المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

المشافي الميدانية في الثورة.. هدف قوات الأسد في معاركه ضدّ المعارضة

 
   
11:00

http://anapress.net/a/760304308363478
609
مشاهدة


المشافي الميدانية في الثورة.. هدف قوات الأسد في معاركه ضدّ المعارضة

حجم الخط:

أجبر العاملون في القطاع الطبي داخل سوريا مع انطلاقة "الثورة" السورية في العام 2011 على إيجاد بدائل عن المشافي الحكومية التي بات من الصعب الوصول إليها من قبل المصابين خلال الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام حكم الأسد، نظراً لحالة الخوف التي تملّكت الكثير منهم مخافة الاعتقال من قبل الأجهزة الأمية التي تنشر بطبيعة الحال مفارزها بداخل المشافي والمستوصفات.

وباعتبار معظم المناطق التي تشبّثت براية الثورة السورية لم تكن بالأصل تحتوي على مراكز طبية أو مشافي لجأ بعض العاملين في القطاع الصحي لإنشاء نقاط استشفاء وأخرى اسعافية "ميدانية" في المنازل المحلية بهدف تقديم العلاج للمصابين آنذاك، اقتصر عملهم في بداية الثورة على تقديم الضمادات وخياطة الجروح في أصعب المواقف قبل أن ينزل الأسد ألياته العسكرية التابعة للجيش لردع المتظاهرين واخماد الثورة.

شيء فشيء طوّر القائمون على القطاع الطبي من امكانياتهم من خلال إنشاء مشافٍ ميدانية بسيطة داخل المنازل لينتقلوا فيما بعد إلى نقلها لأماكن أكثر أمناً مع ارتفاع وتيرة القصف ودخول سلاح الجو إلى دائرة الصراع بين المتظاهرين وقوات حكومية تتبع للأسد.

وبحسب ما أفاد به وزير الصحّة في الحكومة السورية المؤقتة د. فراس الجندي خلال اتصال هاتفي مع "أنا برس" فقد تم تأسيس مشافي ميدانية في بداية الثورة السورية لإسعاف المصابين نتيجة استهدافهم خلال المظاهرات بشكل عفوي وتطوعي لتشكّل فيما بعد نواة للمشافي الميدانية التي تقدم خدماتها للمصابين والجرحى واجراء عمليات جراحية لهم.

لكن مع تطور الثورة السورية كان هناك تنظيم للعمل الطبي بشكل أكبر في المناطق المحررة، وتمّ تشكيل مديريات لمنظمة الصحة الحرة في المحافظات المحررة بشكل كامل، كما تم تقديم خدمات طبية على مستوى الرعاية الطبية الأولية والثانوية والعمليات الجراحية.

الداخل السوري ما يزال بحاجة لمراكز جراحة قلب وسيطرة قلبية ومعالجة الأورام والرنين المغنطيسي والطبقي المحوري
 الجندي

وأضاف الجندي: إن الداخل السوري ما يزال بحاجة لمراكز جراحة قلب وسيطرة قلبية ومعالجة الأورام والرنين المغناطيسي والطبقي المحوري الذي تفتقده جميع المناطق المحررة، إضافة إلى مراكز علاج تخصصية وعناية مشددة بشكل أكبر من الموجود.

ولفت إلى أنه تم استهلاك معّظم الأدوية والمستهلكات الطبية والمعدات الجراحية لا سيما في المناطق المحاصرة، وعلى سبيل المثال "الغوطة الشرقية الجريحة" الأمر الذي يتطلب دعمًا كبيرًا وجهودًا دولية للنجاح بإدخال مثل هذه المواد إلى المناطق المحررة والمحاصرة في ذات الوقت.

وعن أبرز الصعوبات التي يواجهها القطاع الطبي قال وزير الصحة إن الوزارة حتى الآن لا يوجد لديها أي دعم ثابت أو مباشر للقيام بدورها بشكل فعال وتنظيم عملها الطبي بشكل أكبر، مشيراً إلى قيام الوزارة بافتتاح المعاهد الطبية وكليات الطب التي تقوم بسدّ النقص الحاصل جراء هجرة الكوادر التمريضية والأطباء إلى الخارج لعدم قدرتهم على تحمل الظروف المعيشية الصعبة في الداخل السوري، وأكّد على أن حكومة الدكتور جواد أبو حطب لم تتلق أي نوع من الدعم المالي الذي يتيح لها العمل بحرية أكبر وتوسيع نشاطها في المناطق المحررة، ويشكل عائق وتحدّ كبير أمام تطلعات القائمين على المجال الطبي لسدّ النقص الحاصل.

وفي ريف حمص الشمالي، قال مراسل "أنا برس" إن بدايات العمل الطبي كانت بسيطة وغير مكلفة على الإطلاق باعتبار أن مسألة إدخال الأدوية والضمادات كانت مسألة سهلة في بادئ الأمر قبل أن تشدد قوات الأسد من طوقها الأمني وتعمل على إحكام حصارها على المناطق الثائرة، إذّ بدأ بعض المتطوعين بإنشاء نقطة طبية في إحدى القرى النائية "قرية السعن" بعيداً عن المدن الساخنة التي تشهد اضطرابات وتظاهرات يتخللها دخول لقوات الأمن بين الحين والآخر.

تفاصيل أكثر عن الوضع الطبي:

وعلى الرغم من دخول قوات الأسد للريف الحمصي في أواخر العام 2011 إلا أن العمل الطبي "الثوري" استمر على نحو متكامل حيث بدأ باستقبال الإصابات التي يتعرض لها المدنيين أثناء عبورهم من أمام الحواجز التابعة لقوات الأسد، ليلها عملية السيطرة على كامل الريف من قبل فصائل المعارضة النقطة التي اعتبرت تحولاً ومنعطفاً مهماً بالشأن الطبي في المنطقة، حيث تم تجهيز أحد الأقبية في مدينة تلبيسة ليكون أكبر وأهم مشفى ميداني في ريفي حماه الجنوبي وحمص الشمالي بعد أكثر من ستّة أعوام على انطلاق الثورة.

لم يعد يقتصر عمل الكادر الطبي بعد مضي تلك الأعوام من عمر الصراع في سوريا على تقديم الإسعافات فحسب بل أصبح يتمتع بقدرة كبيرة على استيعاب المرضى واجراء العمليات بشقيها "الباردة والساخنة" فضلاً عن افتتاح قسم خاص لعلاج المرضى من الأطفال في أواخر العام 2016.

إلى ذلك كانت المشافي والنقاط الطبية في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد في الداخل السوري هدفاً مشروعاً اتخذته الطائرات الحربية التابعة لسلح الجو الروسي المساند للأسد، إذ تمّ استهداف جميع النقاط الطبية والمشافي خلال بداية أي معركة للأسد لاستعادة منطقة ما كما هو واقع الحال في إدلب وحلب وريف حماه الشرقي والشمالي، وفي الجنوب السوري ومؤخراً في غوطة دمشق.