المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

القبعات البيضاء.. عدو الأسد الأكبر

 
   
10:25

http://anapress.net/a/164463917093377
430
مشاهدة


القبعات البيضاء.. عدو الأسد الأكبر

حجم الخط:

قتل أمس مسؤول الدفاع المدني في درعا "عبد الله السرحان" بعد استهداف الطيران الحربي بشكل مباشر لسيارة الدفاع المدني التي كانت متوجهةً لإنقاذ الضحايا الذين استهدفتهم غارات مماثلة على طريق صوامع غرز في ريف درعا.

في أواخر العام الماضي خرجت أربعة مراكز للدفاع المدني في حلب عن الخدمة بشكل كامل بعد مقتل وجرح عدد من عناصرها بقصف جوي مباشر استهدف مراكزهم من قبل الطيران الحربي، الذي أسفر عن خروج مركز باب النيرب وإصابة 6 عناصر بجروح بليغة، إضافة إلى استهداف وخروج مراكز هنانو وحي باب الأنصاري في حلب عن الخدمة.

علاوة على القصف المستمر على المراكز ذاتها في ادلب كمركز كفرنبل الذي لحقته أضرار جسيمة بعد استهدافه عدة مرات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصره، ومركز معرة النعمان وغيرها، بالإضافة إلى استهداف الفرق بشكل مباشر خلال أداء واجبها الانساني في إسعاف المصابين وإجلاء العالقين.

تشكلت فرق الدفاع المدني من مجموعة من المتطوعين الذي عملوا بوسائل بدائية لإنقاذ المصابين جراء القصف أواخر العام 2012
ق

رغم إنسانيتهم الكبيرة من خلال عملهم الذي انبروا لأجله في الهروع لأي مكان يتعرض للقصف والعمل على إنقاذ المصابين والأبرياء، تعد مراكزهم وفرقهم الهدف الأول للطيران الحربي السوري والروسي.

فمع اشتداد وتيرة الصراع في سوريا ومساندة نظام الأسد من قبل عدد كبير من الأطراف على رأسها روسيا، كان المدنيون هم الضحية الأولى، ولم يساندهم إلى من دُعوا بأصحاب القبعات البيضاء، الذين شابهت قبعاتهم قلوبهم، لأن تطوعوا لهذه المهمة دون مقابل بدافع إنساني بحت، ليكونوا بعد فترة رمز الإنسانية الأول في سوريا ويستحقوا بجدارة جائزة السلام التي منحت لهم أواخر العام الفائت، إلا أن نظام الأسد الذي اعتاد قتل الانسانية والانسان جعلهم الهدف الأول الذي ينبغي القضاء عليه.

تشكلت فرق الدفاع المدني من مجموعة من المتطوعين الذي عملوا بوسائل بدائية لإنقاذ المصابين جراء القصف أواخر العام 2012، ومع تطور الأحداث وتغيير مجريات الحرب في سوريا، اتجهت هذه الفرق القليلة إلى التوسع وتشكيل مؤسسة انسانية منظمة تتبع لإدارة، وتتلقى التدريب على هذه المهام لتكون بحق قادرة على أداء الواجب على أكمل وجه، ليتم مطلع العام 2013 تشكل قرابة الـ 100 مركز يضم قرابة الـ 3 آلاف عنصر متطوع.

عملت بعض المنظمات التي تقدم الدعم للمجتمع المدني على تقديم بعض المساعدات لهم كالتدريب والمعدات اللازمة لإنقاذ المصابين لرفع فعالية عملهم الانساني هذا، وكانت أول دورة تدريبية يخضع لها العناصر في تركيا لـ 25 متطوعاً من مدينة عندان شمالي حلب، وبعد نجاحها تم توسيع البرنامج وبدأت الدورات المتتالية للتدريب والتأهيل التي أثبتت فاعلية كبيرة من خلال الانجازات التي قاموا بها على الأرض.

عملنا منذ البدايات الأولى التي بدأ النظام فيها بالقصف والتدمير كمتطوعين من مجموعة من الشباب منهم الطالب ومنهم المسعف ومنهم العامل وباختلاف الفئات العمرية على انقاذ المصابين واجلائهم

وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2014  اجتمع المتطوعون من كافة أنحاء سوريا واتفقوا على تشكيل منظمة واحدة رسمياً وحّدت كافة الفرق تحت رسالة مشتركة وقيادة وطنية، مهمتها تقديم مجموعة من الخدمات للشعب السوري، منها إنذار السكان المدنيين من الضربات والأخطار، والبحث والإنقاذ في المناطق الحضرية، وإخلاء السكان المدنيين من المناطق التي يقترب منها الصراع، و توفير الخدمات الطبية، ومنها الإسعافات الأولية، لحظة الإصابة، والإطفاء، وإدارة ملاجئ الطوارئ، وتوفير سكن الطوارئ والمؤونة، والدفن الطارئ للموتى وغير ذلك من الخدمات حسب ما نصّ بيان التأسيس.

