المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مصير الفصائل المتشددة في إدلب مع انتهاء مهلة انسحابها

 
   
15:12

http://anapress.net/a/431844713299984
664
مشاهدة


مصير الفصائل المتشددة في إدلب مع انتهاء مهلة انسحابها
مقاتلون في إدلب- أرشيفية

حجم الخط:

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى مصير محافظة إدلب بعد اتفاق سوتشي الذي ضمن حلاً جزئياً أو مؤقتاً لمصير ملف المحافظة العالق بين أطراف القضية السورية، المعارضة والنظام السوري والدول الضامنة (تركيا وروسيا)، ومع انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الفصائل المتشددة من المنطقة العازلة بحسب اتفاق سوتشي، تثار تساؤلات حول إمكانية تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للاتفاق وهو تفكيك وحل وترحيل الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومنها الحزب الإسلامي التركستاني وفصيل حراس الدين وخلايا جند الأقصى التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وكذلك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

 ومن أبرز الفصائل التي رفضت اتفاق إدلب "تنظيم حراس الدين"، المحسوب على القاعدة و"أنصار الدين"، وذلك في بيانات رسمية لهم.. لكن التنظيم الأبرز في المحافظة "تحرير الشام" لا يزال ينتظر حتى اللحظة، ولم يعلن موقفه بشكل نهائي.

وكانت لهذه الفصائل نشاطات بارزة في ساحات المعارك الدائرة في سوريا، ولاسيما الحزب الإسلامي التركستاني الذي أسهم بشكل كبير في تحرير محافظة إدلب من النظام السوري في وقت سابق، والمشاركة الفاعلة في معارك ريف اللاذقية، بالتالي فإن مصير التنظيمات الإرهابية في إدلب ولاسيما التركستاني وخلايا جند الأقصى، غير واضح.

التأثير الأكبر لهيئة تحرير الشام وليس لحراس الدين والمجموعات القريبة من القاعدة التي ليس لها تأثير على الأرض
 الديواني

المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن اليوم الاثنين، انتهاء المُهلة التي حددها الاتفاق "الروسي - التركي" للفصائل المتشددة، من أجل إخلاء المنطقة العازلة في إدلب، من دون رصد انسحاب أي منها. وأكد المرصد، بحسب فرانس برس، عن أنه لم يتم رصد انسحاب أي من عناصر المجموعات المتشددة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها مع انتهاء المهلة المحددة لذلك.

وبحسب الخبير الاستراتيجي منذر الديواني (الباحث في شؤون الجماعات الجهادية) فإن هناك ضغوط تركية كبرى على الفصائل كافة وبينها المتشددة لتطبيق الاتفاق بحذافيره؛ من أجل ضمان حمايتها من هجوم للنظام السوري بدعم روسي.

ويعتبر الديواني، في تصريحات لـ "أنا برس"، أن عدم قبول "النصرة" بحلّ نفسها والاندماج مع العناصر الأخرى سيجعلها ليست هدفاً للمعارضة المعتدلة فحسب، بل للجانبين التركي والروسي، اللذين سيتعاونا معًا عسكريا بصورة حتمية في هذا الشأن؛ للخلاص من شرّها، فالأمور لم تعد كما كانت سابقًا.

الخبير العسكري أحمد الرحال، يعتقد بأنه  يمكن لتركيا التوصل مع "تحرير الشام" ها إلى حل، والحزب التركستاني أيضا يمكن أن يوجد له حل، وينقل معلومات وصلت إليه تفيد بأن الحزب التركستاني وافق على الخروج، وتبقى المشكلة الكبيرة والشاقة بحراس الدين وأنصار الدين المقربان من جند الأقصى التابع مباشرة لتنظيم داعش، حسب ما أكده لـ "أنا برس" في تصريحات سابقة.

وكانت الأمم المتحدة قد أدرجت مقاتلي التركستاني على قائمة المنظمات الإرهابية في العام 2001، كما أعلنته الولايات المتحدة جماعة إرهابية في العام 2009، بينما اعتبرته موسكو كذلك أيضاً عام 2006. بالتالي فمن المحتمل أن أية عملية مرتقبة في إدلب سيكون الحزب الإسلامي التركستاني أحد التنظيمات الأساسية التي سيتم استهدافها وإنهاء وجودها بذريعة مكافحة الإرهاب فيها، إضافة لتحرير الشام وحراس الدين. (اقرأ/ي أيضًا: أهالي إدلب.. المُحارب لا يعرف "الاستراحة" انتظارًا لـ "معركة مؤجلة").

