http://anapress.net/a/144125342077883
لا يستطيع القادة الإيرانيون إخفاء دورهم في تصدير الإرهاب والتطرف إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، وصدرت العديد من التصريحات الإيرانية خلال الشهر الجاري لتؤكد ذلك بما لا يدع مجالًا للشك، في اعترافات رسمية من النظام الإيراني بدعم الإرهاب وتصديره، وهي اعترافات لم يكن المتابع للأوضاع في المنطقة بحاجة إليها على اعتبار أن الأدلة والأسانيد الدامغة لدور إيران في تصدير الإرهاب انطلاقًا من مشروعها الفارسي التوسعي واضحة للعيان، غير أن تلك الاعترافات تمثل "لعب على المكشوف" من الجانب الإيراني.
كان آخر تلك الاعترافات اعتراف كاظم صديقي (خطيب الجمعة في طهران) يوم 22 سبتمبر/ أيلول الجاري مرة أخرى بأبعاد واسعة لتصدير الإرهاب إلى الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال: "إننا قمنا بالثورة في إيران، ولكننا اليوم ندافع في سوريا.. اليوم ذاع صيتنا في أرجاء أفريقيا وتم تشكيل مذبحة في نيجيريا".
كما اعترف بالاحتلال المبطن للعراق من قبل نظام الملالي وممارسة نفوذه في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية العراقية وقال: "العراق أصبح اليوم ليس فقط جارنا وإنما أصبح نفسنا.. اليوم الحشد الشعبي والحكومة العراقية يحاربون إلى جانبنا.. حزب الله اللبناني هو من معجزات ثورتنا.. إسلامنا راح يهيمن على العالم تحت لواء الولاية".
كما قال في اليوم نفسه الرئيس الإيراني حسن روحاني: "سندافع عن الشعب المظلوم في اليمن وسوريا وفلسطين شئتم أم أبيتم، وأننا سنعزز قدراتنا الدفاعية والعسكرية قدرما كان ضروريا".
وقبله بأسبوع، كان سفير النظام في سوريا سابقا رئوف شيباني قد قال في تصريح وصف خلاله تصدير الإرهاب إلى المنطقة والعالم بـ "المقاومة": "تدفق المتطوعون البسيجيون من أرجاء العالم إلى سوريا للتصدي لهذه الهجمة العالمية ضد محور المقاومة وهؤلاء كانوا بحاجة إلى تنظيم عسكري منسجم. وكان دور النظام الإيراني وقادتنا العسكريين الذين حضروا كمستشارين في سوريا أن يحشّدوا ويوجهوا هذه القوات المتطوعة وتديرها.. جنسيات مختلفة من الأفغان والعراقيين والباكستانيين والأفارقة والهنود والاوروبيين اندمجوا في قالب عسكري موحد".
وتعليقًا على كل تلك التصريحات التي تؤكد "اللعب الإيراني" على المكشوف، قالت المعارضة الإيرانية في بيان لها: "إن اعتراف كبار عناصر نظام الملالي بشأن تدخلاته الإرهابية والمثيرة للحروب والقلاقل في الشرق الأوسط وأفريقيا يؤكد ضرورة قطع أذرع هذا النظام من المنطقة وطرد قوات الحرس ومليشياته من هذه الدول أكثر مما مضى".
وأشارت المعارضة الإيرانية إلى العديد من التصريحات الطائفية التي يطلقها النظام الإيراني والتي تحدد نهجه في التعامل مع الملفات السياسية في المنطقة وتسقط ادّعاءاته المختلفة، وتميط اللثام عن مشروعه الذي يحاول أن ينفيه دبلوماسيًا وسياسيًا رغم كونه واضح للعيان.
وفي السياق نفسه قال الملا علي سعيدي ممثل خامنئي في قوات الحرس يوم 13 سبتمبر/ أيلول: "اليوم العراق وسوريا في خدمة الإسلام". وردا على تدخلات النظام الإيراني في المنطقة قال: "بعض الأحيان تقولون ما شأننا بفلسطين وسوريا والعراق ولبنان... (لا) نحن نتحمل المسؤولية في العالم ونحن نمهّد الارضية لعولمة الاسلام".
وإلى ذلك، علق الخبير في الشؤون الإيرانية إيهاب الدين محمد، على تلك التصريحات، مشددًا على أن إيران واضحة في نهجها الخاص بدعم التطرف والإرهاب في المنطقة ومساعي زعزعة استقرار دول المنطقة، وهو ما يمكن تلمسه بوضوح من خلال دورها في اليمن على سبيل المثال ومساندتها لـ "الانقلابيين" هناك ومدها لهم بالأسلحة والمعدات.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" قائلًا: ناهيك عن دورها في دعم النظام السوري ومساندته بكل ما أوتيت من قوة، وهو النظام الذي يمارس كافة أشكال الإرهاب ضد شعبه، إضافة لتداخلاتها في العراق وغيرها من الملفات، انطلاقًا من مشروعها الفارسي الذي لم يغب لحظة عن خلد قادتها ويحاولون إيجاد الثغرات واحدة تلو الأخرى لتنفيذه في المنطقة.
ورصد العديد من الاعترافات السابقة للنظام الإيراني بدعمه للإرهاب وتصديره له في منطقة الشرق، مستطردًا "إيران لا تستطيع أن تخفي ذلك.. ولطالما جاءت تصريحات القادة في إيران لتصب في ذلك الاتجاه صراحة، لاسيما أنها صارت تتحدى الجميع في المنطقة".
وأما الملا أحمد علم الهدى عضو مجلس الخبراء للنظام امام جمعة وممثل خامنئي في مدينة مشهد فقد اعترف يوم 18 اغسطس/ آب الماضي قائلًا: "اليوم ليست بادية العراق والشام وسواحل الأبيض المتوسط نقطة خارج حدودنا. تشكلت جبهة الإسلام".