http://anapress.net/a/655901680202820
يبدو أن زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) "ينس ستولتنبرغ" إلى ولاية "هاتاي" التركية على الحدود مع سوريا.. تحمل رسائل عديدة.. وخاصة مع التسريبات الإعلامية حول الوصول لاتفاق أمريكي تركي بخصوص المنطقة الآمنة.
وتأتي زيارة الأمين العام للناتو مع تزايد الحديث عن تقدم في المفاوضات الجارية بين واشنطن وأنقرة حول إقامة منطقة آمنة على الحدود بإدارة تركيا وسحب عناصر "قسد" من المناطق القريبة من الحدود وفق ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين.
وبينما تصاعدت الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا في الفترة الأخيرة، فإن زيارة "ستولتنبرغ" تأتي في محاولة سعي "الناتو" لحل المشكلات العالقة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي من بوابة المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية.
يقول الأكاديمي والمعارض السوري الدكتور عماد الأيوبي لـ "أنا برس"، إن واشنطن لا تريد أن تخسر علاقتها بأنقرة، بخاصة أن الأخيرة هي عضو هام وفعال في حلف الناتو، وزيارة أمين عام الناتو لولاية هاتاي هي بالشكل رسالة لتركيا بأن واشنطن موافقة على المنطقة الآمنة.
ويوضح أن "واشنطن في الوقت نفسه لا تريد خسارة حليفتها (قسد).. ولكن واشنطن وحتى الآن لم تستطع أن توازن الأمور بين حلفائها (تركيا وقوات قسد)"، مشيرا إلى أن "عدم التوازن بينهما قد يكون مقصوداً من الجانب الأمريكي لتبقى الفوضى هي العنوان الأساسي في منطقة شرق الفرات".
وينوه الأيوبي أن "واشنطن خذلت تركيا في أكثر من موقف بشأن المنطقة الآمنة (..) صدرت تصريحات متناقضة حتى هذه اللحظة من الإدارة الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة.. وبخصوص التمييز في علاقاتها ما بين الأتراك وقوات قسد".
المنطقة الآمنة
ومن جهة أخرى، ترى الحقوقية المعارضة ظلال الناصر، أن "المنطقة الآمنة هي في مراحلها الأخيرة، وزيارة أمين عام الناتو هي لتنفيذ المراحل الأخيرة للمنطقة العازلة"، مشيرة إلى أنه بالرغم من تصاعد الخلاف الأمريكي التركي في الآونة الأخيرة إلا هناك خطوطاً رئيسية يلتزم بها الطرفان.
وتوضح الناصر خلال حديثها مع "أنا برس"، أن "واشنطن لن تخسر تركيا من أجل قوات قسد، وسوف يأتي الاتفاق المحتمل بين واشنطن وأنقرة على حساب قسد.. وقد تتخلى واشنطن أيضاً عن قسد إذا تمّ التوافق النهائي على تسليم المنطقة العازلة إلى تركيا".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد كشفت، قبل أيام، عن مفاوضات تجريها الولايات المتحدة وتركيا لتسيير دوريات مشتركة في “منطقة آمنة” بعمق 32 كم على طول الحدود السورية التركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين من البلدين لم تكشف عن هويتهم أن المقترح الذي يتم التفاوض حوله يقضي بانسحاب "قسد" من المنطقة المتفق عليها رغم الدور الذي لعبته "قسدط إلى جانب التحالف الدولي في المعركة ضد تنظيم داعش.
يذكر أن مجلس شمال الأطلسي عقد اجتماعات في تركيا لبحث المسائل المشتركة بين الدول الأعضاء في "الناتو" وعلى رأسها الخلاف الأمريكي التركي.