المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مشكلات وتحديات خاصة تواجه 30 ألف طالب سوري في مصر

 
   
11:27

http://anapress.net/a/395440357789651
749
مشاهدة


مشكلات وتحديات خاصة تواجه 30 ألف طالب سوري في مصر
مراكز تعليمية سورية- أرشيفية

حجم الخط:

يحمل عمر (صاحب الـ 13 عاماً) حقيبته كل صباح منتظراً أمام منزله حتى يأتي "الباص" ليقله لا إلى المدرسة المُقيد بها والتي يؤدي أمامها امتحاناته لنيل الشهادة، لكن إلى "مدرسة سورية" هي في حقيقة الأمر مركز تعليمي مُنظم، يختص أساساً بتعليم السوريين.. هذا حال عمر خلال العامين الماضيين في الموسم الدراسي.

والدا عمر –كما عديد من السوريين- ألحقا ابنهما بالمركز لتفادي مشكلات وتحديات كثيرة ومختلفة إن اقتصر الأمر على المدرسة الحكومية المُقيد بها نجلهما. يتحدث عمر لـ "أنا برس" عن واحدة من تلك التحديات بقوله: "هنا (أي في المركز) لا أجد مشكلة في التأقلم أو اللهجة.. المعلمون سوريون ويتحدثون باللهجة السورية بخلاف المدرسة التي يتحدث فيها المعلمون مصريون".

وقد فتحت عديد من تلك المراكز أبوابها مبكراً قبل بدء العام الدراسي. وويبدأ الموسم الدراسي الجديد في مصر بُعيد أيام قليلة (في 22 سبتمبر/ أيلول الجاري تحديداً)، وتبدأ معه معاناة الأسر عامة، وبشكل خاص الأسر السورية، في ظل زيادة الأعباء المادية المعتادة خلال الموسم.

وعلى رغم أن الحكومة المصرية تُعامل الطالب السوري بنفس معاملة الطالب المصري، إلا أن ثمة عقبات عديدة تلاحق الطلاب السوريين في مصر، ليس أولها مسألة اللهجة والتأقلم ولا آخرها مسألة الأعباء المادية فقط.

مراكز خاصة

يضطر كثير من أولياء الأمور السوريين إلى إلحاق أبنائهم بمراكز تعليمية سورية خاصة، من تلك المنتشرة في محافظات الجمهورية كافة وبشكل خاص في المناطق الشهيرة بالتواجد السوري مثل مدينة السادس من أكتوبر، لتأمين أجواء تعليمية مناسبة لأبنائهم.

تتفاوت أسعار مصروفات المراكز السورية –التي تجمع بين مزايا المدرسة ومزايا المركز التعليمي، فتأخذ من الأولى نظامها الصارم والمواعيد اليومية الثابتة، بينما من الثانية عدم التقيد بزي موحد للطلاب- في خطٍ متوازٍ مع شكاوى مُتعددة يسوقها أولياء الأمور عبر ردهات مواقع التواصل الاجتماعي وبالمجموعات المغلقة الخاصة بالسوريين في مصر، والتي رصدتها "أنا برس" في الوقت الذي تتسابق فيه تلك المراكز بنشر إعلاناتها عبر "السوشيال ميديا" لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الطلاب السوريين، وسط مزايا "تقسيط" المصروفات التي تتفاوت ما بين 300 إلى 3500 جنيه (الدولار يعادل 16.5 جنيه تقريباً) شهرياً.

وطبقاً للأرقام التي قدّرها مدير مكتب الائتلاف السوري بالعاصمة المصرية "القاهرة" عادل الحلواني، في تصريح خاص لـ "أنا برس"، فإن هناك قرابة الـ 30 ألف طالب سوري في مصر في المرحلة الأساسية، بخلاف أكثر من سبعة آلاف طالب سوري في مرحلة الدراسة الجامعية.

