المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بالعلم نبني المستقبل.. فسحة أمل لمقاومة شبح التجهيل في الشمال السوري

 
   
11:48

http://anapress.net/a/123357898215536
722
مشاهدة


بالعلم نبني المستقبل.. فسحة أمل لمقاومة شبح التجهيل في الشمال السوري
صورة أرشيفية لأحد المراكز التعليمية السورية

حجم الخط:

ثمة أرقام خطيرة تكشف عنها التقارير الصادرة عن منظمات أممية فيما يتعلق بالتعليم في مناطق الصراعات؛ فبحسب تقرير حديث لليونيسيف، فإن "ثلث الأطفال في مناطق الصراعات والكوارث محرومون من التعليم"، بينما تقرير سابق صدر من المنظمة ذاتها في يونيو (حزيران) الماضي خصّ السوريين بأرقامٍ منفصلة، كشف عن أن 2.1 مليون طفل سوري (تتراوح أعمارهم بين الخامسة والـ 17 عامًا) خارج مقاعد الدراسة.

وأمام شبح التجهيل الذي يلف مصير أطفال سوريا، ووسط الظروف الصعبة على الأصعدة كافة، تبزغ فسحة أمل ونقاط ضوء تقاوم عتمة التدمير والخرّاب الذي انعكس على القطاعات كافة في الداخل السوري، كان للشمال السوري نصيب منها مؤخرًا، تمثل في افتتاح مدرسة جديدة معنيّة بالمهّجرين إلى الشمال، مهمتها الرئيسي رفع السوية التعليمية للطلاب، ومتابعة تحصيلهم العلمي وبناء طريق ينير لهم دربهم في المستقبل.

المدرسة الجديدة، التي جاءت ضمن مشروع انطلق في الشمال السوري تحت شعار "بالعلم نبني المستقبل"، تستهدف المهجرين بشكل عام من جميع المناطق السورية المتواجدين بالقرب من مدينة معرة النعمان. (اقرأ/ي أيضًا: مراكز تعليمية سورية في مصر تستبق العام الدراسي بفتح أبوابها للطلاب).

يقول المشرف العام على المدرسة محمود بكر لـ "أنا برس"، إن غالبية الطلاب في المدرسة من المهجرين من الغوطة الشرقية، وآخرين من حمص والقلمون.

  جهود ذاتية لمقاومة شبح التجهيل وتأمين مستقبل أفضل للأطفال السوريين 
 

ويشير إلى أنه تم إطلاق شعار "بالعلم نبني المستقبل" على مشروع لتعليم التلاميذ المهجرين في الشمال السوري، كان ذلك المشروع سابقًا على شكل تعليم صيفي والآن مستمرة بمدرسة شتوية كذلك، و"لدينا الآن في المدرسة الجديدة 300 طالب وطالبة مهجرين، يتلقون التعليم على يد أساتذة لديهم خبرات سابقة في التعليم في الكثير من المناطق قبل التهجير وبعده".

ويلفت في السياق ذاته إلى أن الأساتذة الذين يقومون بتعليم الطلاب جميعهم من المهجرين وأصحاب الخبرات في التدريس والتعامل مع الطلاب في المراحل الأولى الابتدائية. (اقرأ/ي أيضًا: تعرف (ي) إلى عدد الأطفال المحرومين من التعليم بسبب النزاعات).

وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها "أنا برس"، فإن المدرسة تحت رعاية إحدى منظمات المجتمع المدني وهي منظمة "سواسية"، والتي تقدم بدورها الخدمات بالكامل، سواء الكوادر التعليمية واحتياجات المدرسة والطلاب، كما تم استقطاب الكوادر المهجرة المدربة؛ لتأمين فرص عمل كل حسب خبراته وإمكاناته، ويوجد منهاج كامل يتم تدريسه. بينما قام المشرفون بفرز الطلاب حسب مستوياتهم وأعمارهم والقدرات التي يمتلكها كل طالب قبل بدء الدراسة.

عملية الفرز تلك كشفت عن أن عددًا كبيرًا من الطلاب ليس لديهم تحصيل علمي مناسب لسنه؛ ذلك بسبب وجود معظمهم فيما سبق بمناطق محاصرة في الغوطة الشرقية، وهي مناطق انعدم فيها التعليم بسبب الحصار والقصف المستمر، وفق المعلومات التي تحصلت عليها "أنا برس".

ويلفت بكر إلى أن كفالة المشروع المقدمة من منظمة سواسية ضمنت رواتب التعليم بمقابل مرتفع ومناسب، بالإضافة لكفالات أخرى متعلقة بتوفير الأوات المكتبية للطلاب ومياه للمدرسة وهدايا للطلاب ودفاتر وحقائب وغير ذلك.

يصل عدد الكادر العامل في المدرسة إلى 25 شخصًا، بين مدرسين وإدارة وعاملين آخرين، يحاولون بطريقة وأخرى مساعدة الطلاب المهجرين على الوصول إلى أفضل المستويات التعليمية وإخراجهم من مرحلة الجهل التي تسبب بها حصار النظام لمناطقهم فيما سبق.

شعاع أمل وإن كان محدودًا، لكنه يظل خطوة في تأمين مستقبل الكثير من الأطفال وتسليحهم بسلاح العلم، ومقامة شبح الجهل الذي يهدد الأطفال في مناطق الصراع.