المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مصير مناطق سيطرة الأكراد في سوريا

 
   
15:51

http://anapress.net/a/279310379817913
1116
مشاهدة


مصير مناطق سيطرة الأكراد في سوريا
شرق الفرات- أرشيفية

حجم الخط:

مازالت حالة من الضبابية والغموض تخيم على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بخاصة مع ارتفاع حدة التجاذبات بين أنقرة وواشنطن حول مصير تلك المناطق.. ومع مطامع وطموحات النظام وإيران في تلك المناطق.. وفي ظل غياب التوافق على إدارة هذه المناطق، ستكون مفتوحة على جميع السيناريوهات وبالتالي سيكون فيها الكثير من الخاسرين.

لعب الأكراد وذراعهم الأقوى وحدات حماية الشعب دورا محوريا منذ 2013 في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي كان قد نجح حينها في السيطرة تقريبا على معظم أجزاء الشرق السوري وتمدد حتى جنوب البلاد وشمالها.

وأثار التعاون بين الوحدات الكردية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية غضب تركيا التي لطالما عدت التنظيم الكردي خطراً وجودياً يهدد أمنها القومي، زاعمة أنه إحدى أذرع حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً على أراضيها منذ ثمانينات القرن الماضي.

تمكن الأكراد خلال سنوات الحرب في سوريا من بناء إدارتهم الذاتية والسيطرة على نحو ثلث مساحة البلاد، ولكن ومع التجاذبات الدولية والإقليمية ومطامع وطموحات الأطراف نحو السيطرة على مناطقهم، فإن تساؤلات تدور حول مستقبل الإدارة الذاتية الكردية ميدانياً وسياسياً؟ وهل سيتمكن الأكراد من الحفاظ على بعض مكتسبات ناضلوا من أجلها على مر السنوات الماضية؟

الأكراد.. ورفض المنطقة الأمنة

رفض أكراد سوريا اقتراح إقامة "منطقة آمنة" تحت سيطرة تركية في شمال البلاد على الحدود بين البلدين، فقد أكد ألدار خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، في تصريحات لـ"فرانس برس" في وقت سابق "يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم مهاجمة مناطقنا".

 ما يبرر سعي دمشق الدؤوب لاستعادة تلك المناطق هو أنها تضم أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية
 

وأضاف: "أما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية"، معتبراً أن "تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع".

تصريحات خليل جاءت بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقامة "منطقة آمنة" عرضها أكثر من 30 كلم في سوريا على طول الحدود التركيةوتؤكد واشنطن ضرورة حماية وحدات حماية الشعب الكردية، لمشاركتها الفعالة في قتال تنظيم الدولة الاسلامية، في حين تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية" على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها على أراضيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

ولا تنظر تركيا بعين الرضى الى حكم الإدارة الذاتية الذي أعلن الأكراد إقامته خلال سنوات النزاع المستمر منذ العام 2011، وتخشى من إقامتهم حكماً ذاتياً قرب حدودها.

ماذا يريد النظام السوري؟

النظام السوري أكد في أكثر من مناسبة نية دمشق استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شرقي البلاد.. فقد أكد وزير الدفاع عن بلاده ستستعيد مناطق شرق الفرات "بالقوة" أو " بالمصالحة". وذكر  أن "الجيش السوري سيحرر هذه المنطقة، كما حرر معظم المناطق الأخرى في سوريا". (مصدر)

تصريحات النظام السوري طرحت العديد من التساؤلات بشأن مستقبل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، لا سيما في ظل تشكل تحالف سوري عراقي إيراني جديد "معاد" لإعطاء الأكراد أي شكل من أشكال الحكم الذاتي.

وما يبرر سعي دمشق الدؤوب لاستعادة تلك المناطق هو أنها تضم أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية.. وتعد قوات سوريا الديمقراطية ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام.

تركيا لن تترك شرق الفرات

قبل مغادرته إلى موسكو أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين أن "تركيا أنهت التحضيرات العسكرية للعملية المرتقبة في شرقي الفرات، مضيفا أنه "بإمكاننا أن ندخل بلحظة، دون أن يشعر أحد بنا".. وأكد الكرملين بدوره أن موضوع شرق الفرات ستكون على طاولة المباحثات مع الرئيس الروسي في موسكو اليوم.  (اقرأ/ي أيضاً: إردوغان يناقش عملية عسكرية جديدة في سوريا مع بوتين).

وحول استعدادات أنقرة لشن أية عملية عسكرية قال الكاتب التركي أفق أولوطاش، وفق ما نقلته وكالة " ترك برس"، إنه ينبغي ألا يكون تدخل تركيا في شرق الفرات مفاجئًا لأحد.. تركيا لن تترك شرق الفرات وشأنه بعد أن تحول إلى مركز لوجستي للتدريب والتخطيط "لبي كي كي" وأوضح أولوطاش أن تركيا لن تقبل بوجود "بي كي كي" في أي مكان يمكن أن يشكل منه خطرًا عليها سواء في الشمال أو الجنوب، أم الشرق أو الغرب.

