http://anapress.net/a/163607523025297
لليوم الثامن على التوالي تستمر الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها الطائرات الحربية والروسية على ريفي إدلب الجنوبي وحماه الشمالي ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين فضلاً عن الدكار الهائل الذي حلّ بالبنى التحتية وعلى وجه الخصوص المشافي الميدانية في المنطقة ما تسبب بتدهور القطاع الطبي بشكل واسع.
وبحسب تصريحات خاصة من د.فراس الجندي وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة لـ "أنا برس" فإن الطائرات الروسية والسورية على حد سواء استهدفت منذ بدء الحملة على ريف إدلب الجنوبي الثلاثاء الماضي خمسة مشافي بالصواريخ الفراغية ما تسبب بخروجها عن الخدمة بشكل كامل، وهي (مشفى الرحمة في خان شيخون- مشفى الرحمن للتوليد في قرية التح- مشفى تلمنس الطبي-منظومة شام الإسعافية- مشفى هاند في كفرنبل- واليوم تم تدمير مشفى شام في سراقب).
وأوضح أن المشافي التي لم يتم استهدافها تقوم بتأدية دورها كالمعتاد باستقبال المصابين والجرحى من المدنيين بحسب الإمكانيات المتوفرة لديها. كما أكد الدكتور فراس خروج مشفى شام صباح اليوم عن الخدمة بعد الغارة التي تلقاها من قبل الطيران الروسي حيث تمكن الصاروخ من اختراق ثلاثة طوابق وصولاً إلى غرفة العناية المشددة ما تسبب بتدمير اقسام واسعة من المشفى فضلاً عن تلف الأجهزة والمعدات الطبية بداخله.
وحول الخيارات المتاحة أمام المصابين في ظل التركيز على استهداف المراكز والمشافي الطبية من قبل الطيران الحربي أفاد الدكتور فراس بأنه في حال اضطر الأمر "سنلجأ لتأهيل نقاط ومشافي بعيدة عن الأنظار ولم يسبق أن عُرف مكانها؛ حتى تقوم بتأدية الوظيفة المطلوبة منها وحماية كادرها الطبي والمصابين الوافدين إليها، بحسب ما يتاح لها من إمكانيات، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الإصابات البالغة سيتم نقلهم إلى المشافي الحدودية مع تركيا أو يتم إدخالهم إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج".
وعن أهم الصعوبات تحدث وزير الصحة بأن استهداف المشافي الخمسة سابقاً خلال الأسبوع الماضي تسبب بضغط كبير على باقي المشافي والكوادر الطبية، وبطبيعة الحال نحن نعاني في مدينة إدلب من نقص في الكوادر الطبية بشكل عام، وبسبب غيابات الإخصائيين الطبيين في عدد من المجالات نضطر دائماً لإرسال مصابين إلى المشافي التركية.
من جهتها وجهت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة بياناً رسمياً "حصلت "أنا برس" على نسخة منه" استصرخ من خلاله ضمائر المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع الدولي للسعي لإيقاف آلة القتل والتدمير التي تتبعها العصابة المجرمة بحق السوريين والإنسانية جمعاء، موضحة خلال البيان بان هذه الإستهداف المباشر للقطاعات الطبية يرقى لجرائم حرب واضحة المعالم.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي مقر عسكري أو قطعة عسكرية بالقرب من المشافي المُستهدفة من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري على حدّ سواء، وإنما هي سياسة اتبعها الأخير منذ الشهر الرابع للعام 2017 حيث استهدف خلاله عشرة نقاط طبية أدت لتدميرها وخروجها عن الخدمة.