http://anapress.net/a/145468885914645
على ما يبدو أن بسّام الملك كما لم يكن الأول فإنه لن يكون الأخير ضمن زمرة العائدين لـ "حضن النظام السوري"، لاسيما عقب أن كشفت مصادر سورية عن اتجاه بعض المعارضين إلى اتخاذ القرار نفسه خلال المرحلة المقبلة، في ضوء التطورات التي يشهدها الملف السوري، سواء تلك المباشرة المرتبطة بالتدابير المتخذة على الأرض برعاية روسية أميركية، أو بتلك التطورات غير المباشرة المرتبطة بالتجاذبات الإقليمية التي كانت لها انعكاسات واضحة على الملف السوري، مثل الأزمة الخليجية وتأثيرها الذي أدى لشح التمويل الذي تحصل عليه بعض الفصائل السورية من دول خليجية وعلى رأسها قطر.
ورجحت مصادر معارضة اتجاه بعض العناصر إلى اتخاذ القرار نفسه الذي اتخذه الملك، في مرحلة وصفوها بكونها "مرحلة يمتاز فيها الخبيث من الطيب" وتكشف المواقف الحقيقية لكل المعارضين وأولئك المقحمين والمحسوبين على المعارضة السورية والمدّعين.
وقال عضو لجنة مؤتمر القاهرة د.أنور المشرف، إنه يدرس العودة إلى سوريا حال استتباب الأمن فيها، مشددًا في تصريح لـ "أنا برس" على أن ما ذهب إليه بسام الملك في كون سوريا تعرضت لمؤامرة قوية أدركها بعد سبع سنوات من "الثورة" كان بالنسبة له أمرًا واضحًا منذ البداية، فهو –المشرف- يدرك أن هنالك "مؤامرة" تحاك لسوريا، وفق وصفه.
وأردف: الملك يقول الآن إنه اكتشف المؤامرة، بينما نحن موقفنا واضح منذ البداية، خاصة مع "أسلمة الثورة".. نصبو إلى تغيير ديمقراطي لكن عبر انتخابات نزيهة وبإشراف الأمم المتحدة. (اقرأ أيضًا: بالصور: عضو بالائتلاف يعلن انسحابه: "لمست التآمر الخليجي الأمريكي الغربي"!).
وقالت المصادر ذاتها إن المرحلة المقبلة قد تشهد العديد من التغيرات في صفوف المعارضة، سواء تلك التغيرات المرتبطة بانشقاق بعض المعارضين أو التغيرات المرتبطة بتغير موازين القوى وولادة أجسام جديدة، في ظل ما يتردد بشأن الاتجاه لإحداث تغير في هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات.
وحول ما إذا كانت عودة بسام الملك ومثل تلك العودات تُكسب النظام جولة وتجعله يستخدمها في سياق ادّعاء الشرعية، قال الأمين العام لحزب التضامن السوري د.عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": إن عودة بسام الملك لحضن النظام رغم عدم إتمامها حتى الآن كونه لم يحصل على موافقة نهائية إلى سوريا وعودة أشخاص آخرين لم تكشف هوياتهم حتى الآن هو يعتبر انتكاسة معنوية للمعارضة التي هي بالأصل غير متجانسة وغير موافقه فيما بينها ولكن هذا لا يعني أن النظام حقق انتصارا على الثوره ولن تؤثر عودة اؤلئك على المفاوضات واستمرارها لأنه اصلا هؤلاء ليسوا هم من أشعل الثوره وإنما التحقوا فيها فيما بعد لحسابات خاصة ورهانات خاسره.
وتابع: إلا أنه سيحاول النظام المتاجره واستثمار عودة هؤلاء ليثبت شرعيته وتآكيد نظرية المؤامرة التي أطلقها بداية الثوره واعتقد انه لن يفلح بذلك بعد سقوط مئات الآلاف من الشهداء ومثلهم من المصابين وكذلك من المعتقلين وتهجير ملايين اللاجئين في أصقاع الدنيا .
وردًا على السؤال نفسه، اعتبر المعارض السوري جميل عمار: بالطبع، لا.. هذه شخصيات سقطت وفقدت احترامها لدى الجانبين (النظام والمعارضة) وإذا كانت تملك رصيدًا ما فلقد خسرته بالعودة.