المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

داعش.. فقدان السيطرة المكانية لا يعني النهاية

 
   
13:20

http://anapress.net/a/995328691876530
447
مشاهدة


داعش.. فقدان السيطرة المكانية لا يعني النهاية
داعش- أرشيفية

حجم الخط:

هل فعلا سقط تنظيم "داعش"؟ هل فعلا انتهت تهديداته؟ هل انتهى دوره كتنظيم متشدد؟ أين قادة هذا التنظيم بعد إعلان سقوطه وهزيمته؟ أسئلة كثيرة تثار ويحيطها الكثير من الغموض حول مصير التنظيم بعد الضربات التي مُني بها في سوريا والعراق، وبعد إعلان الولايات المتحدة عن انتهائه وبعدها قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت الانتصار عليه في آخر جيب له في الباغوز.

تنظيم داعش سقط في سوريا، ولم تبق له أرض يحكمها ويسيطر عليها، وذلك بعد هزيمته من قبل قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي الأسبوع الماضي في آخر معاقله في الباغوز شرق سوريا.

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، السبت الماضي، عن أن "داعش" مُني بالهزيمة النهائية في جيب في الباغوز شرقي سوريا، بما ينهي دولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم وامتدت في عام 2014 على مساحة تصل إلى ثلث العراق وسوريا.

بداية داعش

ظهر تنظيم داعش لأول مرة في العام 2004 بالعراق على يد أبو مصعب الزرقاوي، وكان يعرف باسم "اسم الدولة الإسلامية في العراق"، ومع انطلاق الثورات العربية ظهر التنظيم مرة أخرى في عام 2014، عندما سيطر على مدينتي الموصل وتكريت بالعراق، ثم محافظات الرقة وإدلب ودير الزور بسوريا.

 وفي 29 حزيران/يونيو 2014، أعلن التنظيم تأسيس ما أطلق عليه اسم "دولة الخلافة" وإزالة الحدود جزئيا بين العراق وسوريا، وأعلن مدينة الرقة السورية عاصمة له.

وفي صيف 2014 تشكل التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، ليبدأ شن ضربات جوية على معاقل التنظيم، وشهد عام 2015 بداية انحسار للتنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة بين العراق وسوريا.

نهاية داعش

خسر التنظيم معظم أراضيه في سوريا خلال العام 2017، أهم خسارة مني بها التنظيم كانت هزيمته في مدينة الرقة السورية في تشرين الأول/أكتوبر 2017، والتي كان يعتبرها "عاصمة" له.

هرب عناصر التنظيم من الرقة إلى شرق محافظة دير الزور، وفي 15 أذار/مارس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نسبة سيطرة تنظيم داعش على الأرض لا تتعدى 2.2%، بمساحة بلغت 4090 كيلو مترا مربعا ممثلة بجيب كبير في البادية السورية غرب الفرات.

تجمع في تلك المنطقة ما تبقى من عناصر التنظيم، خاصة في بلدتي الباغوز وهجين. وهناك كانت نهايتهم في 23 أذار/مارس 2019. على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

داعش لم ينته

حذرت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من أن الحرب ضد التنظيم لم تنته بعد، مع انتشار مقاتليه في البادية السورية المترامية الأطراف وقدرته على تحريك "خلايا نائمة" في مناطق عدة تم طرده منها. وسبق له أن تبنى تفجيرات واعتداءات فيها.

داعش سيبقى موزعا هنا وهناك بين العراق وسوريا
سعدو

وأظهرت تقارير صحافية أن تنظيم داعش يخطط لهجمات في أوروبا عبر مجموعاته "النائمة" في تلك البلدان، والتي يطلق عليها اسم "خلايا التمساح". (اقرأ/ي أيضاً: "هل انتهى الخطر الداعشي؟.. مسؤول كردي بارز يجيب).

وقالت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية إنها أطلعت على وثائق في أقراص مدمجة كانت لمتشددين من داعش، تظهر نية التنظيم التخطيط لمزيد من الهجمات في أوروبا، من خلال دعم أعضائه الموجودين هناك ضمن "خلايا التمساح".

قنبلة ديموغرافية

الكاتب والصحافي السوري أحمد مظهر سعدو، يقول لـ "أنا برس": "لم ينته داعش مع سقوط الباغوز، لأن دوره أساسًا لم ينته بعد، صحيح أنه تم القضاء عليه، وإنهاء وجوده ضمن حيز جغرافي ما، محدد ومعروف بعينه، إلا أن ذلك لا يعني انتفاء وجوده، فداعش سيبقى موزعا هنا وهناك بين العراق وسوريا".

ويوضح سعدو أن مصادر أميركية تشير إلى وجود ما يقرب من 15000 منها في أقل التقديرات، بين العراق وسوريا، ويمكنها التواصل مع بعضها والقيام بعمليات ارهابية، وانقضاضات على ما تريده، علاوة على أن هناك أكثر من 30000 ألف معتقل منها عند (قسد) وعند النظام العراقي، ومازالت البلدان الأوربية في حيرة من أمرها، كيف تحاكمها، وكيف تأخذها، وكيف وكيف.

