المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

محللون لـ "أنا برس": عملية "نبع السلام" أفرزت خارطة جديدة.. وقضت على حلم "روج آفا"

 
   
12:11

http://anapress.net/a/31634773007649
524
مشاهدة


محللون لـ "أنا برس": عملية "نبع السلام" أفرزت خارطة جديدة.. وقضت على حلم "روج آفا"
ترامب وأردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

يبدو أن العملية العسكرية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا في مناطق شرق الفرات ضد قوات "قسد"، أفرزت تطورات جديدة على خارطة السيطرة العسكرية في سوريا بشكل عام، وفي الشمال السوري بشكل خاص.

سعت تركيا من خلال عمليتها "نبع السلام" تحقيق عدة أهداف، ولعل أهمها هو إبعاد الأحزاب الكردية الانفصالية، وقوات سوريا الديموقراطية من بقعة جغرافية، على الحدود السورية التركية من تل أبيض شمال الرقة، وصولاً إلى مدينة رأس العين شمال الحسكة وعشرات القرى الصغيرة المنتشرة بين هاتين البلديتين وصولاً إلى الأوتوستراد الدولي.

 ومن أهداف هذه العملية -كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- تأمين عودة مليون إلى مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة، مشيراً إلى أن العملية العسكرية "لم تكن حدثا فوريا، فالإعداد لها بدأ قبل 3 - 5 أعوام"، وأن "القوات المسلحة التركية لن تغادر المنطقة لأن ضمان الأمن هناك يتطلب ذلك".

وقال أردوغان في تصريحات اليوم الاثنين: "لم نجلس مع التنظيمات الإرهابية على طاولة للتفاوض، ولن نفعل ذلك على الإطلاق"... مشددا على أن تركيا تريد الدفاع عن حدودها، والتأكد من أن يعود اللاجئون بطريقة آمنة إلى أرضهم، وقال أردوغان: "لا نريد القتل أو الظلم، هدفنا تأمين حقنا وحق إخوتنا".

وتابع أردوغان قائلا: "سنقف في مواجهة أي طاغية، وسنواصل وصف الإرهابي بأنه إرهابي والظالم بأنه ظالم دون أي تمييز"... وفي شأن عملية "نبع السلام"، قال أردوغان إن "جزءا كبيرا من مهلة الـ 120 ساعة انتهى، ولدينا غدا زيارة إلى روسيا وبعدها سنقوم بالخطوات اللازمة".

اقرأ/ي أيضا: أردوغان يهدد باستئناف عملية "نبع السلام".. وقوات "قسد" تعلن انسحابها من رأس العين

وتثار عدة أسئلة حول تحقيق تركيا لأهدافها وخاصة مع الاتفاق الأمريكي التركي بإيقاف العملية العسكرية التركية، وإعطاء قوات "قسد" لمهلة الـ 120 ساعة. ويقول رئيس مجلس أحرار سوريا سابقا، المعارض أسامة بشير لـ "أنا برس": نستطيع القول إن عملية نبع السلام حققت أهدافها، ورغم أن الولايات المتحدة كانت تعتقد بأن قسد ستصمد وتقاتل وتخوض حرباً طويلة تكبد تركيا خسائر بشرية تؤدي إلى غضب شعبي في تركيا ضد أردوغان ونبع السلام إلا أنها تفاجأت بالانهيار السريع لها.

وتابع البشير: لذلك علت الأصوات الأميركية والأوربية والعربية مطالبة بوقف الهجوم التركي.. وطبعا لم يوقفها أردوغان إلا بعد أن وافقت أميركا على كل شروطه وهذا يعتبر نصراً.. لقد فرض شروطه فنفذت فكيف لا تعتبر نصراً.

وبحسب البشير، فإن واشنطن ومعها الدول الأوروبية عندما رأت الجماح التركي وصلابة موقفهم وعدم انصياع أردوغان وتركيا للتهديدات بفرض عقوبات اقتصادية عملت أميركا على الانصياع لمطالب تركيا وكانت لهجة التودد مع أردوغان.. وأيضاً تم تحجيم الدور الروسي بهذا الاتفاق فنحن نرى أن روسيا خارج هذه التفاهم التركي الأميركي.

