المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

كيف اعتمد البيت السوري على الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة دون حاجة للكهرباء؟

 
   
09:09

http://anapress.net/a/158896989675313
269
مشاهدة



حجم الخط:

أعوام مضت من عمر الثورة السورية لم يكد يمضي العام الأول منها حتى انقطعت كافة الخدمات عن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إما بفعل المعارك ضد المعارضة فيها أو بسبب القصف الممنهج من قبل طيران النظام، الأمر الذي أدى إلى توقف جميع الخدمات على رأسها الكهرباء التي تعد عصب الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها نهائياً.

خلال أعوام الثورة التي مضت تمّ ابتكار عدد من الوسائل البديلة للتعويض عن الكهرباء إلا أنها لم تف بالغرض نهائياً، بدأت بمولدات الأمبيرات التي لا تتجاوز مدة تشغيلها الـ 3 ساعات عداك على أعطالها الكثيرة التي ربما تتوقف على إثرها أياماً متتالية، أو من خلال إعادة تفعيل خطوط الكهرباء النظامية والتي تسمى بـ "الخط الانساني"، ولكنه هو الآخر بات سبباً في خلق ساحة صراع جديدة بين الفصائل العسكرية التي يريد كلّ منها الانفراد بإدارته فانتهى الأمر بتدمير محولاته وخلق مشاكل لم يتم حلّها حتى اللحظة.

وكما العادة لابد من وجود البديل فالحياة سوف تستمر بأيّ طريقة كانت والتغلب على الظروف ضروري لاسيما في بلد كسوريا، فقد انتشرت منذ عدة سنوات الأجهزة الكهربائية التي تعمل على طاقة الـ 12 فولت، أي على المدّخرة أو البطارية، ولكن اللافت أنّ الأمر وصل مؤخراً إلى حدّ بات المنزل يحوي جميع الأدوات الكهربائية التي تعمل على هذه الطاقة دون أيّ حاجة للكهرباء غير الثابتة، كل ما يحتاجه المنزل هو ألواح طاقة شمسية تعمل على شحن المدخرة "البطارية" التي بدورها تزود الأدوات الكهربائية بطاقة التشغيل، فطوال فترة سطوع الشمس الشحن مستمر والطاقة متجددة. (اقرأ أيضًا: بالصور.. حلول خاصة لتوليد الكهرباء في إدلب‎)

المنزل يحتاج إلى لوحين شمسيين للشحن بقيمة 60$ للواحد منها، وبطاريّتين بقيمة 100$ للواحدة

الطريقة ليست بالجديدة ولكن اللافت أنها سابقاً كانت تعتمد على محول كهربائي "رافع للجهد"، وهذا بدوره يقوم بسحب ما إدخرته البطارية خلال فترة وجيزة، الأمر الذي استدعى تحويل جميع الأدوات الكهربائية إلى العمل على طاقة البطارية بشكل مباشر، والهدف هو توفير الكهرباء المُخزنة وبالتالي العمل لساعات أطول، من بين تلك الأدوات الكهربائية ما بات يتم استيراده جاهزاً للعمل على 12 فولط ومنه ما يتم تحوليه محلياً عبر زيادات الكترونية وتعديلات عليه، كشاشات الحاسوب المسطحة التي باتت عديمة النفع يتم وضع دارة خارجية صينية الصنع لها متوفرة في الأسواق تقوم بتحويل المدخل من vga in إلى hdmi in ، هذه الدارة تصل بين الشاشة وجهاز الرسيفر فيتم عرض القنوات على الشاشة، وبذلك تكون الشاشة أصبحت تحتاج لـ 1.5 أمبير في الساعة، والأمر ذاته ينطبق على المراوح ومحركك سحب الماء والمكواة وحتى تم حالياً صنع مكيفات صحراوية تعمل على طاقة 122 فولت قليلة الاستهلاك.

يقول محمد العيسى من ريف ادلب: "لقد عانينا كثيرا من مسألة الكهرباء وعدم ثباتها وقلّة ساعات تشغيل الأمبيرات التي لا تفي بالغرض فربما تحتاج لملء خزان المياه أو مشاهدة التلفاز أو استخدام المكواة وأهمها المراوح خلال الصيف، كل ذلك غير متوفر خارج أوقات ساعات تشغيل الأمبيرات، فكان ضرورياً البحث عن البديل الذي وفرته الأجهزة الكهربائية التي تعمل على طاقة البطارية، ربما تكون تكلفتها كبيرة لدى البعض لكن باتت الحلّ الوحيد في هذه الظروف وتقدم فعالية لا تختلف نهائياً على فعاليتها في الكهرباء النظامية".

أصبح متوفرًا للمنزل كافة الأدوات الكهربائية التي تعمل بالطاقة القليلة هذه، ربما تحتاج في البداية إلى تكاليف ليست قليلة وإعادة تجديد لكافة الأدوات المنزلية واستبدالها أو تحويلها هي ذاتها إن وجدت، ولكن بات السوريون يحصلون على خدماتهم المتوفرة باستمرار دون التفكير بعدد ساعات تشغيل مولدات الأمبير أو تقوف الكهرباء، فالكهرباء وطاقتها باتت شخصيّة لكل شخص منهم متى أراد تشغيلها ومتى أراد توقيفها فهو حر.

وفي إشارة إلى التكاليف المادية لها، فإن المنزل يحتاج إلى لوحين شمسيين للشحن بقينة 60$ للواحد منها، وبطاريّتين بقيمة 100$ للواحدة، وبهذه الطريقة يتم توفير مصدر الكهرباء التي يتم بعدها على مراحل شراء الأدوات الكهربائية التي تعمل على هذه الطاقة أو تعديل الموجود منها لدى عمال الصيانة الذين باتوا بارعين في هذه الأعمال التي لقيت تهافتاً ورواجاً كبيراً بعد تجريب عدد من الطرق وعدم جدواها وثبات الطريقة المذكورة وإثبات فعالية أفضل.