http://anapress.net/a/151010956942164
في ظلِّ الاستقطابات الحادة التي يشهدها الملف السوري، والتجاذبات الكائنة بين أطراف الصراع والأطراف الفاعلة فيه، وعلى رأسها الطرف الروسي وأيضاً الأميركي، ثمة غموض يلف مصير العلاقة بين الأكراد وبشكل أكثر تحديداً قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والنظام السوري، بعد التقدمات الأخيرة فيما يتعلق بدحر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" شرقي الفرات، والسيطرة على آخر معاقله هناك.
على مدار الـ 24 ساعة الماضية، جددت كل من واشنطن وموسكو موقفهما من تلك العلاقة، ففي حين لا تُخفي روسيا دعمها لوجود حوار وتنسيق واسع بين النظام السوري والأكراد، تُهدد الولايات المتحدة الأميركية "قسد" بوقف المساعدات العسكرية حال دخولها في أية تحالف مع نظام بشار الأسد أو روسيا.
حوار
البداية كانت مع تصريحات لمسؤول روسي كبير وهو نائب وزير الخارجية سيرغي فيرستشين، الذي دعا نظام بشار الأسد إلى الحوار مع الأكراد، وذلك خلال كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن، وقال إنه لا توجد قوات أجنبية شمال شرقي سوريا، ومن ثمّ فمن الضرورة بمكان الآن أن يكون هناك حوار بين دمشق والأكراد. (المصدر)
ورأى المسؤول الروسي أنه من الأفضل عدم نشر أية قوات أجنبية على الحدود السورية التركية، لكنّه في الوقت ذاته عبّر عن تفهمه للمخاوف التركيّة من ذلك الصدد. في الوقت الذي عبّر فيه عن تأييده لـ "اتفاق أضنة"، داعياً للحوار بين الأكراد والنظام. وذلك في تصريحات تعكس تأييده لنشر قوات النظام السوري في تلك المنطقة.
وبخلاف ذلك، حذر جنرال أميركي قوات سوريا الديمقراطية من الدخول في أي تحالف مع النظام أو روسيا، وقال إنه حال دخول "قسد" في تحالفٍ مع أي من الطرفين فإن الولايات المتحدة الأميركية سوف تقوم من جانبها بإيقاف مساعدتها العسكرية لقسد.
تحذير
وحذر قائد قوات التحالف الدولي الجنرال بول لاكاميرا من دخول قسد في تحالف مع النظام أو روسيا في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. (المصدر)
وذكر، في تصريحات صحافية، أن "القانون الأمريكي يمنع التعاون مع روسيا وقوات الأسد أيضاً (..) سنستمر في تدريبهم وتسليحهم إذا بقوا شركاء لنا" مشيداً بانتصاراتهم الصعبة ضد داعش.
وأعلن المبعوث الأميركي الخاص في سوريا جيمس جيفري، عن أن بلاده نجحت في تحقيق أهدافها شمال سوريا، مشدداً في كلمة له بمؤتمر ميونخ للأمن على أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيتم تدريجياً وبالتنسيق مع "الشركاء". (المصدر)
وأعلنت الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن بدء انسحاب قواتها من سوريا، وذلك بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي برر ذلك القرار حينها بالنجاحات المحققة في عملية دحر داعش في سوريا.