المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

ضجّة إعلاميّة حول "ملحمة حلب الكبرى".. الحصار مستمر والشتات عنوان

 
   
10:47

http://anapress.net/a/119409986411312
139
مشاهدة


ضجّة إعلاميّة حول "ملحمة حلب الكبرى".. الحصار مستمر والشتات عنوان

حجم الخط:

فخامة في الاسم و رهولة في التطبيق، ما بين قوة النار والتهامها البشر والحجر، وبرودة الماء وتشتتها، كان عنوان معركة حلب الجديدة التي أطلق عليها مؤخراً "ملحمة حلب الكبرى"، والتي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وتزاحمت بخططها تغريدات "التويتر" بين الوعود بقرب ساعة الصفر وفك الحصار عن أهالي حلب، وتغريدات غاضبة حول الضجة الإعلامية التي حظيت بها المعركة قبل انطلاقها أو تحقيق أيّ من مراميها.

تزاحمت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الثلاثة الماضية بتغريدات متلاحقة على برنامج التواصل الاجتماعي "تويتر"، كشفت عن معركة مصيرية حاسمة ستحسم الأمر في مدينة حلب وتقض مضاجع النظام فيها وتفك الحصار عن أهلها في الأحياء الشرقية، لاقت ردود فعل غاضبة من جهة ومؤيدة ومناصرة من جهة أخرى.

بدأ الإعلان عن "ملحمة حلب الكبرى" على لسان "الشيخ توفيق شهاب الدين" القائد العام لحركة نور الدين الزنكي بتغريدات متلاحقة على التويتر بدأها بقوله "عما قليل ستنطلق ملحمة حلب. فيا أهالينا أبشروا بالفرج، ويا أمتنا الإسلامية آزرونا بسهام الليل، لعل الله يفتح على أيدينا".

كما أشار شهاب الدين في تغريدة أخرى توعد من خلالها النظام وحلفاءه بالقول: "أبشروا بالخزي والعار، وانتظروا ما يسوءكم، سنطرق أبواب الحرية بجماجمكم، انجوا برقابكم قبل أن يغرِّد الغراد وتزغرد المدافع".

وضجّت المواقع بالتغريدات السابقة وبالإعلان عن المعركة، ولاقت ردود فعل مؤيدة ومعارضة من قبل عدد من الفئات الشعبية التي تنظر إلى الموضوع من جهات مختلفة، بعضها أشار إلى أن الإعلان عن معركة كبيرة من هذا القبيل والكشف عن خطتها أمر خاطئ وليس من الصواب في باب.

وإن كانت الخطة ستنفذ حسب ما تم الإعلان عنها وأن القوة جاهزة يجب أن يكون ذلك طيّ الكتمان حتى بدء المعركة والكشف عن نتائجها على العلن لتكون مفاجأة أكبر وتحظى بدعم وتأييد من الجميع، كما أن التناحر والخلاف بين الفصائل المعارضة أفقد الثقة في أي معركة يمكن أن تنطلق والحكم سيكون عليها الفشل كسابقاتها كما صرح آخرون.

من بين المنتقدين للتضخيم الإعلامي حول المعركة " أبو عمر فيلق" من التابعين لفيلق الشام أحد القوى العسكرية على الأرض بالقول: ""هل 1000 متابع و500 إعجاب و300 إعادة تغريد، ستحرر حلب؟ أم أنها آلاعيب أطفال بمصير أمة وشعب وملحمة تحسم أمر ثورة، لو التهى كل شخص بعمله لنجونا".

من جهة أخرى رأى آخرون أنّ هذه المعركة ستكون الحاسمة وأنها ستكلل بالنجاح ووحدة الصف وانقاذ المحاصرين في أحياء حلب التي تستنجد وتستغيث، حيث غرّد "حسان الحمادة" بالقول: "إلى أهلنا في حلب المحاصرة إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك وحاصرتك الثلوج  من كل مكان فانتظر قدوم الربيع فإنه آت، قادمون".

لم تكن ردود الفعل المتباينة من باب التخوين أو الاستخفاف بالمعركة أو الفصائل المشاركة فيها وإنما الأحدث الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية من خلال تناحر الفصائل العسكرية المعارضة واقتتالها مع بعضها البعض، والتخلي عن جبهات القتال مع النظام الذي رأى منها فرصة سانحة وتمكن من التقدم والسيطرة على معظم المناطق التي خسرها سواء في حماة أو حلب التي تمكنت المعارضة قبل فترة من احراز تقدم كبير فيها وفكّت الحصار عن الأحياء الشرقية.

واستبشر الناس في المعركة خيراً، إلا أنها عادت وخسرت جميع النقاط التي تقدمت إليها لاسيما الكليات التي تعد من أمنع حصون النظام في حلب، وعاود النظام حصار المدنيين فيها، إضافة إلى المفرزات الأخيرة التي نتجت عن اقتتال كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وجند الأقصى والتخلي عن جبهات القتال مع النظام الذي تمكن من استعادة عدد كبير من القرى التي كلّفت المعارضة جهداً عظيماً بالسيطرة عليها.

بين التأييد والنفي لازالت النتائج مجهولة عن معركة ساعة الصفر التي لا علم لأي طرف بما أعدّ لها النظام والروس من خطط مسبقة، فهل سيكون النظام وحلفاؤه في انتظار المعركة والجاهزية لها بالعدة والعتاد والخطط المسبقة لما لاقت من ضجّة إعلامية؟ أم هل بالفعل ستحسم المعركة قصّة حلب التي شغلت القاصي والداني وتسابق النظام والمعارضة للسيطرة عليها وحسم أرضها لأحد الطرفين؟، تساؤلات كثيرة ستكشف عنها الأيام القادمة مع بدء المعركة الضخمة التي أُعلن عنها من خلال نتائج تأمّل الكثيرون بها خيراً لاسيما المحاصرون في أحياء حلب الشرقية، من مبدأ المثل الشعبي الشهير "الغريق يتعلق بقشة".