لهذه الأسباب تم تحريك جبهة ريف حماة دون جبهة درعا المنتظرة

ما إن بدأت معركة " الغضب للغوطة" في ريف حماة نصرة لدعم الغوطة الشرقية، بدأت التساؤلات والاستفسارات لماذا الهدوء والصمت في الجبهة الجنوبية والجبهات الأخرى في مناطق المعارضة لدعم ونصرة الغوطة الشرقية.

وبعد سيطرت الفصائل على معسكر الحماميات، وبلدة كرناز، إذ تمكنت قوات نظام الأسد ليل أمس من استعادتها تحت غطاء جوي مكثف وقصف مدفعي عنيف من قبل ميليشيا النظام المتمركزة بالقرب من المنطقة.

وفي بيان نشرته الفصائل المشارك في العملية، وبينها جيش العزة وجبهة تحرير سوريا، والفرقة أولى مشاة، ولواء الحمزة، إنها تهاجم مواقع النظام في ريفي حماة الشمالي والغربي.

وكانت الفصائل بدأت قصفا تمهيديا استهدف مواقع قوات النظام في بلدتي الحماميات وكرناز. تجدر الإشارة إلى أن منطقة اتفاق خفض التصعيد الرابعة تضم محافظة إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية.

ويأتي بدء المعركة في ريف حماة وسط مطالبات للفصائل المسلحة، خاصة الفصائل المنتشرة جنوبي سوريا، بفتح الجبهات في المنطقة المشمولة باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه منتصف العام الماضي في إطار مفاوضات أستانا.

وحول هذا الموضوع وبسؤال المحلل السياسي حسام نجار عن عدم تحريك الجبهة الجنوبية في درعا وتحريك جبهة ريف حماة، يقول:  لقد قرأنا وسمعنا أن فصائل الجنوب ستقوم بعمل مزلزل.. لكن هيهات ما دام تأمر بإمارة الأمريكان والبريطانيين. فدعا هؤلاء لعقد اجتماع عاجل هددوا من خلال تلك الفصائل بالإبادة فتراجعت عن فعل أي شيء رغم أن بياناتها تؤكد غير هذا لكن الخوف من توقف الدعم يخرس الأسلحة ويلجم النفوس

ويتابع النجار:  ليس من مصلحة الأردنيين تحريك الجنوب بل لا بد من تحريك جبهة أخرى، تلك الجبهة لا تؤثر على تطبيع الأردن مع النظام ولا تؤثر على واردات الأردن ذلك الطفل المدلل البريطانيين... فأين تلك المنطقة؟ لا يوجد إذا غير ريف حماة الشمالي والشمالية الغربي فهناك فصائل مشهود لها بالكفاءة وتمتلك الحاضنة الشعبية فلا مانع من تزويدها ببعض العتاد المتوسط لضرب الكبرياء الروسي وتهديده بالقرب من معاقله ومعاقل النظام.

وبسؤاله حول الجبهات الباقية الموجودة، يجيب النجار: إذا تأملنا كثيراً في خارطة توزع المعارضة المسلحة في سوريا نجد أنه ليس أمامنا سوى جيوب محاصرة من جهة وجبهة الجولاني من جهة أخرى. فحلب الغربي وجزء من إدلب تحت رحمة الاقتتال الفصائلي.. وريف حمص الشمالي تحت رحمة الحصار ورغبة البعض بالهدن والالتزام بخفض التصعيد. والقلمون في حصار شديد.

بالمحصلة لا تجد سوى فصائل ريف حماة تمتلك تلك الحرية النسبية لعمل عسكري متوسط نأمل أن يتواصل ليشمل محردة والسقيلبية أكثر المناطق التي تحتوي ميليشيات تابعة للدفاع (اللاوطني). بحسب النجار.

وبدوره يقول الخبير الاستراتيجي العميد أبوعبد الله العكيدي، إن جبهة حماه فتحت لمدة 24 ساعة وهي للأسف معركة إعلامية أكثر من كونها استراتيجية وليست لمناصرة أهل الغوطة للأسف.

ويوضح العكيدي أن الفصائل المشاركة بهذه المعركة حرروا كرناز وحميمات لمدة ساعات قليلة ومن ثم انسحبوا، مشيراً إلى أنه عندما يراد فتح جبهات لله ومناصرة الغوطة يجب أن يبدؤا بضرب بلدتي الفوعة وكفريا، ما حصل في معركة "الغضب للغوطة" في ريف حماة شيء مضحك مبكي.

وحول عدم فتح جبهة الجنوب من قبل الفصائل المسلحة، يؤكد الخبير الاستراتيجي إن أمريكا جمعت الفصائل بالأردن وهددتهم بعدم فتح جبهات ومناصرة الغوطة وملاحقة وفصل كل من يطالب بمناصرة الغوطة. فالموك هو سيد القرار.

وتعليقاً على الموضوع يرى الكاتب السوري المعارض وضاح حاج يوسف، أنه بشكل عام كل فصائل المعارضة الموجودة على الأرض دون استثناء ترتهن للأجندات خارجية ولا تستطيع أن تحرك أي جبهة دون أخذ الموافقة من داعميها.

ويؤكد الكاتب السوري، إنه كان هناك عمل عسكري كبير يحضر له في الجنوب السوري، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت هذا العمل ولا ندري هل بتوافق مع الروس وإيران أم لا، لا نعلم.. ولكن قامت واشنطن بتحضير اجتماع طارئ في الأردن لإيقاف تحريك الجبهة الجنوبية.

وحول معركة ريف حماة، يوضح الحاج يوسف أنه وبحسب المعلومات التي وصلت أنها كانت لمدة يوم واحد فقط نصرة للغوطة، وتم تحرير بعض القرى لبعض الساعات ومن ثم انسحبت الفصائل المسلحة وتوفقت العملية بحسب المعلومات التي وردت إلينا. بحسب الحاج يوسف.

يذكر أن النظام السوري قد سحب تعزيزات عسكرية كبيرة من مناطق ريف حماة ووجهها للمشاركة في عملية اقتحام الغوطة الشرقية مستغلاً اتفاقية خفض التصعيد التي أقرتها اجتماعات أستانا 4 بداية شهر أيار/مايو 2017.