http://anapress.net/a/142183643942268
اتخذت حركة أحرار الشام قرارًا بعد المشاركة في المحادثات التي من المقرر انعقادها في الثالث والعشرين من يناير/ كانون الثاني الجاري في عاصمة كازخستان "الأستانة"، ورصدت عددًا من الأسباب التي عززت قرارها بعدم المشاركة.
ووضعت "أحرار الشام" مسألة عدم تحقق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام به على رأس الأسباب والدوافع التي عززت قرار عدم المشاركة في الأستانة. ذلك في الوقت الذي يحيط فيه غموض واسع بشأن تلك المحادثات.
واعتبرت الحركة أن روسيا تسوق لنفسها على أنها طرف ضامن، فيما طائراتها تقصف الشعب السوري. كما ذكرت –في بيان لها- أن الوضع العسكري الداخلي سوف يلقي بظلاله على تلك المحادثات.
ولا ترى المعارضة السورية روسيا طرفًا حياديًا في الأزمة بما يُشكك في مدى جدوى الأستانة والنتائج المرتبطة، لاسيما في ظل الدور الروسي الداعم للنظام. بينما يعول آخرون على حلحلة الأزمة واستغلال قرار وقف إطلاق النار. فيما ذكرت "أحرار الشام" أنها لا تعارض مشاركة أي فصيل في محادثات أستانة.
وفي سياق متصل، تمسك رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات الأستانة المرتقبة محمد علوش بحق الفصائل السورية في الرد على اختراقات النظام وأتباعه للهدنة. وأكد في اتصال هاتفي مع قناة الحدث (الأربعاء) على أن المعارضة تصبو للتفاوض على تثبيت قرار وقف إطلاق النار في الأستانة. مشددًا على مسؤولية الروس في تحمل تبعات ضمان هذا الاتفاق.
ومن ناحية أخرى، وفي سياق المسار السياسي، أعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن فصائل المعارضة السورية المسلحة التي لن تحضر اجتماع أستانا، باستطاعتها المشاركة في مفاوضات جنيف المخطط إجراؤها مطلع شباط/فبراير المقبل. وأكد مجددا أن الأمم المتحدة تلقت دعوة للمشاركة في محادثات أستانا، وتأمل في أن تكون المفاوضات مثمرة. كما توقّع أكبر تمثيل ممكن من الأطراف السورية في المناقشات.
وتسعى روسيا لإرسال "تطمينات" للمعارضة السورية حول محادثات "الأستانة" المرتقبة، والتي تحيط حولها الكثير من مواطن الغموض وعلامات الاستفهام، بداية من المشاركين فيها وكذا المحاور الرئيسية وأجندتها السياسية وعلاقتها بمؤتمر جنيف الرابع الذي دعا إليه الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا.
وفي مؤتمر صحافي له –قبل أيام- خرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليبعث بعددٍ من رسائل "الطمأنة" للمعارضة السورية عقب سلسلة التعليقات المشككة في مدى جدوى "الأستانة" والمخاوف الدائرة بشأن "المناورات الروسية" باعتبار أن موسكو ليست طرفًا محايدًا بأي شكل من الأشكال، وذلك في إطار مسؤوليتها عن دعم نظام بشار الأسد في قتل السوريين.
ومن بين رسائل الطمأنة التي بعث بها لافروف في مؤتمره الصحافي هو قوله إن "مؤتمر الأستانة –الذي ذكر أن ممثلين عن النظام والمعارضة بما في ذلك قادة مقاتلين على الأرض- يضمن كافة الحقوق للمعارضة السورية" محاولًا بذلك التغطية على ردود الأفعال التي ترى بأن المؤتمر لن يكون إلا مناورة روسية لتثبيت النظام السوري. كما شدد وزير الخارجية الروسي على أن المحادثات تعمل على "تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الهدنة والاتفاق على الحل السياسي". ورفض لافروف التعليق على مسألة "فيدرالية سوريا" مؤكدًا أن "ذلك أمر يحسمه السوريون أنفسهم".