المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تحقيق: "الأزمة السورية".. ورقة على طاولة المقامرة الدولية

 
   
08:45

http://anapress.net/a/576975012795879
43
مشاهدة


تحقيق: "الأزمة السورية".. ورقة على طاولة المقامرة الدولية

حجم الخط:

ورقة على طاولة المقامرة الدولية هي الأزمة السورية.. اجتماعٌ هنا وهناك، مؤتمر ينتهي وآخر يبدأ، تصريحات برّاقة ما إن تقترب من موعد الاستحقاق تتضح معالهم ما تحويه من سراب خادع، قرارات أممية عاجزة.. والنتيجة قتلى ضحايا بالملايين، ما بين قتلى ومصابين ومشردين ومهجّرين.

وإذ يظل اللاعبون الرئيسيون على مائدة المقامرة الدولية هما واشنطن وموسكو، فإن الورقة السورية تظل كذلك رهن إرادتهم عقب أن تحولت البلد لملعب لتصفية الحسابات والحرب بالوكالة بين الجميع.. وفي هذا الصدد يستعرض خبراء ومحللون سوريون في تصريحات متفرقة لـ "أنا برس" توقعاتهم بشأن مستقبل الموقفين الروسي والأمريكي إزاء الأزمة السورية.

يقول أستاذ العلاقات الدولية الدكتور وسام العلكة ابتداءً ردًا على سؤال "هل تركت واشنطن الساحة للروس؟": بالتأكيد لن تترك الولايات المتحدة الساحة السورية للروس دون ثمن، لكن الظروف التي تمر بها الولايات المتحدة حاليًا تجعلها عاجزة عن القيام بأي عمل عسكري في سوريا قد تكون له تبعاته السلبية على الإدارة الأمريكية القادمة .

صراع أجنحة

لذلك نرى هناك صراع أجنحة داخل الإدارة الأمريكية بعضهم يطالب بمواجهة روسيا في سوريا بشكل غير مباشر من خلال توجيه ضربات عسكرية لمواقع حيوية يستخدمها النظام في شن غاراته الجوية ضد المدنيين في حين يوجد جناح آخر يفضل الاستمرار بالتنسيق الدبلوماسي مع روسيا في حين يدفع جناح ثالث إلى المزيد من التورط الروسي في المستنقع السوري .

وتابع: "لذلك اعتقد أن أي اتفاق يمكن التعويل على استمراره بين الروس والأمريكيين مؤجل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة في بداية العام المقبل".

وأفاد بأن "موقف الإدارة الأمريكية الجديدة سيكون من الصعوبة بحيث لا يمكن التنبؤ به حالياً، لأنه يتوقف على الشخص الذي سيفوز في الانتخابات والاستراتيجية التي سيتبعها..  لكن أياً كان الفائز في هذه الانتخابات سيحتاج لدعم داخلي كبير للقيام بتغيير الاستراتيجية التي سبق أن اتبعتها إدارة أوباما والمتمثلة بعدم الرغبة بالتورط بأي عمل عسكري خارجي يترتب عليه خسائر بشرية أمريكية".

التواجد العسكري

وبشأن الروس، قال إن الهدف الأساسي من تواجدها العسكري في سوريا هو دعم نظام الأسد وليس محاربة الإرهاب. مؤكدًا أن موسكو تعمل على اتباع ذات الاستراتيجية التي تنفذها منذ تدخلها في سوريا القائمة على كسب المزيد من الوقت للقضاء على فصائل المعارضة المسلحة خاصة في مدينة حلب لما لها من أهمية استراتيجية كبيرة مستفيدة من الصمت الأمريكي والإقليمي والدولي على جرائمها هناك،  وتردد الدول الداعمة للثورة السورية في تزويد الثوار بالأسلحة النوعية المضادة للطائرات دون موافقة الإدارة الأمريكية الأمر الذي يجعل طائرات تصول وتجول في الأجواء السورية دون وجود أي خطر يتهددها.

