المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تحقيق.. ماذا بعد محادثات الأستانة؟

 
   
10:51

http://anapress.net/a/314022568356696
773
مشاهدة


تحقيق.. ماذا بعد محادثات الأستانة؟

حجم الخط:

المدنيون في سوريا يدفعون الفاتورة الأكبر بتأخر أي حل يفضي لإنهاء النزاع في بلادهم، وهم وحدهم يعلمون حجم المعاناة الموجودة حيث هناك مجاعات بأغلب المناطق المحاصرة وحرمان من الرعاية الصحية والتعليم هذا في المناطق المستقرة، بينما المناطق الواقعة تحت النار الأكثر تضررًا؛ حيث لا توجد فيها أدنى سبل العيش الإنسانية..  فهل تمثل نتائج محادثات الأستانة الفرصة الأفضل لغالبية المناطق المحاصرة للخلاص من أوضاعها والسير على طريق حلحلة الأزمة؟

 

 الأستانة لم يقدم شيئًا مهمًا سوى إيجاد آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.. المعارضة بدأت تجد لغة مشتركة مع روسيا بما يزيد الشقاق بين موسكو وطهران
 د.محمود الحمزة

وأفضت محادثات الاستانة إلى الإعلان عن الاتفاق بشأن آلية "ثلاثية" لمراقبة اتفاقية وقف إطلاق النار والتي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتأكيد على عدد من الثواب في مقدمتها التأكيد على أنه لا حل عسكري للأزمة السورية، فضلًا عن التأكيد على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وكذا "وحدة الأراضي السورية كدولة متعددة الأديان" وأيضًا التأكيد على دعم المسار السياسي لحلحلة الأزمة السورية، مع دعم بدء مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ويشير الأكاديمي السوري الخبير بالشؤون الروسية د.محمود الحمزة في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" إلى أن اجتماع استانة لم يقدم شيئًا مهمًا وفقط اتفقت الدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران على إيجاد آلية لمراقبة وقف اطلاق النار. وأردف: وأنا أشك بالتزام إيران واتباعها. والمهم أن المعارضة بدأت تجد لغة مشتركة مع روسيا لكي تزيد من الشقاق بين روسيا وإيران.

ويستطرد الحمزة: أعتقد أن روسيا مع تركيا مصممين على حل سياسي ما ولكن إيران تريد الحل العسكري وبالتالي من أملهم متابعة العمل والمفاوضات؛ لأن ذلك سيحرج إيران والنظام. ولكن ما نأمله تطبيق قرارات مجلس الامن وجنيف 1 وتشكيل  هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، فبدون رحيل بشار الأسد لن يكون هناك استقرار في سوريا.

وبحسب البيان الختامي للمحادثات، تعهدت كل من (روسيا وإيران وتركيا) بمحاربة داعش وجبهة النصرة وفصلهما عن باقي الفصائل الأخرى. كما تم الإعلان عن انطلاق جولة جديدة من "المفاوضات السورية السورية انطلافا من منصة أستانة تتضمن قضايا أمنية في جنيف.

وبدوره، يقول المحلل السياسي عمر الحبال لـ "أنا برس": واضح من مسار ماحدثات الأستانة أنها لم تخرج بنتائج تصلح لشعبنا وثورتنا. فروسيا وإيران اللتين جاءتا بالأسلحة ومعدات القتل والدمار وتقومان بعمليات غزو همجي على مدى سنوات بالتأكيد لا يمكن أن يقدمان أية حلول، ويحاولون عبر الأستانة ان يحصلوا بالسياسة على ما فشلوا في الحصول عليه بقوة السلاح.

وعلق على البيان الختامي لمحادثات الأستانة بقوله "البيان بتوقيع روسي تركي إيراني مشترك لا تواجد فيه للسوريين المشاركين في المؤتمر ودورهم مجرد شهود الزور على هذه المهزلة. رغم صدور تحفظات وفود ما تسمى معارضة سوريا على هذا البيان. النتيجة أنه خيار الصفر هو ما حصلت عليه تلك الوفود، في المقابل حصلت إيران وروسيا على الكثير سياسياً"، وفق رأيه.

ويتابع الحبال: يجب هنا أن نتساءل هل باستطاعة موسكو الضغط على النظام وإيران، وسنجد جدية موسكو في محاولتها بوقف الهجوم على بردى كخطوة أولى نحو تثبيت وقف إطلاق النار، موضحًا أن السلاح الذي تستخدمه عصابات الأسد وميليشيات المرتزقة منذ اليوم الأول للثورة كان الحصار والاعتقال والتعذيب إضافة للقتل بكل أنواع الأسلحة لإجهاض الثورة لإعادة الشعب الثائر إلى حظيرة العبودية.

