المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"تنظيم الدولة" يواصل مساعيه لإيجاد موطئ قدم بوسط وجنوب شرق آسيا

 
   
11:15

http://anapress.net/a/762782358746292
49
مشاهدة



حجم الخط:

"باقية وتتمدد".. شعارٌ رفعه تنظيم الدولة "داعش" ليعبر عن استراتيجيته في التوسع والتمدد في مختلف أرجاء العالم، ليعبر القارات والمحيطات ليجد لنفسه موطئ قدم في إطار ما يصبو إليه من توسعات عامة في سبيل تحقيق حلم "الخلافة" الذي يُشكل ركنًا رئيسيًا في طموحات التنظيم. وفي سبيل ذلك يسعى إلى سد فراغ "القاعدة" مستغلًا ضعفها في الوقت الراهن.

ولقد سعى التنظيم منذ إعلانه الخلافة المزعومة إلى استنساخ تجاربه في سوريا والعراق على وجه التحديد إلى باقي الدول، خاصة في وسط آسيا، حيث باكستان وأفغانستان والجمهوريات السوفيتية السابقة. كما يتطلع لتوسيع مملكته الخاصة بالسعي نحو إيجاد موطئ قدم في شرقي آسيا، حيث إندونسيا وماليزيا وبنجلاديش.

وقد شهدت بعض تلك البلدان هجمات مسلحة متفرقة (أبرزها هجمات دكا) دقت جرس الإنذار لمساعي تنظيم الدولة لتحريك خلاياه في آسيا، استغلالا لوجود بيئة مواتية في بعض البلدان خاصة في شرقي آسيا وبالتحديد "إندونسيا والفلبين" التي تحتضن جماعات متطرفة مثل جماعة أبو سياف في الفلبين وشبكة المجاهدين في إندونسيا.

وأعلن تنظيم داعش في وقت سابق –استغلالا لتراجع دور تنظيم القاعدة- عن تأسيسه ما سمى بـ "ولاية خراسان" في أفغانستان. ذلك في الوقت الذي أقدم فيه عدد من القادة المنشقين عن طالبان تنظيم داعش.

قم  الجيش الأمريكي يقدر ما بين ألف وثلاثة آلاف عدد مقاتلي داعش في أفغانستان.. وشبكة المقاتلين الأجانب لدى التنظيم تضم المئات من أفغانستان وإندونسيا وماليزيا والفلبين
 ديفيد أجناتيوس

ومن حيث الناحية العددية لمقاتلي تنظيم الدولة "داعش" في بلدان وسط وشرقي آسيا،كشف الناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال تشارلز كليفلاند –في تصريحات سابقة له- عن عدد مقاتلي التنظيم الداعشي في أفغانستان، قائلًا " إن الجيش الأميركي يقدر بما بين ألف وثلاثة آلاف عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الموجودين في أفغانستان، موضحا انه يميل الى التقدير الأقل". ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير إعلامية أن عدد مقاتلي داعش في باكستان يعتبر أقل من التواجد في باكستان، وربما يصل لألف مقاتل.

ورغم أن أغلب مسلمى جنوب شرق آسيا يرفضون العنف، إلا أنه –وفق ما أكده الكاتب الأمريكى البارز ديفيد أجناتيوس- أن مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى ربما يجدون ملاذا لهم فى جنوب شرق آسيا  وهى دول  إندونيسيا، والفلبين، وماليزيا، لكن التنظيم لم ينجح بعد في ذلك، إذ "يحاول المئات من المقاتلين الأجانب من إندونيسيا وماليزيا والفلبين العودة إلى بلادهم". وقال إن شبكة المقاتلين الأجانب لدى داعش تضم ما بين 500 إلى 600 إندونيسى، و110 من الأستراليين، وحوالى 100 ماليزى وعدد صغير من الفلبين.  ويمثل هؤلاء عدد أكبر من الذين سافروا إلى أفغانستان للالتحاق بالقاعدة قبل أحداث سبتمبر.

وكان أربعةَ مدنيين قد قتلوا وأصابوا 20 على الأقل في هجوم إرهابي يوم 14 يناير (كانون الثاني) 2016في جاكرتا، وهي أول عملية ناجحة تبناها تنظيم الدولة الإسلامية داعش) في جنوب شرق آسيا.

ويتضاءل عدد القادمين من جنوب شرق آسيا إلى العراق وسوريا عند مقارنته بعدد المتطوعين من أوروبا وأستراليا. إذ يقدر الباحث الأسترالي جريج فيلي، أنه مقابل كل مليون شخص في أندونيسيا، قرر 1,4 شخص الانضمام إلى داعش. وفي ماليزيا، يصل العدد إلى 8,5. بينما يصل إلى 14 شخص لكل مليون أسترالي، و18 لكل مليون فرنسي، و40 لكل مليون بلجيكي.

وفي هذا الإطار، ذكر مصدر جهادي مصري أن هناك صراعًا قائمًا بين داعش والقاعدة في وسط وجنوب وشرق آسيا، وهناك مبايعات كبيرة جدًا لداعش، رغم أنه قد خرج من رحم التنظيم الأم (تنظيم القاعدة)، إلا أنه انشق عنه عقب ظهور اختلافات جوهرية بين الطرفين، لاسيما الخلافات "العقائدية"، وقد نجح تنظيم الدولة في التمدد، والحصول على مكتسبات ومبايعات عديدة من عددٍ من الفصائل، من بينهم فصائل كانت تتبع القاعدة نفسها كذلك، الأمر الذي أشعل نيران الغضب لدى القاعدة، وسط استمرار المكاسب التي يحققها داعش، بما يقدمه في صراع زعامة الجهاد بالمنطقة بديلًا للقاعدة.

