدفعية والصواريخ، وأكثر ما نخشاه هي القذائف الليزرية الموجهة".
ويضيف بسام "بالرغم من خطورة الاقتراب من خطوط التماس إلا أن المزارعين يخاطرون بحياتهم في سبيل جمع أرزاقهم، حيث عاد عدد كبير من العوائل النازحة للسكن في المنطقة ولو بشكل جزئي بهدف جمع محاصيلهم والتي باتت تمثل مصدر رزقهم الوحيد في ظل ظروف النزوح القاسية".
يقول أبو ابراهيم وهو مرصد مدني عامل في منطقة جنوب ادلب "عادة ما نقوم باستنفار جهودنا في موسم التين خصوصًا لمساعدة الفلاحين عند دخولهم الأراضي والخروج منها".
ويؤكد ابو ابراهيم بأن عمل المراصد تطوعي بشكل مجاني وهو خدمة للناس عموما، ويختصر عملهم بإصدار التنبيهات عبر الوسائل المتاحة حول حركة الطيران ومناطق الاستهداف بالمدفعية
ويضيف أبو ابراهيم يتم ايضًا تنبيه المزارعين من طيران الاستطلاع كما نصدر تنبيهات دورية عن ضرورة اخلاء المناطق المستهدفة ونساهم في ابلاغ الناس بمناطق الخطر خصوصًا التي تنتشر فيها الألغام وذلك بمشاركة السلطات المحلية.
ومن جهة أخرى فقد اصدرت ادارة منطقة اريحا بالتعاون مع قسم شرطة اريحا والفصائل العسكرية المتواجدة في المنطقة تعميمًا حذرت فيه المزارعين من الاقتراب من خطوط التماس قبل التنسيق مع الجهات المختصة.
وبحسب البيان الصادر عن ادارة المنطقة فقد تم تعيين منسقين للقطاعات بهدف تنظيم دخول وخروج المزارعين الى المنطقة والتخفيف من مخاطر الاقتراب من خطوط التماس.