http://anapress.net/a/146675479289629
حرب تصريحات واسعة شهدتها الأسابيع الماضية بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تفنن كل طرف فيها في سرد وعيده وتهديدات وكذا اتهاماته للطرف الآخر في ضوء التراشق السياسي الحالي والذي عززه وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
وبينما يحبس السوريون أنفاسهم ترقبًا للمفاوضات المرتقبة في جنيف في الثالث والعشرين من شهر فبراير الجاري، فإن التساؤلات تدور حول الموقف الإيراني وسعي طهران لعرقلة التوصل لاتفاق يفسد مصالحها، بينما يرى آخرون أن طهران اليوم ليست طهران الأمس، وأن الضغوطات الممارسة عليها إضافة لموقف ترامب منها وكذلك الجهود المبذولة لحل الازمة في سوريا ربما تجعلها ترضخ بصيغة أو بأخرى.
ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى تعزيز الحوار مع دول الخليج للتصدي لمجموعة من المشكلات المشتركة على حد تعبيره. وقال محمد جواد ظريف، خلال حديثه في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، إنهم "أشقاء في الإسلام" وتوجد حاجة إلى مواجهة الاضطرابات والعنف التي تواجه المنطقة. مطالبًا بالحوار مع دول الخليج. وهو ما اعتبره البعض تنازل أو تغير في السياسة الإيرانية على وقع تلك التطورات.
فيما يفند المحلل السياسي السوري جميل عمار المشهد بقوله "الدعوة الإيرانية الأخيرة للحوار مع الخليج ليست بالجديدة.. هي محاولة للقفز على انعكاسات تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب".
وقال في تصريحات لـ "أنا برس": حتى الآن ما يحدث هو "جعجعة بلا طحن"، معتبرًا أن "استعراض ترامب إلى الآن عبارة عن "قنابل صوتية" وردت إيران بالمثل بـ "قنابل صوتية".
وأفاد عمار بأن ترامب غير متمكن بعد من إدارة دفة الحكم في تخبط بالسياسة الداخلية، كما أن المواجهة القضائية له كانت موجعة "لذلك أستبعد أن ينتقل من مرحلة الكلام إلى تنفيذ الوعيد في هذا التو قيت، كما استبعد أن إيران تغير من سلوكها ما لم تتلق ضربات حقيقة من العصا الأمريكية".
وهدد ترامب طهران بتمزيق الاتفاق النووي. ولم تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام تصريحاته ترامب، وراحت تؤكد على حلولها الخاصة لمواجهة أي ما من شأنه الإضرار باتفاق لوزان، من بين تلك الحلول استئناف نشاطها النووي بصورة "سريعة" إذا ما تطلب الأمر، وذلك حال إقدام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى.