المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

محللون لـ "أنا برس" في نهاية 2019: المجتمع الدولي لم يعد معنيا بما يجري في سوريا

 
   
12:27

http://anapress.net/a/539440428975016
2370
مشاهدة


محللون لـ "أنا برس" في نهاية 2019: المجتمع الدولي لم يعد معنيا بما يجري في سوريا
جانب من معاناة السوريين- أرشيفية

حجم الخط:

ثمان سنوات مرت منذ بداية الأزمة السورية..  تطورت الأمور وتشعبت، ولم تنجح كل المبادرات والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي عقدت خلال السنوات الماضية في وضع حد لما أصبح أزمة زادتها التدخلات الإقليمية والدولية تعقيدا.

الملف السوري بين مد وجزر تتقاذفه القوى الفاعلة فيه سعياً لتحقيق مصالحها ليس على المستوى السوري وحسب بل على المستوى العالمي أيضاً، ولذلك اتخذت تلك القوى من الملف السوري ورقة ضغط تجاه بعضها البعض، كما يؤكد  محللون خلال حديثهم لـ "أنا برس".

أيام وينتهي العام 2019 بما حمله من مجريات سياسية وعسكرية على الملف السوري.. والذي بدأ يتعقد فيه المشهد أكثر فأكثر بسبب التدخلات الدولية والإقليمية.

مع دخول الأزمة عامها العاشر، فهل ما تزال هناك فرص للحل السياسي للملف السوري؟ وأي مستقبل ينتظر البلد ونحن ندخل عام 2020؟ وما الخيارات المتبقية أمام المعارضة السورية؟

مصالح خاصة

يقول عضو هيئة التفاوض السورية، الدكتور إبراهيم الجبان لـ "أنا برس": إن روسيا وأمريكا ومعها بعض الدول الإقليمية لم يعد يهمها أي حل في سوريا.. بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها على الأرض السورية؛ فروسيا والمتحالفون معها تسعيان لتحقيق مكاسب وحضور واستعادة نفوذها كقطب من خلال استخدامها للقوة المفرطة وارتكابها المجازر ضد الشعب السوري. 

واستطرد: وبالمقابل أمريكا وحلفاؤها تسعى لتحقيق مصالحها العالمية من خلال وضع يدها على منابع الثروات الطبيعية وإمساكها بالعصا من وسطها ومن خلال انتهاجها نهج فرض العقوبات هنا وهناك رغم إدراكها أن الأنظمة لا تتأثر بتلك العقوبات إلا بعد مرور زمن طويل وخلال هذا الزمن المتأثر الوحيد من عقوباتها هي الشعوب ليس إلا.

وشدد على أن "هناك قوى من كلٍ من الجانبين أو من جانب ثالث تسعى لتحقيق مصالحها بالتدخل العسكري تارة أو باستخدام نفوذها السياسي على أطراف النزاع تارة أخرى".

وتابع الجبان إلى أنه في العام 2019: "شهدنا تطورات متناقضة في الملف السوري وهي تتماهى مع تبدلات المواقف الدولية بين اتفاق هنا واختلاف هناك..في العموم أرى أن هذا الملف ازداد تعقيداً مع إصرار روسيا على الحسم العسكري وزيادة بطشها واستخدام قوتها المفرطة ضد الشعب بذريعة محاربة الإرهاب وهي أبعد ما يكون عن ذلك لأننا بتنا ندرك أنها وحلفائها من يدعم الإرهاب ولم ولن تستهدفه بيوم من الايام".

وبحسب الجبان، فإن "إصرار روسيا التي تحاول إعادة أمجاد القيصرية، وكذلك بعض من الدول التي تحاول إعادة أمجاد تاريخها يقابله رفض أمريكي ومعه رفض أوروبي ولم تأبه لمتطلبات الآخرين.. بينما الشعب السوري منقسم إلى شريد ومهجر وقتيل وجريح وقسم يحارب هنا أو هناك بالوكالة وهذا الانقسام يضعف المعارضة في محاولات إيصال صوت الشعب وفي ثقوب التفاوض إن وجد بعد جهد".