وبالتالي فإن من العبث توقع قبول تركيا بوجود بي كي كي في شرق الفرات، وهي التي لا تتسامح مع وجوده في غرب النهر.. فبالنسبة لأنقرة ليس هناك أي قيمة للفصل الجغرافي الذي أوجدته الولايات المتحدة وداعمي بي كي كي، في شمال سوريا. على حد تعبيره.

واشنطن.. منبج وشرق الفرات خط أحمر

من جهتها أكدت واشنطن أن منطقة شرق نهر الفرات ومدينة منبج هما "خط أحمر" بالنسبة إلى الجيش الأميركي، وذلك بعد أن تصاعدت التصريحات الامريكية والتركية على خلفية استعدادات أنقرة بشن عملية عسكرية في شرق الفرات، الأمر الذي حذرت فيه واشنطن تركيا وبشدة بالقيام بأي تهور هناك.

كما أن مسؤولين أميركيين حذروا المعارضة السورية والجيش الحر بأن مشاركتهم بأي شكل في العملية العسكرية في شرق الفرات أو في منبج تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف، وقد خاطبت واشنطن المعارضة السورية: "حينما ترقص الفيلة؛ عليكم أن تبقوا بعيدين عن الساحة".

شرق الفرات وتقسيم سوريا

لم تغب موسكو عن المشهد في منطقة شرق الفرات واعتبرت أن هدف الولايات المتحدة يكمن في تقسيم سوريا وإقامة دويلة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وأن واشنطن تمنع حلفاءها من الاستثمار في إعادة بناء البنية التحتية ببقية أنحاء سوريا.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بعدم الجدية في إعادة الاستقرار إلى سوريا قائلا: إن "مهمة استعادة السيادة والسلامة الإقليمية لسوريا، التي وقع عليها المجتمع الدولي برمته بما في ذلك الولايات المتحدة، كانت في الواقع بالنسبة للولايات المتحدة مجرد مناورة لحرف الأنظار".

الأزمة الحادثة حاليا بين أنقرة وواشنطن تعكس مدى تشابك الملفات العالقة بين أنقرو وواشنطن من جهة، وما بين أنقرة وموسكو أيضا من جهة أخرى
رحال

وكانت صحيفة "نيزا فيسمايا" الروسية قد نشرت في وقت سابق تقريرا، وفق ما ذكرته وكالة "عربي 21" حول دعم واشنطن لموقف تركيا بشأن إنشاء منطقة عازلة تمتد على 32 كيلومترا في سوريا على طول الحدود التركية..

كما أن الصحيفة أشارت إلى موقف موسكو من المنطقة الأمنة على لسان سيرغي لافروف والذي ذكر فيه أن موسكو ليست ضد فكرة إنشاء منطقة عازلة تمتد على 20 ميلا في سوريا.

وكان الخبير العسكري أحمد الرحال قد أكد لـ " أنا برس": أن "الأزمة الحادثة حاليا بين أنقرة وواشنطن تعكس مدى تشابك الملفات العالقة بين أنقرو وواشنطن من جهة، وما بين أنقرة وموسكو أيضا من جهة أخرى".

وأوضح الرحال خلال تصريحاته أن هناك أسباب عديدة تقف أمام أنقرة لشنها أي عملية عسكرية شرق الفرات، مشيرا إلى أن أي عمل عسكري يحتاج إلى مظلة سياسية، فعندما قامت تركيا بعملية غصن الزيتون أو عملية درع الفرات كان هناك توافق سياسي دولي وإقليمي على هذه العمليات.

وبدوره يرى الأكاديمي الدكتور عماد الأيوبي، أنه من غير المرجح أن تتحرك أنقرة نحو أي عمل عسكري دون موافقة وضوء أخضر من موسكو، بخاصة أن علاقة أنقرة مع واشنطن في الفترة الأخيرة قد تصاعدت، مشيرا إلى أن زيارة أردوغان اليوم لموسكو قد تكون من أجل عملية عسكرية في شرق الفرات.

ويوضح الأيوبي أن ما ينطبق على تركيا ينطبق على النظام السوري، بخصوص أي تحرك للنظام نحو مناطق شرق الفرات.. ويعتقد الأيوبي أن أي تحرك سواء من قبل النظام أو من تركيا نحو مناطق شرق الفرات معناه التصادم المباشر مع القوات الامريكية.. لذلك لن يكون هناك أي عمل عسكري على مناطق شرق الفرات، وإنما سيكون هناك حل أو صيغة معينة بين الروس والأمريكان صاحبا الكلمة العليا في المشهد السوري. على حد تعبيره.

وفي ظل ما يحدث من مجريات وأحداث وتصادم مصالح الأطراف المتصارعة في سوريا تبقى كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها.. وصديق الأمس قد يغدو عدو اليوم.. وبالتالي فإن أي عمل عسكري من أي طرف كان سيخلط الأوراق في المشهد السوري والذي بالأصل هو معقد.. وتبقى منطقة شرق الفرات ومنبج على صفيح ساخن وقد تحدد مصير سوريا بأكملها.