وبخلاف ارتفاع المصروفات، تحدث صاحب إحدى المراكز التعليمية السورية في مصر ويدعى أمير شهلة، عن ثلاثة إشكاليات رئيسية تواجه العملية التعليمية بالنسبة للسوريين في مصر وتجعل الطلاب يتوجهون للمراكز التعليمية، أول إشكالية مرتبطة بتكدس الطلاب في المدارس الحكومية المصرية، ما يجعل الطالب السوري لا يجد مكاناً للجلوس فيه حتى، الأمر الذي يدفعه إلى المراكز التعليمية السورية.

إشكاليات

الإشكالية الثانية التي يتم التغلب عليها من خلال المراكز السورية، هي مشكلة "اللهجة" والتأقلم في المدارس المصرية، علاوة على الإشكالية الثالثة والمرتبطة بتسرّب عدد من الطلاب السوريين من المدارس خلال عمليات نزوحهم داخل سوريا وخارجها وحتى وصولهم إلى مصر وقيدهم بالمدارس في مراحل دراسية متقدمة بينما بعضهم لا يستطيع القراءة والكتابة حتى، ومن ثم نقوم في مراكزنا بإعطائهم دورات صيفية داعمة لهم لتعويض ما فاتهم.

(ارتفاع المصروفات، ومشكلات التأقلم واللهجة والاستيعاب، فضلاً عن ضعف المستوى نتيجة التسرب) جانب من المشكلات الرئيسية التي لا تزال تواجه الطلاب السوريين في مصر بشكل خاص، وهي مشكلات خاصة تنضم إلى عديد من المشكلات المشتركة الأخرى التي تتسم بها العملية التعليمية في مصر، أبرزها مشكلات التكدس في المدارس الحكومية، وارتفاع مصروفات المدارس الخاصة والدولية.  

تحدثت "أنا برس" مع عددٍ من أولياء الأمور حول هذه المشكلات المتواصلة وكيف يتعاملون معها، فقال أبو حازم (سوري مقيم في مدينة السادس من أكتوبر) إن المشكلة الأكبر بالنسبة له هي مشكلة المصروفات المدرسية، بخاصة ان لديه أسرة كبيرة بها ثمانية أبناء، وبالتالي هو يفكر جدياً في حرمان نصفهم على الأقل من التعليم في مقابل توفير تعليم مناسب للنصف الآخر"، مستنكراً رفع المراكز التعليمية السورية أسعارها ومصروفاتها بصورة تثقل كاهل السوري المتواجد في مصر والذي يعاني أصلاً من مشكلات عديدة أخرى، وقد كان حري بها أن تخفض المصروفات مراعاة لذلك.

السيدة (س.م) وهي سورية مقيمة بمدينة السادس من أكتوبر أيضاً، فتصف مصروفات المراكز التعليمية بـ "المبالغ بها بصورة كبيرة" وترى أن العملية التعليمية تحولت إلى تجارة، وللأسف المتضرر في الأمر هم السوريون الذين لا حول لهم ولا قوة، مشيرة في السياق ذاته إلى أن معاناة الأسر تتزايد في الموسم الدراسي، بخاصة الأسر التي لديها أكثر من ابن في المراحل التعليمية المختلفة.

بينما (ن.د) فتقول إن ثمة مراكز خيرية تقدم دروساً مجانية أو بأسعار رمزية للغاية (أسعار التشغيل) في بعض المناطق، تقوم بإلحاق أبنائها بتلك المراكز الخيرية التي يقيم عليها سوريون في منطقة المعادي بالقاهرة، يتم تعليمهم فيها اللغة الإنجليزية والرياضيات وغير ذلك، في الوقت الذي يداوم فيه أبناؤها بالمدارس الحكومية المصرية المقيدين بها على رغم مشكلة التكدس وزيادة الكثافة، وقد نجحوا في التأقلم مع الوضع خلال العام الماضي.