المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

استطلاع: 82% يرفضون "هيئة التفاوض".. ومحللون يرصدون الأسباب

 
   
11:25

http://anapress.net/a/303351909937223
410
مشاهدة


استطلاع: 82% يرفضون "هيئة التفاوض".. ومحللون يرصدون الأسباب
من شعارات تظاهرات يوم الجمعة الماضي- أرشيفة

حجم الخط:

انطلقت يوم الجمعة الماضي تظاهرات عمّت أرجاء الشمال السوري، عبّر فيها المشاركون عن رفضهم لهيئة المفاوضات السورية المعارضة، ورفعوا لافتات معارضة لها ولعددٍ من مسؤولي الهيئة بصفة خاصة.

وعلى مدار أسبوع استطلعت "أنا برس" آراء متابعيها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" حول مدى اتفاقهم مع الشعار الذي رفعته تظاهرات يوم الجمعة الماضي (#هيئة_المفاوضات_لا_تمثلني). وأظهر الاستطلاع أن نسبة تصل إلى 82% من الذين شاركوا في الاستطلاع المصغر عبّروا عن اتفاقهم مع مضمون الشعار، ورفضهم لهيئة المفاوضات، بينما نسبة 18% رفضوا.

الفجوة الواسعة بين النسبتين عبرت عن "عمق الهوة بين الشارع السوري الثائر والسياسيين المعارضين"، كما ذكر محللون في تصريحات خاصة لـ "أنا برس".

وتعليقًا على تلك الفجوة التي كشفت عنها تظاهرات يوم الجمعة الماضي، يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد مظهر سعدو، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، إنه "عندما انبرت شرائح كثيرة من الشعب السوري في المناطق المحررة إلى الإصرار على تسمية الجمعة السابقة (هيئة التفاوض لا تمثلنا)، فقد كان ذلك لسببن؛ الأول أن الناس -وأقصد هنا ناس الثورة- قد ملت كل أشكال المعارضة، وشعرت بأن هذه الهيئات لم تعد تصلح لأن تتبوأ المكانة العالية.

الخلاف السعودي القطري أدى الى محاولة إسقاط الهيئة باعتبارها خرجت من الرياض
  سعدو

السبب الثاني، بحسب سعدو، هو أن الشارع السوري لم يعد يرضيه أن تكون هذه الهيئة بيدها مصائر الناس بعد "مليون شهيد"، وأكثر من نصف مليون مغيب ومعتقل، ونصف الشعب السوري مهجر داخليًا أو خارجيًا، في وقت يجد فيه هذا الشعب أن كل الطيف السياسي والعسكري لقوى الثورة والمعارضة بات بائسًا أداءً وحركة وتمثيلًا، وهنا أنا أعني كل المعارضة بلا استثناء، وفق وصفه.

 وحول تراجع موقف الشارع أو الحاضنة الشعبية للمعارضة، يوضح المحلل السياسي أن هذا التراجع يعود إلى الخلاف السعودي القطري الذي أدى الى محاولة إسقاط الهيئة باعتبارها خرجت من الرياض. 

ويختتم سعدو تصريحاته قائلا: "من حق الشارع أن يعترض على أية هيئة، وأن ينتقد أي أداء لا يراه صحيحًا، وهو بذلك يمارس حقه، ويصوب المسارات، وهو يفعل ذلك بالضرورة من منطلق الحق، مع إدراكه أن الدول الكبرى هي من صنعت هيئة التفاوض ولم تأت من انتخابات ديمقراطية.. ومن هنا فإن هيئة التفاوض لن تسقط حاليًا إلا بوجود البديل، والواقع يؤكد أن الائتلاف قبل ذلك عليه أن يسقط فيما لو سقطت هيئة التفاوض لما ارتكب من أخطاء سبقها إليها.

