جيش التوحيد.. صمام الأمان لريف حمص الشمالي (بروفايل)

أربعة أعوم على عمر الصراع الحربي الدائر في سوريا كانت مدة كافية للإعلان عن ولادة جسم عسكري هو الأكثر تنظيماً بين الفصائل العسكرية المعارضة العاملة في ريف حمص الشمالي بشكل عام.

في منتصف العام 2015 أعلنت أكبر الفصائل العسكرية المعارضة العاملة في ريف حمص عن أندماجها بشكل كامل وتشكيل جيش تم تسميته بـ "جيش التوحيد" وكان من أبرز تلك الفصائل " ألوية الإيمان بالله أكبر تلك الفصائل و صاحب الحظ الأوفر من ناحية امتلاكه للعتاد الثقيل والأليات والعربات المدرعة، بالإضافة للواء أسود الإسلام و ألوية شهداء بدر وتجمع سيوف الحق و"حركة أحرار الشام الإسلامية" وعدة كتائب أخرى.

هذا ويبلغ قوام الجيش نحو 6000 مقاتل مجهزين بكامل العتاد العسكري منتشرون في كامل مدن وبلدات ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

وبعد مدة قصيرة من تشكيل الجيش تبين للقادة العسكريين ضمنه آنذاك مبايعة المدعو "رافد طه" قائد لواء اسود الإسلام لتنظيم الدولة داعش وبدأ بالعمل على إنشاء مقرات عسكرية تابعة للتنظيم في مدينة تلبيسة.

الأمر الذي دفع القادة العسكريين على حض "طه" للعدول عن قراره لما سيجلبه ذلك القرار من ويلات لا تحسب عقباها على الأهالي المدنيين، ولكن تلك المناشدات لم تلقى أذان صاغية من قبل الأخير الأمر الذي أدى لإستعمال القوة العسكرية ضد عناصر اللواء المبايع للتنظيم.

المعركة التي اندلعت في القسم الشمالي لمدينة تلبيسة استمرت لمدة 72 ساعة انتهت بطرد عناصر التنظيم من المدينة وقتل واعتقال عدد منهم في مايو(آيار) للعام 2015، ليسجل بذلك أول مرة يتم من خلالها اقتتال مسلح بين أهالي مدينة تلبيسة منذ اندلاع الثورة السورية.

لم يمض الكثير من الوقت حتى تم الاعلان عن انسحاب فصيل جند بدر أو ما يعرف بمسمى لواء 313 في حمص الخاضع لقيادة الشيخ عبد الرزاق ميزنازي والذي لم يبرر بدوره اسباب الانسحاب من الجيش لتتوالى على اثره عمليات الانشقاق واعتبر أول الأشخاص الذين أفشلوا تشكيل جيش موحد يحقق أحلام المدنيين الذين أتعبتهم التفرقة العسكرية الممتدة منذ اندلاع الثورة السورية.

وفي لقاء سابق  لـ"أنا برس" مع العقيد عبد السلام المرعي قائد جيش التوحيد تحدث من خلاله عن الحرب الشعواء التي يتعرض لها التوحيد من خلال محاربته إعلامياً وخاصة في المكاتب المتمثلة خارجياً، واسترسل قائلاً: تأثرنا في البداية من مسألة خروج بعض الفصائل من تشكيل الجيش، ولكن استطعنا تدارك الأمر سريعاً والسبب يعود لهمة المقاتلين ودعم الأهالي الذين أبوّ إلا أن يستمر الجيش ويكون العمود الفقري للمنطقة بشكل عام.

وأضاف المرعي أن جيش التوحيد قد أعلن عن إندماجه بشكل كامل مع جبهة الأصالة والتنمية ندّ لند وذلك في إطار العمل العسكري المشترك على الأرض الذي من شأنه تقوية جيش التوحيد من أجل الحفاظ على جبهاته المرابط عليها والتي تمتد لأكثر من 50 كم على خط الجبهات المتمثلة بـ الدار الكبيرة وتلبيسة والهلالية وأم شرشوح وحوش حجو.

بدوره تحدث العقيد "عمر الملحم" قائد المكتب العسكري لجيش التوحيد لـ "أنا برس" قائلًا: فيما يخص جيش التوحيد فنحن لا نستلم الدعم من أية جهة خارجية وقرارنا يتخذ من ضمن مجلس الشورى للجيش وبناء عليه يتم اتخاذ القرارات المناسبة لما يخص مصلحة الأهالي بالدرجة الأولى كونهم الحاضنة الشعبية لنا، ويأتي بالدرجة الثانية الأهداف الاستراتيجية من أي عمل عسكري ولعل عدم تبعيتنا بالقرار للداعمين كان سلاحًا ذو حدين بالنسبة لكيان جيش التوحيد إذ أنه حرم من الدعم العسكري من جهة وحظي بالقبول لدى الاهالي المدنيين من جهة أخرى وهو الأهم بالنسبة الينا.

هذا ويعتبر جيش التوحيد منذ نشأته خط الدفاع الأول عن ريف حمص الشمالي من خلال جبهاته العسكرية والتماس المباشر مع قوات الأسد وميليشياته الداعمة له على أمتداد 100 كم حيث تبدء تلك الجبهات من مدينة الحولة غربا الى جبهات الدلاك شرقاً، وبالتالي يعتبر صمام الامان للأهلي المدنيين المقيمين في الريف الحمصي.