تنازل

وفي المقابل، رأى المحلل السوري مضر الأسعد أن "أمريكا تركت الساحة عائمة وقابلة لكل الاحتمالات ولهذا تغاضت عن تدخل حزب الله وإيران والعصابات المدعومة من إيران وروسيا مثل أبو الفضل العباس والنجباء والزينبيات والحسين وغيرها من التشكيلات الإرهابية..  وبعد أن تعرضت تلك التشكيلات إلى خسائر كبيرة تدخلت روسيا لحماية النظام من السقوط وبنفس الوقت لتحجيم دور إيران ومن معها في الشأن الداخلي السوري وخاصة بعد الاتفاق الذي جرى عام 2013 بين النظام السوري والعراق وإيران لمرور الغاز الإيراني إلى البحر المتوسط فكان التدخل الروسي بالموافقة والتغاضي الأمريكي الإسرائيلي".

 وبذلك جعلت واشنطن كل الأوراق بيد روسيا بالعلن ولكن بيد إسرائيل من تحت الطاولة لعدة أسباب من أهمها الإبقاء على الأسد لحماية مصالح روسيا وإسرائيل والأمر الآخر لضرب كل من يعارض السياسة الأمريكية في سورية أي جعل روسيا ( الناطور أو الدركي ) داخل سورية

واستطرد: "كذلك لقيام روسيا بالتسهيل في تدمير الأسلحة الغير تقليدية في سورية والتي كانت من مطالب إسرائيل فعملت روسيا على ذلك وحققت رغبة إسرائيل".

وحول توقعاته للموقف الأمريكي من الأزمة السورية عقب الانتخابات الرئاسية المرتقبة، قال "سيكون في تحسن نحو دعم الثورة السورية وتحجيم الدور الإيراني الروسي الذين تمادوا كثير على حساب توقعقع الدور الأمريكي وخاصة أن هناك ضغوط كبيرة من داخل امريكا لوقف المجازر في سورية التي تسبب بها الاحتلال الروسي الإيراني وحزب الله". وأردف قائلًا "أنا اتوقع الإدارة القادمة ستكون أكثر جدية وحزما في معالجة الموضوع السوري ومساعدة الجيش السوري الحر".

الساحة السورية

وإلى ذلك، رأى المحلل السياسي حسام النجار أن "أمريكا بالأصل لم تخرج من الساحة السورية، فأمريكا تتواجد في سوريا بعدة عناصر، فهي تتواجد عن طريق المليشيات الكردية وعبر تنظيم الدولة أيضا .. أمريكا تعمل من الخلف وتترك حلفائها (الكرد وداعش) للتحرك في الساحة السورية، وسيذكر التاريخ أن افضل رئيس أمريكي مر عبر تاريخ الولايات المتحدة هو الرئيس أوباما، إذ حقق ما تصبوا إليه  واشنطن من دون أن تتدخل بشكل مباشر في منطقة الشرق الأوسط، وبالتاي جرت روسيا إلى المستنقع السوري واستنزافها. وفق تصريحاته.

وبالتالي أمريكا لم تترك الساحة السورية للروس إنما بالأصح هي تشرف على العملية بكاملها ، وذلك يصب في النهاية لمصلحة إسرائيل في المنطقة ، بخلق كانتونات صغيرة وضعيفة.

وقال إن الأمريكان لا يعملون كفرد وإنما السياسة الأمريكية تعمل وفق مؤسسات هي التي تدير الولايات المتحدة سواء جاء ترامب أو كلينتون، وصحيح أن هناك بعض الأشياء التي يتحكم بها الحزب الحاكم (مسائل السلم والحرب) ولكن هناك أيضا مؤسسات عسكرية واستخباراتية هي التي تقييم الوضع ، والرئيس ليس إلا واجهة في هذه الأمور. وبالتالي سواء جاءت كلينتون أو جاء  ترامب لن يتغير شيء بالنسبة للأزمة السورية، لأن الساسة الامريكية هي واحدة تجاه العرب عموما وسوريا خصوصا، فأنا لا اعتقد أنه سيتغير شيء.