المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

من سلّم شرق الفرات لـ"قسد".. الأمريكان أم القادة من أبناء المنطقة؟ (تحقيق)

 
   
17:45

http://anapress.net/a/906297387786442
701
مشاهدة


من سلّم شرق الفرات لـ"قسد".. الأمريكان أم القادة من أبناء المنطقة؟ (تحقيق)
قسد- أرشيفية

حجم الخط:

تواصل المنظّمات الحقوقيّة ووسائل الإعلام المختلفة كشف انتهاكات قوّات سوريا الديمقراطيّة "قسد" ذات الأغلبية الكرديّة، بحقّ أبناء مناطق شرق الفرات، بعد أن سيطرت عليها بدعم من التحالف الدولي عقب معارك ضد تنظيم الدولة، كان للولايات المتّحدة الأمريكيّة الدور الأبرز فيها من خلال قيادة المعارك من منبج حتّى الحدود السوريّة العراقيّة شرق دير الزور.

بعد بدء معارك قوّات سوريا الديمقراطيّة وسيطرتها على أجزاء واسعة من شرق الفرات بعد طرد تنظيم الدولة، بدأت الأحاديث تتسرّب عن أنّ هذا المشروع كان مطروح على المعارضة السوريّة، وفصائل من الجيش السوري الحر، إلا أنّه قوبل بالرفض من قبل قياديين عسكريين، مّا فتح الباب أمام حزب الاتّحاد الديمقراطي الكردي لطرح أنفسهم على الأمريكان كشركاء في هذه العمليّة.

لقاءات تشاوريّة

يقول العقيد المنشق زياد حاج عبيد، في تصريحات لـ "أنا برس"، إنّ اللقاءات التشاوريّة بدأت مطلع العام 2015 بستّة عشر ضابطاً إضافة لسياسيين منهم نوّاف البشير (شيخ عشيرة البكارة)، قبل أن يصالح نظام الأسد، حينها لم يرفض الأمريكان أي من الطلبات للدخول في هذه المعركة، وقدّموا إمكانات كبيرة، كالرواتب والسيارات والسلاح والذخيرة، إلا أنّ جزءًا كبيرًا من العسكريين من أبناء المنطقة الشرقيّة انسحبوا من المشروع بعد بدء التدريبات.

مضر الأسعد، وهو عضو في المشروع، يؤكّد لـ "أنا برس"، ما قاله العقيد زياد، مضيفاً أنّ بعض كتائب المنطقة الشرقيّة اشترطوا على الأمريكان أن تكون المعركة موجّهة ضد النظام السوري وتنظيم داعش، إلا أنّ الأمريكان رفضوا الدخول في معارك مع الأسد قبل القضاء على داعش، لكن وافقوا على ضربه إن اعترض طريق تلك القوّات، ووعدوا أبناء المنطقة بتمكينهم عسكريّاً وسياسيّا وإدارة مدنيّة إن تمّ الاتّفاق.

الدور التركي وأياد لمنظّمة غولن

يتّفق الأسعد وحاج عبيد على أنّ تركيا كانت تدفع باتّجاه قبول فصائل المنطقة الشرقيّة الدخول بالمشروع، إلا أنّ بعض الضبّاط الأتراك "كانوا يحذّرونا سرّا من المشروع، وهذا ما تمّ اكتشافه مؤخّراً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، إذ تمّ اعتقال هؤلاء الضبّاط بتهمة الانتماء لمنظّمة غولن".

 كان من الممكن أن تكون فصائل المنطقة الشرقيّة هي التي تحل محل قسد الآن، إلا أنّ عدم وعي بعض الضباط والمقاتلين وانسحابهم أوصل شرق الفرات إلى ما نحن فيه اليوم
 عبيد

ويؤكّد حاج عبيد، على أنّ كل التسهيلات من الجانب التركي كانت مؤمّنة بما فيها معسكر التدريب ونقل المقاتلين والسلاح إلى مناطق انطلاق العمليات العسكريّة، وكان من الممكن أن تكون فصائل المنطقة الشرقيّة هي التي تحل محل قسد الآن، إلا أنّ عدم وعي بعض الضباط والمقاتلين وانسحابهم أوصل شرق الفرات إلى ما نحن فيه اليوم.

العميد المنشق عماد السعيد، وهو أحد المنسحبين من المشروع، يربط أسباب انسحابه بعدم موافقته على الخطّة الأمريكيّة التي كانت تهدف لبدء العمليات من منطقتي مارع والراعي وصولا إلى منبج والرقّة ثمّ دير الزور، إذ يرى -في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أنّ ما اقترحه على الأمريكان هو الأنسب، إذ يتم الدخول من منطقة تل أبيض التركيّة، فهدفه دير الزور أوّلا، ولا يريد خسارة أي مقاتل في تحرير مناطق لا ناقة لهم بها ولا جمل، مثل منبج والراعي.

فيما يقول العقيد فايز الأسمر لـ "أنا برس"، إنّ الأمريكان اشترطوا مقاتلة داعش شرق الفرات، ولكن لا يدعمون أي معركة ضد الأسد، ومن وجهة نظره أنّ المعارك إن لم تكن تستهدف تنظيم الدولة والأسد، فلا يوجد أي نفع من خوضها، وهذا ما لم يتّفق معه ضابط آخر يرى أنّ قتال داعش والدخول إلى شرق الفرات كان سيمكّن المعارضة السوريّة من أكثر من 30 في المئة من الجغرافيا السوريّة، فضلاً عن موارد كبيرة وعلى رأسها النفط.

الأمريكان يجسّون النبض

مؤسّسات إعلاميّة ومنظّمات مجتمع مدني تلقّت رسالة من الخارجيّة الأمريكيّة تسأل عن المزاج العام فيما لو تمّ التحالف مع قوّات سوريا الديمقراطيّة شرق الفرات، إلا أنّ اعتراض بعض المؤسّسات على ذلك، ورفضهم للضلوع بأي مسألة من شأنها التأثير على الرأي العام بشكل إيجابي، على ما يبدو أزعج الإدارة الأمريكيّة ممّا تسبب بوقف الدعم عنهم. يقول "مضر الاسعد" إنّ من أكبر الأخطاء التي ارتكبها العسكريون من أبناء المنطقة الشرقيّة هو رفض المشروع، إذ أتاحوا لقوّات سوريا الديمقراطيّة الفرصة لمشاركة الأمريكان في هذا المشروع، فالأمريكان قالوها بصراحة "إن لم تدخلوا معنا فلدينا البدائل لذلك".

فيما يؤكّد العقيد زياد حاج عبيد أنّ إفشال المشروع من قبل البعض الضبّاط وقادة الفصائل بعد ثلاث أشهر من التدريب وبعد البدء بمعارك انطلاقاً من ريف حلب الشمالي، وتحرير أكثر من 17 قرية من قبضة داعش، أدّى لتمكين قسد من السيطرة على شرق الفرات وإضاعة آخر الفرص أمام أبناء المنطقة من العودة إلى مناطقهم.

وهذا ما يتّفق عليه الكثيرون من أبناء المنطقة الشرقيّة، فبحسب رأيهم، لو أجمع القادة على متابعة مشروع مقاتلة تنظيم الدولة شرق الفرات، لكان أبناء المنطقة هم من يديرونها الآن بدل قسد.




كلمات مفتاحية