وبدأت بعض المنظمات الداعمة على رأسها  "ميدي للإنقاذ وكيمونيكس" وهما شريكان منفذان لبرنامج التدريب والمعدات والمناصرة والإعلام وبناء القدرات المنظماتية بتقديم الدعم للدفاع المدني، إضافة إلى دعم مادي من عدد من الدول حول العالم يتم صرفه في مجالات التدريب والمعدات والدعم.

يقول رئيس المكتب الإعلامي في مركز الدفاع المدني في مدينة كفرنبل بريف إدلب موسى زيدان: "عملنا منذ البدايات الأولى التي بدأ النظام فيها بالقصف والتدمير كمتطوعين من مجموعة من الشباب منهم الطالب ومنهم المسعف ومنهم العامل وباختلاف الفئات العمرية على انقاذ المصابين واجلائهم في حال تعرض أي حيّ للقصف، كانت ولازالت أعمال مجهدة وطويلة ولكن المهمة الانسانية تنسيك كل الصعوبات، ومع تطور الظروف تم تشكيل منظمة الدفاع المدني السوري وبدأت تعمل بشكل مؤسساتي من خلال التقسم إلى مراكز وقطاعات وتقديم الدعم بالمعدات والآليات التي مكّنتنا من أداء واجبنا بفاعلية أكبر وأسرع من السابق بكثير، ففي محافظة ادلب كانت التجربة الأولى مدينة جسر الشغور ومنها توسعت إلى باقي المحافظة لتشمل حالياً ستة قطاعات تضم 27 مركزاً بعدد متطوعين يتجاوز الـ 700 متطوعاً، وبعتاد قوامه أكثر من 200 آلية ما بين سيارات تنقل وسيارات إطفاء وجرافات وغيرها".

 نمارس مهمة إنسانية بحتة وعملنا منذ البدايات كان تطوعياً لم نفكر أن نكسب منه أي أجر أو شكر من أحد

يضيف زيدان لـ "أنا برس": "نحن نمارس مهمة إنسانية بحتة وعملنا منذ البدايات كان تطوعياً لم نفكر أن نكسب منه أي أجر أو شكر من أحد، ولازلنا مستمرين في مهمتنا التي تعد أسمى مهمة خلال الحرب في سوريا، ولكن ما يعيق عملنا ويقوضه هو القصف والاستهداف المباشر لمراكزنا وفرقنا، فمركزنا "مركز كفرنبل" تعرض للقصف الجوي أكثر من خمس مرات بشكل مباشر عداك عن استهداف الفرق خلال أداء واجبها، وقد فقدنا عدداً من العناصر بعضهم قتل وبعضهم أصيب وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة، وحالياً المركز متضرر بشكل كبير في البناء والمعدات بعد آخر استهداف نعمل على توفير مكان أفضل وأكثر أماناً على أرواحنا وسلامة معداتنا التي لا يمكننا العمل دونها، من أجل أن نستمر في مهامنا".

في سبتمبر/ أيلول 2016 تم منح الدفاع المدني السوري جائزة "رايت ليفيلهوود" المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، وذلك تقديرا لجهود أفراده في إنقاذ الأبرياء، ومنحت الجائزة من طرف مؤسسة رايت ليفليهوود السويدية، الأمر الذي أثار حفيظة النظام وكثف من ضرباته الجوية لمراكز الدفاع المدني التي  يبغي عناصرها إلى أداء واجب إنساني بعيد عن أي مصلحة، فالمهمة التي يقومون بها موسومة بالمخاطر على جميع الأصعدة تبدأ بالمهمة الصعبة التي يقومون بها من خلال ضرورة التواجد في أسرع وقت بالمكان الذي يتعرض للاستهداف رغم تحليق الطيران واستمراره في القصف معرضين حياتهم للخطر بنسبة كبيرة جداً علاوة على المهام العضلية التي يقومون بها ففي بعض الأحيان يستمر إجلاء الضحايا من تحت الأنقاض لأكثر من 24 ساعة، ورغم ذلك يعمل نظام الأسد على القضاء عليهم وتقويض عملهم.