انبثقت هيئة التفاوض عن مؤتمر الرياضي، وتضم عددًا من أطياف المعارضة السورية المختلفة، ويثار الجدل بشأن أدائها من آن لآخر في الأوساط السورية. وقد عبّر رئيس الهيئة العليا للتفاوض نصر الحريري، قبل أسبوع، عن رفضه لمطالب البعض بسقوط الهيئة، وقال إن هناك جهات وأشخاص بعينهم يحركون تلك التظاهرات ويستفيدون منها، وهو التصريح الذي أثار لغطًا واسعًا.

وبدوره، يرى السياسي والناشط الحقوقي رديف مصطفى، أن مؤتمر الرياض 2 شكل مسارًا انحداريا، فيما يخص التمسك ببيان جنيف 1 وموضوع هيئة الحكم الانتقالي والانتقال السياسي دون بشار الأسد وأركان نظامه، وأيضاً فيما يخص القبول بمنصتي موسكو والقاهرة على رغم أن القرار 2354 لم يتحدث سوى عن ملاحظتهما.

ويعتقد بأن "انتفاضة الشارع الثوري على الهيئة لها عدة أسباب؛ أولاً أن الهيئة العليا سابقاً كانت مرجعية لوفد التفاوض بينما هيئة المفاوضات الحالية هي نفسها المرجعية والوفد، وثانياً باتت الهيئة تضم قوى تعادي الثورة مثل منصة موسكو وبعض المستقلين الذين ساهموا بتسليم درعا".

ويفند الناشط الحقوقي، في تصريحات لـ "أنا برس"، أسباب تراجع شعبية هيئة التفاوض، بوجود الكثير من القوى الرمادية في الهيئة والتي لا علاقة لها بالثورة والقبول بالسلة الدستورية على رغم أن ترتيب سلة الحكم الانتقالي تأتي قبلها وفقاً للقرارات الدولية عدم قدرة الهيئة الحفاظ على القرار الوطني الثوري المستقل

 الهيئة لا تمثل المشروع الثوري ولا حتى نبض السوري ولا المشروع الوطني
 حسين حمادة

ويشيرالحقوقي السوري إلى غياب المنجز السياسي عموماً، منوهًا إلى أن الناس لا تريد إسقاط الهيئة كمؤسسة بل تريد نزع الشرعية عن الذين لا يمثلون الثورة بالهيئة، وبالتالي إسقاطها جزئيا.

وبحسب القاضي والمستشار السوري حسين حمادة، فإن هيئة التفاوض تم تأسيسها من دول إقليمية ودولية ولغايات معينة، ولم يتم انتخابها من الشعب أصلا، حالها حال الائتلاف الوطني،  وبالتالي فإنها تفتقر إلى التمثيل الشعبي والكفاءة العلمية التي تؤهلها لمعالجة الشأن السوري في هكذا ظروف، ناهيك عن التضارب في المصالح بين أعضائها بسبب اختلاف الأيدولوجيات فيما بينهم؛ لأن الهيئة بالأصل هي خليط من تصنيع عدة دول، بحسب وصفه.

وعن خروج الشارع السوري ضد هيئة التفاوض، قال إنه "بسبب أداء الهيئة المخزي بخاصة فيما حدث بالغوطة الشرقية وقبلها حلب وحمص وأخيراً ما حدث في درعا، والمساومات التي سمعنا عنها باشتراك أعضاء من الهيئة فيها بخصوص الصفقة مع روسيا حول درعا".

ويعتقد حمادة بأن الهيئة لا تمثل المشروع الثوري ولا حتى نبض السوري ولا المشروع الوطني، وبالتالي ما قاله الشعب بأن هذه الهيئة لا تمثلنا، هو كلام دقيق وصحيح، مضيفًا أنه تم تشكيل هذه الهيئة فقط لتنفيذ بيان فيينا1 وفيينا2 والذي يبدأ بالحل السياسي من تشكيل لجنة دستورية وهنا كانت الكارثة الكبرى.

تواصلت "أنا برس" مع عدد من أعضاء الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض، ولكن اعتذروا عن التعليقحول تراجع شعبية هيئة التفاوض من قبل الحاضنة الشعبية في المناطق المحررة.