http://anapress.net/a/979348446126326
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أن بلاده بصدد اتخاذ قرارات جديدة بشأن وجود قواتها في سوريا، مؤكّداً قرب انتهاء المعركة ضدّ "تنظيم الدولة"، التي يعدّها سبب وجود قوات بلاده في سوريا.
وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي "أنجي دودا" في واشنطن أمس الثلاثاء: "لقد قُمنا بعمل هائل في سوريا ومنطقة القضاء على تنظيم الدولة، وهذا هو سبب وجودنا هناك، نحن قريبون جدّاً من الانتهاء من هذا العمل، ثم سنُقرِّر ما الذي سنفعله".
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي حسن النيفي لـ "أنا برس": ليست هذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس ترامب بتصريحات تشير إلى قرب انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، إذ إن تصريحاته السابقة (في نيسان الماضي) كانت ضمن هذا السياق، ولكن المعطيات على الأرض تشير إلى خلاف ذلك، وخاصة أن الفترة الأخيرة شهدت قيام الأمريكان بإنشاء عدة قواعد أمريكية جديدة في شرق الفرات إضافة للقواعد السابقة، فضلاً عن الوجود العسكري المتزايد على الحدود السورية العراقية. (اقرأ/ي أيضًا: 85% من قرّاء "أنا برس" لا يعتقدون بجدية ترامب في سحب القوات الأمريكية).
وأضاف أنّ الوجود الأمريكي في شرق سورية مرهون بنهاية داعش فحسب، إذ أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سورية توحي برغبة أمريكية لمقاومة النفوذ الإيراني في سورية، إذ ما زال الأمريكان يعتقدون أن الأرض السورية هي المجال الحيوي الأول لنشاطات طهران في المنطقة، وبالتالي يرى ترامب أن تجريف النفوذ الإيراني من سورية هو هدف استراتيجي في المرحلة الراهنة، لذلك فإنّ الإدارة الامريكية لا تفضل الانسحاب من سورية قبل إيجاد حل سياسي للقضية السورية.
من جهته، أكد العميد عبد الرحمن برّوك على أن تصريحات ترامب ليست جديدة، وهي مرتبطة بالتقارب الاستراتيجي بين روسيا وتركيا. وأضاف أن المصالح الأمريكية في سوريا لن تنتهي بانتهاء مهمتها في القضاء على داعش بل تتعداها إلى إنهاء أي نفوذ إيراني في المنطقة، مشيراً إلى المصلحة الإسرائيلية التي تتطلب ذلك. (اقرأ/ي أيضًا: سحب القوات الأمريكية من سوريا.. بين الحقيقة والمناورة).
وكانت تقارير إعلامية أشارت في آذار الماضي إلى أن ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات بلاده مبكراً من سوريا، إلا أن التصريحات المتوالية بعد ذلك لمسؤولين أمريكيين ربطت انسحاب القوات الأمريكية بنهاية مهمتها في القضاء على "تنظيم الدولة" وانسحاب إيران من سوريا.