المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الأسبان يوقظون مخاوف أوربية بشأن"خرائط" القارة العجوز

 
   
13:36

http://anapress.net/a/100843056084777
221
مشاهدة


الأسبان يوقظون مخاوف أوربية بشأن"خرائط" القارة العجوز

حجم الخط:

مخاوف واسعة تدب بالأوساط الأوربية من إمكانية أن يعزز الاستفتاء الذي أجراه إقليم كتالونيا (شمال شرق إسبانيا) في الأول من أكتوبر الجاري طموحات العديد من الحركات الانفصالية في أقاليم أخرى في أوروبا لدى كل منهم أسبابه الخاصة في السعي نحو الانفصال عن الدولة الأم، بما يضع القارة العجوز في مأزق شديد، سواء على صعيد تعامل الدول مع تلك الحركات أو مواقف الدول الأوربية الأخرى منها على اعتبار أن الاتحاد الأوربي كان قد أيّد في وقت سابق حركات انفصالية في بعض البلدان.

فهل يوقظ استفتاء كتالونيا الأحلام والنزعات الانفصالية لدى الكثير من الحركات في بعض الأقاليم الأوربية في فرنسا وبلجيكا والدنمارك وغيرهم؟ ذلك في الوقت الذي تواجه فيه إيطاليا أزمة الحركات الانفصالية في كل من إقليم لومبارديا (شمال إيطاليا) وإقليم فينيتو (شمال شرق إيطاليا)، عقب أن تحدد موعدًا للاستفتاء على انفصال الإقليمين عن روما يوم 22 أكتوبر الجاري.

والإقليمان يشتهران بكونهما إقليمان غنيان، وتديرهما الرابطة الشمالية المناهضة للمهاجرين، والتي عكفت على الاحتجاج على سياسة الحكومة الإيطالية في جمع الضرائب لصالح دعم المناطق الجنوبية. وكانت الرغبة الانفصالية لدى إقليم فينيتو قد ظهرت منذ العام 2014 عندما تم تنظيم استفتاء غير رسمي صوت فيه 2 مليون نسمة من سكان الإقليم بالموافقة على الانفصال عن إيطاليا.

هل يوقظ استفتاء كتالونيا الأحلام والنزعات الانفصالية لدى الكثير من الحركات في بعض الأقاليم الأوربية في إيطاليا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك وغيرهم

ويعتبر إقليم لومبارديا "أكبر الأقاليم الإيطالية بعدد السكان" ويشكل سكانه نسبة السدس من إجمالي عدد سكان إيطاليا، ويبلغ الناتج المحلي للإقليم نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا. بينما إقليم فينيتو وعاصمته البندقية "من أغنى الأقاليم الإيطالية من ناحية المعالم والأماكن التاريخية، خاصة آثار عصر النهضة" ويتميز بخصوصية تاريخية.

وفي إيطاليا أيضًا، هنالك الحركة الانفصالية في جنوب تيرول (شمال إيطاليا) ويطلق عليها "مقاطعة بولسانو" وكانت تنتمي إلى النمسا والمجر قبل الحرب العالمية الأولى، و70% من أهلها يتحدثون اللغة الألمانية، وتتمتع المقاطعة بالحكم الذاتي. وتأتي النزعة الانفصالية للمقاطعة جراء تراكم الديون على إيطاليا (تعتبر إيطاليا أكبر دولة مستدانة في أوروبا بعد اليونان).

وتتميز تلك المقاطعة بعائداتها الاقتصادية الكبيرة، وتعتبر الأسباب الاقتصادية من بين دوافع الانفصال لديها خصوصًا مع زيادة ديون إيطاليا، ذلك إلى جانب الأسباب التاريخية لما قبل الحرب العالمية الأولى.

ولم يكن إقليم كتالونيا وحده في إسبانيا الذي يشهد نزعات انفصالية، فإلى جانب كتالونيا هنالك إقليم الباسك (شمال إسبانيا) الذي يسعى قاطنوه إلى الانفصال عن إسبانيا. ويتميز الإقليم بكونه لديه إدارة ذاتية متكاملة وله مجلس نيابي خاص ومؤسسات محلية خاصة لجمع الضرائب وغير ذلك، ولا تجمع منه الحكومة المركزية الإسبانية الضرائب، وتقوم إدارة الإقليم بإدارة وتشغيل مدخلات الضرائب وتمنح مدريد جزءًا محدودًا منها.

 بينما في فرنسا هناك جزيرة كورسيكا (جزيرة فرنسية في البحر المتوسط، تقع غربي إيطاليا) وتشهد حركة انفصالية عن باريس، وهي الجزيرة التي تتمتع بسلطات استثنائية بعيدًا عن السلطات الفرنسية، لما لها من سمات خاصة بأهلها من بينها اللغة الخاصة (اللغة الكورسيكية)، وشهدت الجزيرة في وقت سابق صراعات مسلحة بهدف الانفصال من جانب "جبهة التحرير الوطني" في جزيرة كورسيكا، وفي منتصف العام 2014 أعلنت الجبهة تخليها عن أعمال العنف والسعي في العملية السياسية.

 قلق فرنسي من حركات انفصالية مشابهة في كل من بريتاني والالزاس

كما تخشى فرنسا كذلك من حركات انفصالية مشابهة في كل من بريتاني (منطقة ثقافية تقع في شمال غرب فرنسا، كانت قديمًا مملكة ثم أصبح دوقية، ثم اتحدت مع مملكة فرنسا عام 1532 كمقاطعة) وكذلك الالزاس (منطقة ثقافية، ولغوية، وتاريخية، وإدارية في شرقي فرنسا وعاصمتها هي ستراسبورغ، كانت تاريخيا محل نزاع مع ألمانيا).

كما تخشى الدنمارك النزعات الانفصالية في جزيرة فارو التي تتبع الجزر التاج الدنماركي منذ العام 1948، وتتمتع بحكم ذاتي، وتدير أغلب أمورها ذاتيا عدا أمور الدفاع عن النفس، ومن المتوقع أن تنظم الجزيرة استفتاءً لإقرار دستور جديد العام المقبل، يتناول مسألة "حق تقرير المصير" بما يمهد للانفصال عن الدنمارك.

وفي ألمانيا، هنالك بافاريا التي تعتبر إحدى الولايات الاتحادية الست عشرة المكونة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتبزغ فيها نزعات انفصالية، خاصة أنها تمتلك اقتصاديًا قويًا وعدد سكانها كبير (يفوق 13 مليون نسمة)، وتكفل لها مقاومتها الانفصال عن ألمانيا إن أرادت. وكان الحزب المسيحي الاجتماعي في الولاية قد طالب بالانفصال في العام 2012 وأصدر رئيس الحزب آنذاك كتابًا حمل عنوان "بافاريا تستطيع العيش وحدها".

ويشهد إقليم الفلاندرز في شمال بلجيكا نزعات انفصالية أيضًا، وهو أحد الأقاليم الفدرالية الرسمية الثلاث التي تشكل المملكة البلجيكية، إلى جانب الإقليم الوالوني وإقليم بروكسل العاصمة. ويتحدث سكانها اللغة الهولندية، ويسعى حزب التحالف الفلمنكي هناك إلى قيام جمهورية خاصة.