http://anapress.net/a/147301937007262
خطوة جديدة تشهدها الساحة السورية على الصعيد السياسي والعسكري والاداري في خطوة لتشكيل بوادر دولة تكون نواة الحل التي كثرت الأحاديث عنه حسب توقعات كثيرين، حيث أعلنت هيئة تحرير الشام أمس عن إعادة هيكلة نفسها على كامل الأصعدة للخروج بمسمى جديد تحت عنوان "جيش الشمال".
حيث شهدت الساحة في الشمال السوري على مدى الأيام القليلة الفائتة اجتماعات لهيئة تحرير الشام لمناقشة إعادة هيكلة جديدة على كافة الأصعدة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها وكيف سيتم إدارة تلك المناطق في المرحلة المقبلة التي تعد فيها تحرير الشام المسؤول الأول والأخير.
حيث أفاد موقع "مراسل سوري" من مصادر وصفها بالخاصة، أن هذه الاجتماعات ناقشت إعادة هيكلة كاملة لهيئة تحرير الشام؛ وذلك عبر تشكيل هيئة عسكرية تحت مسمى “جيش الشمال” وهيئة مدنية تكون مسؤولة عن تسيير أمور الشمال بكل نواحيه.
وستضم الهيئة المدنية المحاكم والدوائر الحكومية وجهاز الشرطة الجنائية؛ بحيث تكون مفصولة بالكامل عن القسم العسكري، وترجّح المصادر أن جهاز الشرطة سيكون نفسه جهاز “الشرطة الحرة” الذي ينتشر في مناطق الشمال، وأثبت كفائته في الفترات الماضية، أما الهيئة العسكرية فستضم جميع المقاتلين بما فيهم غير السوريين، بشرط موافقتهم الواضحة على إعادة الهيكلة، وبالنسبة لرافضي إعادة الهيكلة فسيطلب منهم إما الانسحاب من الهيئة وعودة غير السوريين إلى دولهم، أو استمرارهم في الشمال كمدنيين فقط دون أي صفة قتالية أو سياسية.
كما ستضم المباحثات المقبلة إنشاء هيئة سياسية تفتتح مكاتبها في بعض الدول، في خطوة جديدة لأن تكون تحرير الشام الحكومة المستقبلية للشمال السوري والجهة الرسمية التي تتم معها المفاوضات والمباحثات الرسمية على صعيد الدول مستبعدة وضاربة عرض الحائط كل ما سبق من تشكيلات وهيئات.
وأضافت المصادر بأن التشكيلات المدنية التي من المفترض أن تُسيّر الأمور في المدن والقرى والبلدات ستكون قوانينها ومرجعياتها مدنية بالكامل، وقانونية، ولا مكان فيها لما عرف في الفترة الماضية؛ كالشرعيين والمحاكم الشرعية، هذا كما وسيجري منع دخول أي من عناصر الجناح العسكري إلى المدن والقرى بسلاحه أو بصفته العسكرية؛ وإنما سيبقى تواجدهم خارج المناطق المأهولة، في نقاط التماس مع النظام السوري وتنظيم “داعش” والميليشيات الانفصالية الكردية.
إضافة إلى أن من بين الأفكار التي تم طرحها أيضا هو تبني علم الثورة كعلم وحيد، وأهداف الثورة، وجوبه هذا الاقتراح باعتراضات كبيرة من الشرعيين، إلّا أن الطرح لا زال موجودا للنقاش وبقوة؛ حيث أنه يحظى بالموافقة بنسبة أكبر بكثير من تلك التي ترفضه.
الجدير ذكره أن تحرير الشام قامت قبل فترة بحملة عسكرية ضخمة استأصلت من خلال حركة أحرار الشام ومعظم القوى العسكرية التي من الممكن أن تؤثر على مشروعها السلطوي الجديد في إشارة إلى أن تحرير الشام تسير وفق خطوات منظمة للوصول بنفسها إلى تشكيل يكون الوحيد والمتحكم في إدارة الشمال السوري.