http://anapress.net/a/118882806878694
انتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا نشرتها الصفحة الرسميّة للحكومة السوريّة المؤقّتة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يظهر فيها رئيس الحكومة "جواد أبو حطب" رفقة مقاتلين يرتدون الزي العسكري، في مظاهرة انطلقت بمدينة مارع يوم الجمعة الماضي.
وطالب النشطاء رئيس الحكومة بعدم حضور المظاهرات السلميّة برفقة أشخاص يرتدون الزي العسكري، أسوة بالمظاهرات التي خرجت بمدن وأرياف محافظة إدلب، معتبرين أنّ المظاهر العسكريّة انتهاك لخصوصيّة المظاهرات السلميّة.
وقال الباحث السوري أيهم مقدسي، إنّ المظاهرات الشعبية أثبتت إرادة الشعب السوري في تحقيق مطالبه ولا يمكن تشويه هذه المظاهرات أو الالتفات إلى ما يصرف النظر عن أهدافها الحقيقة كوجود بعض المتسلقين أو الذين يهدفون إلى إظهار أنفسهم كقادة للحراك الشعبي الذي يحدث في إدلب وريف حلب.
وتابع: هذا الحراك يقوده الشعب وليس قائد فصيل أو رئيس حكومة أو أي يكن، الأهالي في إدلب وحلب هم من نظم المظاهرات وهم من رفعوا شعاراتها فلا يمكن لأي أحد أي يدعي أن له سلطة فوق سلطة الشعب ولو كان رئيس الحكومة التي أثيرت العديد من الشكوك حول فاعلية دورها كحكومة يجب أن تهتم بقضايا السوريين الخدمية.
من جهته، رأى الصحافي السوري أحمد طلب الناصر، أنّ من حق جميع السوريين المشاركة بالتظاهرات، وهؤلاء الذين في الصورة هم من أبناء الثورة الأولى أصلاً، ومن حقهم المشاركة طالما لا يحملون السلاح ولا أعلام فصائلية..
وأضاف: "أما بالنسبة لشكل الزي الذي يلبسون فلا أعلم إن كان يمثل الشرطة الحرة أم الجيش الحر.. وأتمنى مستقبلاً لو يرتدون اللباس المدني كي لا تتأوّل المسألة وتأخذ تفسيرات نحن بغنى عنها". (اقرأ/ي أيضًا: "أنا برس" تكشف.. أهمّ وزير في حكومة "جواد أبو حطب" يصالح نظام الأسد).
الناشط بلال البدر، قال إنّ "الدعوات التي أطلقها نشطاء كانت تؤكّد على المظاهر السلميّة، فالثورة انطلقت سلميّة واستمرّت على سلميّتها لولا أنّ النظام أوغل بالعنف فاضطر بعض الثوّار لحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم، أمّ اليوم في المناطق المحرّرة فلا حاجة لوجود المظاهر التي توحي بالعسكرة في المظاهرات".
ورأى أنّ "رئيس الحكومة السوريّة المؤقّتة أعطى صورة سلبيّة عن الحراك السلمي الذي بدأ يعود تدريجيّا إلى الساحة السوريّة.. وهذا خطأ لا أعلم ماذا كان ينوي أبو حطب بث رسائل من خلاله".
وفي ردّه على تلك الانتقادات قال رئيس الحكومة السوريّة المؤقّتة خلال اتّصال هاتفي أجرته معه "أنا برس" إنّ تلك الانتقادات مزايدات لا مبرر لها، فالحكومة السوريّة قدّمت الشهداء والمخطوفين وسط صمت مطبق من قبل الإعلاميين، ولا يمكن لأحد أن "يزاود" عليهم بالوطنيّة.
وأضاف: إنّ كل من ينتقد عمل الحكومة السوريّة على الأرض من خارج سوريا هو مع نظام الأسد، فمن يعيش وراء الحدود ولا يجرؤ على النزول إلى سوريا لا يحقّ له أن ينتقد ما يجري على الأرض.
يذكر أنّ المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة الماضي في أكثر 102 نقطة في الشمال السوري، كانت تحت شعار "لابدیل عن إسقاط النظام"، وشملت مدینة إدلب وریفھا وأریاف حماة واللاذقیة وحلب، مؤكّدة على "استمراریّة الحراك السلمي المطالب بالحریّة"، و"إسقاط نظام الأسد".