هذا ما فعله التحالف في دير الزور.. وقسد عاجزة عن حسم المعركة

ارتقى عشرات المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال أمس الأحد، نتيجة قصف لطائرات التحالف الدولي على الأحياء السكنية بقرية أبو الحسن التابعة لمدينة هجين شرق دير الزور، ضمن حملة محاربة الإرهاب التي أطلقها التحالف الدولي في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 2014.

وتجدّد القصف اليوم الاثنين على أغلب المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي، دون إحراز أيّ تقدّم لقوّات "قسد" على الأرض، وسط حركات نزوح داخلي جماعي للمدنيين باتّجاه المناطق الأقلّ خطورة في دير الزور.

وحول حقيقة الصراع شرق الفرات قال الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، في تصريحات لـ "أنا برس" إنّ "التحركات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي تشير إلى وجود نية حقيقية لدى الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على آخر جيوب تنظيم داعش في شرق الفرات".

وأضاف أنّه "منذ مطلع شهر آيار/ مايو 2018، تم البدء بمرحلة جديدة من معركة عاصفة الجزيرة، إلا أن التعثر كان من نصيب قسد في معظم الهجمات التي نفذتها، وبالمقابل استطاع تنظيم داعش إبداء مزيد من الصمود واستثماره لصالح تحقيق تقدم ميداني واستنزاف للطرف الآخر واختراق عمق مناطق سيطرته"، معتبراً أنّ هناك عوامل لهذا الصمود وهي جغرافية وعسكرية وأمنية واجتماعية.

وبيّن أنّ أمام قيادة التحالف الدولي خيارات محدودة للتعامل مع هذا الواقع الميداني، فإما أن تلجأ إلى الحل الصفري والذي يعني ضرب كامل البنية التحتية العسكرية والاجتماعية والسكنية، لكن مخاطره وآثاره أكبر من المكاسب المرتقبة، أو أن تلجأ قيادة التحالف إلى الحل طويل الأمد والذي يعتمد على الاستمرار في استنزاف قدرات التنظيم داخل الجيب بالتوازي مع العمل على توفير بيئة عسكرية آمنة تتلاءم مع استراتيجية داعش.

يشار إلى أنّ تنظيم داعش يسيطر على مدينة هجين وقرى عدّة شرق الفرات، وأنّ قوات سوريا الديمقراطيّة تلجأ إلى محاصرة مناطق سيطرة التنظيم غذائيّاً وطبيّاً في محاولة لإجباره على تسليم تلك المناطق. (اقرأ/ي أيضًا: هذا ما ارتكبه التحالف الدولي بدير الزور.. ولا معارك حقيقيّة على الأرض).