http://anapress.net/a/135703491940799
يعقد روؤساء تركيا وروسيا وإيران قمة ثلاثية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في مدينة سوتشي الروسية بخصوص الأزمة السورية. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن القمة الثلاثية بشأن سوريا سيعقد الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أن روسيا وتركيا وإيران هي الدول الضامنة لعملية التسوية السياسية وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا.
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيجري "مفاوضات هامة" مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني لبحث مفاوضات أستانا وعملية الانتقال السياسي في سوريا، حسب وكالة "الأناضول".
في حين أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن القمة ستتناول، بالخصوص، تصرفات الولايات المتحدة في سوريا، من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة.
يرى مراقبون أن هذه القمة قد تغيير أمور كثيرة في الوضع السوري وأن سوريا ما قبل القمة ليست سوريا بعد القمة، وخاصة تصاعد الخلاف بين هذه الدول الثلاث مع واشنطن، إذ قد يكون هناك حلفاً علنياً بين هذه الدول ضد واشنطن.
يقول الخبير السياسي أسامة بشير: إن الجديد في هذه القمة هو أنهم سيعدمون جنيف وسيشيعون جنازته هذا ما يحاول فعله الروس وعندما نرى منصة موسكو والقاهرة وبيروت يتصدرون الوفد فالنتيجة واضحة.. المرحلة الجديدة التي يريدون الوصول إليها مع المعارضة، كما يعتقد البشير، هي القبول ببشار مع حكومة وطنية وليست بكامل الصلاحيات وتحديد مدة لإجراء انتخابات يشارك بها بشار. وربما هذا توافق أميركي أيضا لأننا لم نسمع الصوت الأميركي وهو الحاضر الغائب، كما أن السعودية لا تعمل بعيدة عن أمريكا، وهذه القمة هي تكريس للفشل الروسي والتخبط الحاصل، وربما نرى مؤتمر آخر بعد سوتشي.
ويوضح البشير، أن كل أطراف الصراع أصبحوا يلعبون على المكشوف فما كان يحاك تحت الطاولة سيوضع فوق الطاولة، وقد نرى أحداث جديدة تحصل ما بعد المؤتمر كنتائج لهذه القمة.
روسيا تسعى جاهدة لحفظ مصالحها في سوريا عن طريق هذا النظام وتسعى جاهدة بالوصول لنتيجة تقضي ببقاء بشار، فعندما يكون الروس هم داعين لهذه القمة أو لأي مؤتمر، وهي التي تقف مع النظام عسكريا وسياسيا وتستخدم الفيتو تلو الأخر، وطائراتها تقصف وترتكب المجازر بحق المدنيين، أليس من الغباء المطلق أن يعتقد أحد بأن روسيا تريد حلا منصفا أو تتخل عن بشار.
ويشار إلى أن موعد انعقاد هذه القمة يتزامن مع موعد انعقاد مؤتمر الرياض 2 للمعارضة السورية في العاصمة السعودية، التي تتم الدعوة لها لكل منصات المعارضة السورية، لتوحيد المعارضة السورية تحضيراً لمؤتمر جنيف الذي سينعقد بدوره في أخر الشهر الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا وتركيا وإيران هي الدول الضامنة في مفاوضات أستانا بخصوص التسوية السورية، وتوصلت في وقت سابق من العام الجاري إلى الاتفاق المبدئي بشأن إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، بحثا عن حل سياسي للأزمة التي تشهدها البلاد منذ ربيع عام 2011.