http://anapress.net/a/291610683710818
بعد الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن، لوقف إطلاق النار و"اتفاق لعدم التصعيد" في جنوب غرب سوريا، وانسحاب قوات النظام والميلشيات الشيعة بعمق يصل إلى 30 كم باتجاه دمشق، هذا يدل على أنه هناك ضغط على كبير على إيران.
ويرى الكثير من المراقبين أن إسرائيل لم تكن بعيدة عن رسم الاتفاق، حيث كان الهدف الرئيسي من هذا الاتفاق إبعاد المليشيات الإيرانية وقوات النظام عن منطقة الجنوب بعمق 30 كلم من الحدود الأردنية إلى الشمال وأن تكون بعمق 150 كلم من الحدود العراقية السورية باتجاه الغرب.
يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": إن اتفاق الجنوب بين أمريكا وروسيا تم بمعزل عن دي مستورا وخارج نطاق الاستانا وجنيف، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ان دي مستورا ما هو إلا أداة لتمرير مخطط مرسوم بعناية للمنطقة تداخلت به كل المصالح.
ويستطرد، فعاد المبعوث الأممي لطرح فكرة السلال الأربعة وخاصة سلة الإرهاب وسلة الدستور بينما لم يبحث السلتان الأخيرتان واللتان تركهما لروسيا وأمريكا، لذلك نشاهد أن المتحكم بالصراع هما تلك الدولتان مع ترك هامش بسيط لباقي القوى.
في مجمل هذه التطورات كما يرى النجار، أن البلاد متجهة إلى مناطق نفوذ هذه المناطق ستتحول رويداً رويداً وبفعل التجييش ورغبة الغرب بدستور جديد إلى كنتونات لن تكون عرقية خالصة وإنما متنوعة لكن السيطرة فيها لجهة محددة.
ويوضح النجار، أن العمل سيكون في المرحلة القادمة على سلة الإرهاب على كامل الرقعة السورية، وإظهار نظام الأسد بأنه نظام يحارب الإرهاب ويقف إلى جانب المجتمع الدولي بمحاربته.
ويتابع النجار: من خلال هذه النقطة نجد الضغط على اللاجئين في كل بلدان اللجوء واتباع أساليب كثيرة لدفعهم للعودة إلى بلدهم لتأكيد أن الثورة عبارة عن مجموعات مسلحة ارهابية قامت هي بتهجير الأهالي من بيوتهم وعاثت في الأرض الفساد
ويتساءل النجار، لماذا تم تحرك الفصائل في الجنوب بعد أن توقفت لشهور طوال ومن الذي دفعها للتحرك؟ لماذا لم تستطع قوات النظام وروسيا من دك المنطقة الجنوبية أو اختراق قادتها؟ لماذا كان التكتيك العسكري لجبهة الجنوب مختلف؟ وأخيراً لماذا وافقت تلك الفصائل على الهدنة والتهدئة والتزم بها النظام؟ هذه الأسئلة توضح بشكل جلي كما يقول النجار، أن جبهة الجنوب لها وضعها الخاص ضمن التقسيمة ولها دعم كبير أمريكياً وأردنياً.
وحول مناطق النفوذ المحتملة يقول النجار، السويداء سيكون لها وضع خاص جداً فسوف يتم فتح معبر لها إلى مدينة الأزرق كي تكون خارج المساومة وخارج السيطرة، بينما منطقة الجولان وباقي منطقة حوران ستخضع لمراقبة كثيفة جداً من اسرائيل تمنع من خلالها وصول الفصائل الإسلامية وميليشيات حزب الله وإيران.
بينما منطقة الجزيرة السورية كما يعتقد الخبير السياسي، ستكون تحت حكم كردي من خلال الكونفدرالية التي ستتم، بينما المنطقة الشرقية حسب اعتقادي أنها ستكون مركز تنازع كبير بين أمريكا وروسيا من خلال أدواتهما الجريا (أمريكا) البشير (روسيا وإيران) لكن سيتم في النهاية التوافق على مناطق نفوذ بينهما او لنقل توزيع
أما الشمال السوري، كما يرى النجار، أن تركيا تسعى جاهدة للسيطرة عليه من خلال دعمها لفصائل متعددة فيه، أما حلب فهي جزئيين، الجزء الذي يسيطر عليه النظام وهذا سيكون تحت اشراف القوات الشيشانية، والجزء الثاني سيكون تحت الوصاية التركية.
وأخيراً ادلب ستبقى كما هي ولكن سيتم السعي لإخراج هيئة تحرير الشام من خلال التحريض عليها وستكون هناك أمور سيئة جداً، بينما دمشق وحمص وحماة وغرب الغاب والساحل السوري تم إعادة مطية جديدة لهذه المنطقة لأنها ستكون تحت الوصاية الروسية، بالخلاصة الأمور متجهة لما ذكرنا من توزع مناطق نفوذ. بحسب النجار
ومن جهة أخرى يقول المحلل السياسي جودت الحسيني لـ أنا برس: باعتقادي أن التفاهم الذي تم ترجمته على أرض الواقع بين أميركا وروسيا وبمباركة دولية لوقف إطلاق النار في الجنوب، ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة من إنهاء الصراع داخل سوريا بعد الانتهاء من الدواعش.
ويوضح الحسيني أنه بعد الانتهاء من تنظيم الدولة سيتم تسليم كل مناطق داعش للنظام لبسط السيطرة عليها من جديد وإعادة هيبته، وبعد ذلك تبدأ نهاية المرحلة والسيناريو بتشكيل جيش وطني مع مجلس عسكري يقود المرحلة ثم تشكل حكومة مؤقتة لينتخب خلالها رئيس تحدد صلاحياته أسوة بالعراق ورئيس حكومة كامل الصلاحيات.
ويعرض الدستور الذي صنعته روسيا وبعض المعارضين كما يعتقد الحسيني للاستفتاء عليه مع تعديل بعض المواد، وتكون منابع النفط تحت الهيمنة الأميركية والساحل حيث مرور الغاز تحت الهيمنة الروسية وشمال سوريا تحت الهيمنة التركية لحماية حدودها ونقل الغاز وبعض مشتقات النفط عبر أراضيها
أما عملية الأعمار يرى الحسيني، أنها ستتوكل الى الصين والأتراك والفرنسيين ودول أخرى، أما الإيرانيين فيتم انسحابهم من سوريا مع تعهد دولي لهم بحماية ما يسمى اماكن عبادتهم المزيفة والاكراد سيخرجون من المولد بدون حمص وسيتم ملاحقة الميلشيات الانفصالية من قبل الجيش التركي. بحسب الحسيني.