وعن الخلافات بين داعش والقاعدة والأسباب التي تدفع لتخلي البعض في آسيا عن القاعدة لإعلان مبايعة داعش، قال: "داعش" في الأساس كما أشرت كان جزءًا من القاعدة، غير أن عناصر التنظيم كانوا أشد في عقيدة "التكفير"، ما جعلهم يختلفون عن القاعدة كلية، فنرى حاليًا على سبيل المثال أنهم في الأراضي المسيطرين عليها لا يعذرون بالجهل، كقاعدة ينطلق منها تشريعيهم، ويقومون بإصدار أحكام التكفير الإعدام وقطع الرؤوس تباعًا، وبكل وحشية، فهم أعنف وأبشع من القاعدة نفسها.. وخلال الفترة الماضية شهدنا العديد من الوقائع التي تنم عن مشهد أشد ضراوة في استخدام سلاح التكفير والعنف. وهو ما تطابق مع الكثيرين ومفاهيمهم.

 مصدر جهادي: داعش والقاعدة في صراع إمارة.. وانشقاقات تضرب صفوف التنظيم

وبعد ظهور "داعش" حصل على العديد من المبايعات، من العناصر الجهادية والتكفيرية المختلفة، من بينهم منضمين لتنظيم القاعدة (من بينها حركة طالبان باكستان التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة)، وهو الأمر الذي عزز من غضب "القاعدة"، لاسيما مع توسع داعش واستقطابه للمزيد من العناصر، ما عزز من وضعيته في زعامة الجهاد بالمنطقة، ما أفقد العديد من الجبهات مثل جبهة النصرة وجماعة أنصار الشريعة على سبيل المثال، قواتهم على الأرض في المنطقة، لصالح تنامي في قوة داعش.

 ولفت المصدر إلى دخول تلك الفصائل في صراع الإمارة فيما بينهم بالفعل، وكان ذلك أمرًا متوقعًا منذ سنوات طويلة، لاسيما من منطلق فكر تلك الجماعات الإرهابية التكفيرية. ومن المرجح أن "تذوب كل تلك التنظيمات في كيان كبير هو تنظيم الدولة".. والوضع الآن هو أن هناك بالفعل صراعات قوية بين العديد ممن يطلق عليهم "الأمراء"، لتولي راية الجهاد. 

وتابع: التنظيمات الجهادية لم تفكر في إعلان "الدولة الإسلامية" صراحة أو إعلان الخلافة، وإن كانت تسعى إليها بصورة مباشرة، غير أن داعش أعلن عن تأسيس تلك الدولة بكل جرأة، واستبق كل تلك التنظيمات، في خضم المنافسة أو الصراع مع باقي التنظيمات التكفيرية الأخرى.. ولقد بدأت أدبيات الدولة الإسلامية، في الظهور، في أعقاب حرب العراق في العام 2003 بالتحديد، إلا أن مصطلح الدولة الإسلامية بدأ يظهر بين تلك العناصر المؤسسة لداعش في غضون عامي 2007 و2008، إلى أن تم الإعلان رسميًا عن التنظيم، فضلًا عن الإعلان عن مبايعة أبو بكر البغدادي خليفة له.

واعتبر أن من الأمور التي تدفع إلى الانضمام لداعش والتخلي عن القاعدة من قبل المجاهدين في آسيا، هو أن "داعش" تنظيمًا نخبويًا، و"القاعدة" بات تنظيمًا شعبويًا، وخطورة تنظيم الدولة تكمن في كونه ينتقي "صفوة الصفوة" من التنظيمات الجهادية الأخرى، وليس من السهل لأحدهم الانتماء إلى "داعش"، كما أن هناك فرقًا بين شعب الدولة، وهم المؤمنون بفكر داعش وبتوجهاته وليسوا أعضاءً في الهيكل الإداري للتنظيم، وبين قيادات التنظيم ذاته.

"داعش" عقب استقطاب عناصر له، تُدخلهم في عدد من التدريبات التي يتم على أساسها تحديد وضع هؤلاء، ومن ينضم منهم إلى قيادات التنظيم وعناصره الفاعلة، ومن يكون ضمن شعب الدولة، إذ يدخل المنضمون إلى داعش في تدريبات بدنية في معسكر لمدة 3 أشهر، فضلًا عن تدريبات تثقيفية في معسكر لمدة 3 أشهر أيضًا، فضلًا عن تدريبات على حمل السلاح (تدريبات عسكرية لمدة 3 شهر كذلك) ليصل مجموع المُدة التي يتم خلالها تدريبهم فيها إلى 9 أشهر، أو أن تتم كل تلك التدريبات بالتوازي في 3 أشهر فقط.. إلا أن تنظيم القاعدة يكتفي بتدريبات واختبارات بسيطة مثل الاختبارات التي تُبين مدى ولاء الشخص للتنظيم، وضمان عدم وجود علاقة له مع أجهزة الأمن المختلفة.