حلم قسد

ويرى البشير أن العملية العسكرية التركية قد أنهت حلم قسد بـ "روج آفا" وكانت نبع السلام درسا قاسيا لقسد وأخواتها وهم لم يتعلمو الدرس فقد تخلت عنهم أميركا في عفرين وتخلت عنهم في كركوك سابقا عندما اراد مسعود البرزاني ضم كركوك فخلال ساعات دخلها الجيش العراقي أمام صمت أميركي.. وهاهي تتخلى عنهم في الشرق.

ويعتقد البشير بأن أميركا تريد من قسد أن تبق ميليشيا دون كيان إداري ونبع السلام هي بموافقة أميركية.. لأن أميركا كانت تعتقد أنها ستورط تركيا بحرب طويلة الأمد ولكن خابت آمالهم ونبع السلام نصرا لتركيا ونصرا لسوريا فقد حطمت حلم قسد بإنشاء كيان.. وتركيا خرجت قوية محققة أهداف معركتها.

وبدوره يؤكد الخبير العسكري المعارض، العقيد أحمد حمادة لـ "أنا برس"، إن العملية العسكرية لم تتوقف ولكن العملية تم إيقافها بتوافق أمريكي تركي 120 ساعة.. حتى يتبين بأن ميليشيات "قسد" قد نفذت بنود الاتفاق والانسحاب من المنطقة المتفقة وفق الاتفاق الأمريكي التركي.

وأوضح حمادة بأن الاتفاق يقضي بأن تنتشر القوات التركية ومعها قوات الفصائل المعارضة على كامل الحدود التركية السورية، بحدود 440 كيلومتر وبعمق 32 كيلومتر.. وسحب قوات "قسد" لقواتها وتسليم كافة أسلحتها الثقيلة، وتدمير كل التحصينات الموجودة.

الاتفاق

وبحسب الخبير العسكري فأنه في حال عدم تنفيذ "قسد" لبنود الاتفاق فأن العملية العسكرية ستستمر.. مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس التركي ووزير الدفاع بالأمس قد توعدت باستمرار العملية في حال انتهاء مهلة 120 ساعة وعدم تطبيق الاتفاق من جانب الميليشيات الكردية.

ويعتبر حمادة بأنه في حال تنفيذ بنود الاتفاق الأمريكي التركي.. فأن العملية العسكرية "نبع السلام" تكون قد حققت أهدافها.. وذلك بأن السياسة هي استكمال للأعمال العسكرية على الأرض.. منوها بأن تركيا جادة بشكل كبير لتطهير كل الحدود التركية السورية من الميليشيات الكردية.

الناتو

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي والمعارض عبد الرزاق الحسين خلال حديثه لـ "أنا برس"، إنه بعد اتخاذ تركيا القرار بالدخول إلى الشمال السوري، وضعت تركيا نفسها في حالة جدية حرجة بالنسبة للناتو وأمريكا، بمعرفة عميقة ودقيقة للتوازنات الاستراتيجية.

"لذلك كان التسارع الأمريكي قوي في التواصل مع الأتراك لاحتواء الآثار المحتملة الوقوع خارج السيناريو.. لذلك فأن الأتراك حققوا مرحليا بوقت قصير وبضمانات أمريكية لكنها موثقة، ويبدو الأمريكان تعمدوا التواصل الفيزيائي الإنهاء السريع لتحقيق الرغبة التركية دون خلق خلخلة في المنطقة"، وفق الحسين

ويعتبر الحسين أنه في زمن قياسي في حركة عسكرية لم تشمل إلا جزء بسيط من المنطقة الآمنة المحتملة تم بالاتفاق على إخلاء ١٥ % من الخارطة السورية يعني أكثر من ضعفي مساحة لبنان.. وإن كان القرار التركي متأخر لكنه كان دقيق التوقيت في ظروف دولية لم تتمكن الوقوف ضده أوربا بشكل فعلي.

وختم الحسين حديثه، بقوله: يمكن أن تكون العملية ضمن رسالة واضحة بإن دخول تركيا شمال سوريا ليس بأقل أهمية من دخولها قبرص قبل ٤٠ عاما.. ومن الملاحظات المهمة التي عكست قوة الموقف التركي.. بالصحافة الأوربية تحت عناوين مختلفة أهمها (تركيا تهين أوروبا) ولا تهتم لكل ضغوطاتها.