ويختم الجبان حديثه لـ "أنا برس" قائلاً: "في الأخير القضية السورية تزداد تعقيداً مع إصرار القوى الفاعلة كل على موقفه في غياب العامل الإنساني والوجداني لديها.. حيث شعوب تلك القوى لا تتأثر ولا يصيبها ما يصيب السوريين فهم بذلك غير متعجلين ما دام الدم المسفوك ليس من دمهم وحتى الأموال المدفوعة ليست من موازناتهم". (اقرأ/ي أيضاً: في الحصاد السنوي للملف السوري.. محلل سياسي لـ"أنا برس": لسنا أمام انفراجات حقيقية للأزمة).

ضجيج بلا طحن

وبدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي المعارض، أحمد مظهر سعدو، أن المسألة السورية خلال عام 2019 شهدت الكثير من التحركات، والعديد من التوقفات، لكن تشكيل اللجنة الدستورية، على مستوى التفاوض بين النظام والمعارضة كان أهمها، بالرغم من تقويض العملية برمتها من قبل النظام السوري.

ويتابع سعدو: كذلك فإن عام 2019، هو العام الأكثر دموية، بالنسبة لإدلب وريف حماة، حيث تمكن النظام ومعه روسيا والميليشيات الطائفية من قضم الكثير من ريفي حماة وادلب، وهو الذي ما يزال مستمرًا بالقضم والقتل، لذلك فإن المقتلة والمحرقة المستمرة ضد الشعب السوري، مازالت متواصلة فصولًا ، ولا شيء في الأفق يوحي بركونها إلى تهدئة ما، أو قبول من الطرف الروسي الذي يدير نظام الأسد، بأي هدنة جدية، أو تراجع عن كل الذي يعتزمون القيام به من استمرار في القضم والقتل.

 وأشار سعدو إلى أنه بات واضحا تماما، أن ما يسمى بالمجتمع الدولي، لم يعد معنيًا بما يجري في إدلب، وهو بذلك يكون قد سلم النظام السوري للروس، بل سلم معظم الجغرافيا السورية لهم، إلا آبار النفط في الشمال الشرقي لسورية.

ويرى المحلل السياسي السوري، أن قانون قيصر الذي اقترب كثيرًا من الصدور بعد توقيعه من مجلس الكونغرس الأميركي، يعتبر الإنجاز الأهم للشعب السوري، الذي سيساهم في لجم الاجرام الأسدي، وخنق كل من يساعده، حتى أصبح النظام السوري بمثابة الطاعون، الذي لا يجوز الاقتراب منه أبدًا.

واعتبر سعدو أن المسألة السورية مازالت تراوح بين أيدي الكبار ودول الإقليم، ولا جدية مطلقًا، في أي عمل حقيقي وصولًا إلى العملية السياسية أو الانتقال السياسي، وهذا يؤشر إلى حالة من التخلي غير المسبوقة عن شعب يُقتل يوميًا في إدلب ومحيطها، تحت سمع وبصر العالم. من هنا فإنه لا يبدو أن الأمل يقترب من أي واقع سوري نحو أية انفراجات قادمة.

لا انفراجة

وذهب الخبير العسكري المعارض، أحمد حمادة إلى أنه يتواجد الآن في سوريا قوى إقليمية ودولية.. والسوريون بمختلف أطيافهم معارضة ونظام-لا حول ولا قوة لهم- ..مشيرا إلى أنه لا بوادر لأي انفراج للمسألة السورية في ظل ما يجري على الأرض.

وأشار حمادة إلى الصمت الدولي على "إجرام نظام الأسد" والذي ينبأ بطول الأزمة السورية.. بسبب اختلاف مصالح الأطراف.. وبالتالي ازدياد معاناة الشعب السوري الذي لا أحد يكترث بحاله.. والروس ومن معهم  يستأسدون على شعب تخلى عنه العالم، على حد وصفه.

واختتم حديثه  بقوله: "قانون قيصر يمكن أن يقدم بارقة أمل بالضغط على النظام والروس وإيران.. ولكن حتى الآن لا توجد تفاهمات على إنهاء معاناة السوريين الذين لم يقبلون إلا بالحرية وطرد عصابة أسد الإجرامية"