المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تقرير: دلالات "خروقات الهدنة" وتأثيرها على مؤتمر "الأستانة".

 
   
10:49

http://anapress.net/a/97160455988894
748
مشاهدة


تقرير: دلالات "خروقات الهدنة" وتأثيرها على مؤتمر "الأستانة".

حجم الخط:

هل ينعقد مؤتمر الأستانة رغم ما يحيط به من إشكاليات يأتي في مقدمتها اختراقات الهدنة؟ هل تلك الاختراقات متعمدة من قبل النظام وحلفائه للحنث بما أبدوه من "تصريحات مرنة"؟ هل يرغب النظام –رغم المرونة الظاهرة وحليفاه الروسي والإيراني في إتمام انعقاد ذلك المؤتمر؟  أسئلة عديدة تفرض نفسها على الساحة السورية في الوقت الراهن في ضوء تزايد الجدل بشأن المسار السياسي وتأثيرات خروقات الهدنة.

ورصد المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري عددً الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار المرتكبة من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، حيث وصل عدد الانتهاكات إلى 399 خلال 11 يوما من هدنة وقف إطلاق النار، وبلغ عدد الشهداء نتيجة الانتهاكات 271 بينهم 25 سيدة و 34 طفلاً.

وتركزت الانتهاكات في كل من ريف حلب الجنوبي ووادي بردى بريف دمشق وريفي حماة ودرعا، وذلك حسب إحصائية أعدّها المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري، لا تشمل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.

وأدان الائتلاف الوطني استمرار سلطة بشار وإيران والميليشيات الإرهابية التابعة لهما بخرق الهدنة وارتكاب جرائم حرب، وخاصة في منطقة وادي بردى، داعياً مجلس الأمن والأطراف الضامنة لوقف الهجمات فوراً وإدانة مرتكبي الخروقات ومعاقبتهم.

وحول انعقاد اجتماع الاستانة من عدمه في ظل خروقات وقف إطلاق النار الحادثة من قبل النظام يقول الأكاديمي السوري د.محمود الحمزة من موسكو لـ "أنا برس": لا أعتقد أن تكون هناك استانة ناجحة، ستكون هناك استانة كما كل المنصات التي سبقتها والتي لم تخرج بأي نتيجة تفيد الشعب السوري، كلها ألاعيب ومسرحيات تشرف عليها روسيا بالاشتراك مع النظام وإيران.

وحول إمكانية نجاح روسيا في فرض إرادتها على النظام وحلفائه يوضح الحمزة أن روسيا لا تستطيع الضغط على النظام وحليفتها إيران، فهي عاجزة عن فرض إرادتها على النظام وإيران، لأن إيران والمليشيات الشيعة هي التي تمسك بزمام الأمور على الأرض فالروس يسيطرون على الجو فقط، فصحيح أن روسيا دولة عظمى ولكن موسكو لا تستطيع فرض إرادتها على كل التفاصيل كما حدث في وادي بردى وكما حدث في حلب وبالتالي لا يمكن لروسيا فرض إرادتها على حلفائها في الاستانة.

 ويشير الحمزة أنه في حديث له مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف (قلت له لو أصدرتم قرارًا بمجلس الأمن بإزاحة بشار الأسد كونه أصبح مجرم حرب لما كانت هذه الفظائع والضحايا، فقال لي بالحرف الواحد حتى لو قمنا بإصدار قرار من مجلس الأمن فبشار الأسد لن ينفذ القرار فماذا سنفعل وقتها؟)، لذلك فالنظام وإيران يستغلان الدور الروسي، ولكن جاءت لحظة انكشاف الحقيقة، حيث هناك مراقبين روس يدعون لإنهاء الحرب وعدم الثقة بالإيرانيين وبقوات النظام، فكل تصرفات الروس الأخيرة تدل على أنهم مستعجلين على الحل السياسي

موضوع ذا صلة

وإلى ذلك، يقول الأمين العام لحزب التضامن الدكتور عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": إن النظام وإيران لم يلتزمان بوقف إطلاق النار في المرتين السابقتين ولم يلتزمان أيضا في هذه الهدنة رغم إعلان رأس النظام باتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التزامه بالهدنة ورغم إعلانه عن موافقته بالتفاوض على كل شيء في الاستانة إلا أنه وإيران يعلمون حقيقة أن لأي مفاوضات يتم عقدها مع المعارضة وإن لم تلب كافة متطلبات الثورة إلا أن هذا يعني بداية النهاية لأنه لا يمكن لنظام شمولي ديكتاتوري ان يقبل التنازل عن اي جزء من صلاحياته.

وتابع: وبالتالي رغم المرونة الظاهرة من النظام إلا أنه فعلا هو وإيران لا يريدون الاستانة وقد أعلنت إيران انها تميل للحل العسكري لأنها على يقين أن أهدافها في سوريا تختلف عن اهداف روسيا من حيث بقاء بشار الأسد. مشددًا على أنه إذا أصرت روسيا -وأعتقد أنها مصرة أولا لإثبات وجودها في المنطقة وثانيا خشية من موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب التي لم يتبلور موقفها لاسيما بعد إقرار الكونغرس وموافقة أوباما- على تزويد المعارضة بسلاح مضادة للطائرات في ظل وجود فريق سياسي يكن الكره والعداء لإيران.

وأوضح الخطيب أنه إذا حاول النظام وإيران عدم الالتزام بالخطة الروسية فأعتقد أن روسيا سوف تهز العصا التي تحملها وهي أن تهدد النظام بالتخلي عنه عسكريا وبالتالي سياسيا في مجلس الامن، وأن أي حل سياسي مهما كان مجحفا بحق الثورة لن يكون في النهاية على الأمد الطويل لصالح النظام.

موضوع ذا صلة

وكانت روسيا قد توصلت إلى اتفاق مع أنقرة في 30-12-2016 ينص على وقف اطلاق نار شامل في سوريا، تعمدت ميليشيات إيران الشيعية وقوات الأسد على خرقه في عدة مناطق أهمها، محاولة اجتياح منطقة وادي برى المحررة واقتحام عدة مناطق في الغوطة الشرقية وقصف متفرق على مناطق في أرياف حلب وإدلب ودرع وحمص، ومن المقرر أن يبدأ نظام الأسد والمعارضة السورية مفاوضات سياسية في أستانا الكازاخستانية، في حال نجاح وقف إطلاق النار.

وتعد هذه ثالث هدنة في سوريا خلال عام 2016، وبدأ العمل بها في تمام منتصف ليل الخميس – الجمعة الـ 30 من كانون الأول / ديسمبر الجاري، حيث كان الاتفاق الروسي – الأمريكي لوقف إطلاق النار جرى تطبيقه في معظم المناطق السورية واستمر منذ الساعة السابعة من مساء الـ 12 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2016 وحتى السابعة مساء من الـ 19 من الشهر ذاته، كما سبقتها هدنة ووقف إطلاق نار في سوريا، في الـ 27 من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2016، لينهار الاتفاق في الثلث الأخير من نيسان / أبريل الفائت، وتعود الآلة العسكرية لممارسة القتل وتصعيد القصف على معظم المناطق السورية.