ويعتقد بأن فك الحصار وحماية المدنيين خلال الحروب هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي أعفى نفسه منها بكل وقاحة، ولا توجد في الأفق حتى الآن سبل لفك الحصار عن المناطق المحاصرة سوى الحل العسكري بتكافل وتعاون الفصائل مع مساعدة بعض الدول العربية والإقليمية التي لم تقم بما فيه الكفاية لتحقيق تلك المهمات.

وكان وفد المعارضة السورية قد أبدى تحفظه على بعض البنود في البيان الختامي، من بينها إغفال الدور الإيراني في سوريا ومساهمة طهران في الجرائك التي يرتكبها نظام الأسد، واقترحت المعارضة النص على إخراج جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية.

موضوع ذا صلة

وبدوره، يذكر السياسي السوري منذر خدام في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" أنه "لم يتسرب شيئًا يذكر مما جرى بين السوريين وراء الأبواب المغلقة .. أما البيان الختامي فهو يعبر عن مواقف روسيا وتركيا وإيران وهو لم يأت بشيء جديد، ربما سوى المراقبة الثلاثية لوقف إطلاق النار، عموما المؤتمر مهم لجهة أنه فتح طريقًا للحل السياسي وأوقف الصراع المسلح".

فيما يقول المحلل السياسي جميل عمار لـ "أنا برس": إن المعارضة للأسف ليست فعالة حتى تملك القدرة على إيجاد فرص وحلول و مخارج لها، فهي مسيرة ولذلك تسلك الدرب الذي يفتح أمامها، وفق تصريحاته. ويوضح أن المشكلة في محادثات الاستانة هي أنها لفرض وقف إطلاق نار نهائي وإلزام الفصائل المسلحة بفكرة إلقاء السلاح وتحويل النزاع إلى نزاع سياسي بما يعني أوسلو جديدة. مشددًا على أن معاناة السوريين تحتاج إلى بتر ولا ينفع معها المسكنات.

 

 محادثات الأستانة ليست النهاية وإنما لبنة يمكن البناء عليها لمفاوضات جنيف القادمة بعد تثبيت وقف إطلاق النار

وفيما يخص بالبيان الختامي يقول عمار "لا أعتقد بأن النظام وإيران ومعها ميليشياتها سوف يلتزموا بوقف إطلاق النار، وخاصة أن هناك تحفظات كبيرة من المعارضة على البيان الختامي، فإذا لم تمارس روسيا ضغوطات كبيرة على النظام وايران لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، والأمور معقدة كثيراً".

وضمن ردود الأفعال التي أثيرت حول محادثات الأستانة، أصدر تيار بناء الدولة بيانًا قال فيه: نثني على نتائج مباحثات آستانا على أنه خطوة في مسار العملية السياسية بعيدا عن ميادين القتال، وكذلك التأكيد على وقف إطلاق النار باستثناء داعش وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) ووضع آلية مراقبة ثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران. ونتحفظ بشدة على استبدال كلمة الدولة العلمانية بعبارة خالية من المعنى تقول بدولة متعددة ولا طائفية، إذ لا معنى لكلمة دولة متعددة بل هو المجتمع المتعدد. وهذا لا بد من التأكيد عليه في جميع الوثائق بأن المجتمع السوري متعدد المكونات الدينية والطائفية والقومية والثقافية، وأن الدولة السورية هي دولة علمانية عليها حماية هذا التعدد والتنوع وعدم ترجيح كفة مكوّن على أخرى بسبب الأقدمية أو الأكثرية العددية أو أي شيء آخر، فجميع المكونات هي متساوية بحقها بممارسة طقوسها وبوجودها في مؤسسات الدولة.

واعتبر التيار أن اجتماع آستانا هو إعلان واضح لنهاية الصراع المسلح على السلطة، وبالتالي على جميع السوريين أفرادا وجماعات وتيارات النهوض الآن لإعادة إعمار بلدهم.

وإلى ذلك، يقول المحلل السياسي السوري الأمين العام لحزب التضامن د.عماد الدين الخطيب: قبل بدء لقاء الأستانة أعلنت تفاؤلي به وأكدت أن روسيا ستستخدم كل نفوذها لنجاح الاجتماع في الحد الأدنى، وقد ظهر ذلك جليا من خلال الخلاف بين النظام وحلفاءه روسيا وإيران وقد نجح وفد المعارضة بتأدية دوره بامتياز مما أربك النظام وإيران، وقد أثبتت روسيا أنها تريد أن يكون دورها إيجابيا بإنهاء الصراع حتى الآن من خلال وجود قواتها في سوريا. واعتبر في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" أن محادثات الاستانة ليست النهاية وانما لبنة يمكن البناء عليها لمفاوضات جنيف القادمة بعد تثبيت وقف إطلاق النار.