http://anapress.net/a/105052905880448
عادت مدينة ادلب التي تسيطر عليها أقوى الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري لاسيما هيئة تحرير الشام التي تستمر في ممارسة ضغوط كبيرة على الحياة الشخصية للمواطنين في المدينة من فرض للباس وتقييد للتصرفات، لتشهد يوم أمس حادثةً جديدة بعد تعرض ما يُعرفن بـ "الداعيات" لنساء في سوق المدينة بتهمة التبرج وتطور القصة لتأخذ أبعاداً كبيرةً وتظهر سلسة من الرسائل المبطنة التي وجهها عناصر الحسبة للمدنيين في السوق، وسط تذمر كبير من قبل المدنيين الذين يقفون عاجزين عن الرد، بالتزامن مع عودة التفجيرات إلى شوارعها والتي حصدت أرواح أربعة أشخاص بتفجير دراجة مفخخة في شارع الصليبة.
بدأت القصة مساء أمس الأول بتعرض الداعيات وسط سوق المدينة لمجموعة من النساء اللواتي يتجولن في السوق بتهمة التبرج وعدم الالتزام باللباس الشرعي الأمر الذي تطور إلى تمنّع من النساء ومشادات كلامية انتهت بتدخل اللقوة الأمنية واعتقال النساء، وامتناع عدد من الفتيات في السوق للرضوخ للكلام والتعليمات التي وجهتها الداعيات وقيام الفتيات بانتزاع خمار أحد الداعيات وهروب الفتيات تلاه تدخل من قبل عناصر الأمنية الذين يسمون أنفسهم بـ "سواعد الخير" وتمكنهن من القاء القبض على أحد الفتيات واقتيادها للمحكمة بتهمة النيل من هيبة الداعيات، دون اي تدخل من الحضور خوفاً من العقاب الذي يُمارس بالقوة.
الحادثة شهدت استنكاراً كبيراً من قبل عدد كبير من المدنيين والناشطين الذين لم يجرؤوا على التصريح خوفاً من العقاب أيضاً إلا أن المدينة تضج بالمضايقات التي يتم ممارستها بحقهم والمطالبة بإجاد حلّ سريع ومناشدة المجلس المدني الذي لا يملك القدرة على تحقيق مطالبهم لممارسة ضغوط عليه هو الآخر من قبل القوة الأمنية.
من جهتها وللتغطية على القصة نظّم عناصر الحسبة مظاهرة عند دوار الساعة وسط المدينة طالبت بـ “اقامة دولة إسلامية”، وأقدم أشخاص مجهولون على كتابة عبارات مماثلة على أعمدة الساعة في صورة فاجأت الجميع، رجّح البعض أنها بهدف النيل من المجلس المدني الذي حظي بشعبية كبيرة وعمل على تحسين الخدمات بشكل سريع بالتزامن مع رغبة القوة الأمنية في انهائه وفق ما تم تداوله مؤخراً ووفق ما تقوم به القوة الأمنية من تقويض لأعماله وممارسة الضغوط عليه رغم أنّ المجلس مقيّد بشكل كبير في جميع المشاريع التي ينفذها من قبل إدارة الفتح.
في سياق منفصل هزّ المدينة انفجار ناتج عن دراجة مفخخة تم ركنها في شارع "الصليبة" داخل سوق المدينة استهدفت عناصر الأمنية قتل خلال التفجير أربعة أشخاص وأصيب ثمانية آخرون بجروح دون معرفة الجهة التي تقف وراء العملية التي غُيبت لفترة عن الساحة، والقتلى وهم " محمد نور شاباش، بشار خربوط ، منير هرموش، عبدالله أبو خالد من كفرزيتا".
الجدير ذكره أن مدينة ادلب تشهد حالياً انتشاراً أمنياً كبيراً لعناصر الحسبة داخل المدينة بعد الحادثة الأخيرة وبعد عملية التفجير التي قتلت أربعة منهم وسط تخبط ودعوات للتظاهر دعماً للحسبة التي تهتف بشعارات تدعو لتحكيم شرع الله وبناء دولة إسلامية.