موقف تحرير الشام

ورغم انتهاء المهلة، ما تزال الأنباء متضاربة بشأن موقف هيئة تحرير الشام التي تسيطر على أجزاء واسعة من المحافظة، فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن تحرير الشام أعلنت تمسّكها بخيار "القتال" مع تقديرها للجهود المبذولة "لحماية المنطقة المحرّرة" وتحذيرها في الوقت نفسه من مراوغة روسيا. (اقرأ/ي أيضًا: هدد بـ "خيارات أخرى" في إدلب.. المعلم: نتلمس حلاوة النصر).

وحسب الوكالة، فإن الهيئة أكدت أنها لن تتخلى عن سلاحها ولن "تحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلا لتحقيق أهداف ثورتنا"، وكذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن الهيئة نشرت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها "مستمرة في القتال ولن تخرج من المنطقة العازلة في إدلب".

ويرى الديواني، أن التأثير الأكبر هو لهيئة تحرير الشام وليس لحراس الدين والمجموعات القريبة من القاعدة التي ليس لها تأثير على الأرض، فالهيئة كما يشير الديواني، لا تزال على علاقة مع تركيا، ذلك أن أنقرة لم تقطع علاقتها بها، وتعمل على ترويض الهيئة تدريجيًا، كما أن ملف التعامل مع تركيا بيد الجولاني، ولا ينازعه فيه أحد من القادة،‏ وهو يتعامل مع الأتراك بحذر، وهم يتعاملون معه بتوجس، فكل منهما حذر من الآخر

‏ويعتقد بأن "الجولاني إن خضع لرغبة الأتراك فقد يواجه مشاكل من داخل الهيئة، وإن قاوم وعاند الأتراك، فسيخسرهم، وهو براغماتي لا يريد خسارة الأتراك، ولا الأتراك يريدون خسارة الهيئة، ‏ثم حتى وإن رغب الجولاني في الاندماج مع الجبهة الوطنية، فكثير من المقاتلين والقواطع لا تجاريه في اختياره، ولا توافقه في قراره، وقد تنضم للحراس أو المجموعات القريبة منهم فكريا".

الحرب على الفصائل المتشددة

مصير الجماعات الجهادية التي جل عناصرها مهاجرين كالحزب التركستاني وأجناد القوقاز وجند الشام (الشيشانيين) وباقي المجموعات وفق مراقبون، مرتبط بما ستعلنه هيئة تحرير الشام، التي قد يحدث بينها شرخ بين مؤيد ومعارض للاتفاق. وقد تضطر تركيا إلى اللجوء للقوة بمساندة فصائل الجيش الحر كالجبهة الوطنية للتحرير وفصائل درع الفرات وغصن الزيتون التابعة لها، للقضاء على المجموعات الجهادية الرافضة للانسحاب، وفق موقع عربي 21، الذي ذكر أنه في المقابل هذا سيترتب عليه تعقيدات واستنزاف للجميع في ظل الوضع الراهن وساحة الحرب المعقدة، وما سيتبعه من تغيرات قد يستفيد منها النظام والروس، بتغيير محاور الاتفاق والبدء بعمل عسكري يقضي على المنتصر من الاقتتال. (اقرأ/ي أيضًا: خيارات تركيا في مواجهة "الفصائل المتشددة" للانسحاب من المنطقة العازلة).

وأكد سنان أولجن وهو ديبلوماسي تركي سابق ومحلل لدى مركز كارنيغي في أوروبا: إن "المشكلة الأساسية هي المسلحون الأجانب لأنه لم يعد لديهم مكان يلجأون إليه". وأشار أولجن إلى أن تركيا تعلق آمالها على الانقسامات المحتملة بين الأصوليين، وتتوقع أن المسلحين السوريين سيكونون أكثر ميلاً الى تسليم سلاحهم من الأجانب، وفق رويترز.

ووفقاً لما تقدم، فإنه من المحتمل أن أية عملية مرتقبة في إدلب ستكون الفصائل المتشددة كفصيل حراس الدين الذي رفض الاتفاق الروسي التركي، وكذلك فصيل أنصار الدين، وأيضا هيئة تحرير الشام، (إلا إذا غيرت موقفها في اللحظات الأخيرة كما تفعل في معظم الأحيان)، هي المستهدفة من قبل أكثر من طرف إقليمي ودولي. أو قد يكون هناك سيناريو مغاير وهو إجراء مفاوضات مع هذه الفصائل تقضي إما بتسليم أنفسهم، مقابل إخراج عائلاتهم بشكل آمن، أو نقلهم بشكل كلي مع عائلاتهم إلى خارج الأراضي السورية.




كلمات مفتاحية