وبحسب الكاتب السوري المعارض فإن القنبلة الديمغرافية التي أحدثها داعش ويمكن أن يحدثها في العقود القادمة، هي أنه يتواجد في العراق وحدها أكثر من 10000 طفل ولدوا في ظل الإمارة الداعشية المزعومة، ولم تقبل أية دولة لا العراق ولا سواها تسجيلهم كقيود وكبشر، ومن ثم ما الذي يمكن أن يفعلوه بعد أن يكبروا؟

ويعتبر سعدو أن النظام السوري من مصلحته الاستمرار في شيطنة الثورة السورية واتهامها بالإرهاب، تحت مسميات داعش أو النصرة أو أشباههما، ومازالت الأمور لديه ولدى مشغليه من إيرانيين وغيرهم، قابلة من أجل إعادة التشغيل، والتمادي بخلق الفزاعات الداعشية، وهو ما تفكر فيه وتنفذه على الأرض أنظمة الطائفية الأسدية والعراقية، وداعمهم الأكبر الشيطان الأكبر بشقيه الإيراني والأميركي.

وحول عودة داعش مرة أخرى يرى سعدو، أنه ليس بمقدور داعش العودة لما كان عليه من بناء إمارات جديدة، لكنها ستبقى ما بقي الاستبداد حيث إن الاستبداد والإرهاب متلازمين في الحضور وفي الغياب، فلا إرهاب بدون استبداد، ولا استبداد بدون عوامل شيطنة وإرهاب تبرر وجوده، ولتكون غطاءً ما لهذا الوجود.

الخلايا النائمة

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية بمركز الشرق للسياسات سعد الشارع لـ "أنا برس" إن "سقوط داعش تم فعلا مكانيا في سوريا والعراق بعد سيطرته على مساحات كبيرة من البلدين،  فالوقائع تشير إلى نهايته كليا، فلم يعد يسيطر على أية بقعة في سوريا والعراق".

الإشكالية -بحسب الشارع- بوجود التنظيم حاليا تكمن في شكلين، فالشكل الأول في البادية السورية، والبادية هو المكان الذي يفضله التنظيم، فهو ولد في بادية الأنبار، فهو معتاد على التواجد والعيش في مثل هذه المناطق.

خطر التنظيم لازال موجودا، فأمير التنظيم لازال موجودا، وما يعرف باللجنة المفوضة 
الشارع

والشكل الثاني والذي يعتبر الأخطر هو وجود خلايا للتنظيم منتشرين ربما في معظم الجغرافيا السورية، لا سيما منطقة شرق الفرات، وأيضا مناطق الشمال السوري، يخشى عودة التنظيم بسياسة معينة مختلفة تماما تمكنه من الاستفادة من هذه الخلايا النائمة.

وبحسب الباحث، فإنه بالمدى المنظور القريب لا يعتقد بأن تشهد عودة للتنظيم سواء بعمليات عسكرية مكثفة أو حتى بعودة جغرافية.. لكن على المدى المتوسط والبعيد فإن خطر التنظيم لازال موجودا، فأمير التنظيم لازال موجودا، وما يعرف باللجنة المفوضة (هي أعلى لجنة في هذا التنظيم ) لا زالت موجودة، أيضا الأنباء التي تصل أن هناك حالة للمراجعات الشرعية لكبار قادة التنظيم الشرعيين ربما ينتج عنه ظروف موضوعية أكثر لعودة التنظيم المتشدد.  

تنظيم دولي

وبدوره يرى رئيس مجلس أحرار سوريا سابقا أسامة بشير، أن داعش لن يخرج من المنطقة العربية، وربما نراه في وطن عربي آخر تحت مسمى آخر، ولكن وبكل الأحوال لن يظهر في إيران، وهناك دول عربية كثيرة مرشحة لتكون هدفا، طبعا ربما في دول عربية أفريقية، وهم الهدف الآن.

وأوضح البشير خلال حديثه مع "أنا برس" أن التفاهمات الدولية بما يخص سوريا والتي تجري حاليا، والوضع السوري بشكل عام يكشف عن أن مهمة داعش انتهت في سوريا، داعش ليس تنظيماً شخصياً أو أفراد وإنما هو تشكيل دولي.

وأشار البشير إلى أن إعلان أمريكا نهاية داعش، فهذا يعني وفق العرف العسكري وبكل الأعراف، أنه يجب أن يكون هناك تأكيد بهزيمة داعش ونهايتها، فلم نرى أي قادة لداعش قتلى أو حتى أسرى، وما أعلنتها أمريكا بالقضاء على أمراء داعش كان فقط اعلاميا. دون اي توثيق.. فالقادة وعلى رأسهم البغدادي، لا أحد يعرف عنهم شيئا.

أسرار

ومن جهة أخرى اعتبر المحلل السياسي عبد الرزاق الحسين خلال حديثه لـ "أنا برس"، إلى الآن يستحيل توصيف تكوين هذا التنظيم، وما يكتنفه من أسرار صمتت عنه الدول، مشيرا إلى أن داعش شركة عابرة للقارات، ومتعددة الجنسيات، هنا راية سوداء وهناك بيضاء فهي بالحقيقة دولة وظيفية، والفارق أنها متنقلة.




كلمات مفتاحية