المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أسباب عسكرية وسياسية وراء فتح معارك ريف اللاذقية

 
   
10:18

http://anapress.net/a/259641239464266
437
مشاهدة


أسباب عسكرية وسياسية وراء فتح معارك ريف اللاذقية
ريف اللاذقية- أرشيفية

حجم الخط:

أطلقت فصائل المعارضة السورية قبل أيام معركة جديدة للسيطرة على مواقع قوات النظام والقوات الروسية في جبهة الساحل "جبل التركمان " بريف اللاذقية ضمن غرفة عمليات "وحرض المؤمنين " التي أعلنت عن بدء معركة "فاذا دخلتموه فأنكم غالبون".

وتمكنت التشكيلات العسكرية من كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام على عدة محاور وسيطرت على بعض المواقع والنقاط.. وقال نشطاء سوريين أن المعارضة المسلحة تمكنت من تدمير دبابتين للقوات التابعة لروسيا على تلة "زاهية" في جبل التركمان بريف اللاذقية بعد استهدافها بصواريخ مضاد للدروع عقب انطلاق المعركة بساعات.. كما استطاعت أسر ثلاثة عناصر من الميليشيات التابعة للقوات الروسية وقتل وجرح أخرين.

وكانت فصائل المعارضة السورية قد شنت في 9 تموز/ يوليو 2019، هجوماً عسكرياً واسعاً على مواقع النظام في جبل التركمان بجبهة الساحل، وتمكّنت من التقدم في 15 نقطة من بينها 3 تلال حاكمة، والوصول إلى أطراف تلة عطيرة وجبل زاهية الاستراتيجيين، إلّا أنّ الفصائل أعلنت الانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها، وتسبّب الهجوم في قتل 30 عنصراً من قوات النظام السوري وأسر 4 آخرين في حين قُتل 3 عناصر من القوات الروسية الخاصة.

أسباب وتداعيات

فتح معارك ريف اللاذقية وبهذا التوقيت تحمل عدد من الأهداف والدلائل العسكرية والسياسية.. وتثار تساؤل عن تداعيات وأسباب فتح هذه المعارك وبهذا التوقيت؟

يقول رئيس المكتب السياسي في لواء "المعتصم"، مصطفى سيجري لـ "أنا برس": إن فتح عدة محاور من شأنها تشتيت قوات النظام، بخاصة أن معركة الساحل ذات خصوصية وحساسية تجعلها تختلف عن باقي المناطق.

ويوضح سيجري أن ما حدث بالفترة الأخيرة من جرائم واعتداءات من قبل ميليشيات النظام وبدعم من الاحتلال الروسي، وعدم احترام اتفاق سوتشي قد فتح الباب أمام مرحلة جديدة وبات على الفصائل الثورية القيام بعمليات نوعية من شانها تكبيد العدو خسائر كبيرة وسحبه إلى معارك استنزاف بشكل مستمر.

وبدوره يرى الخبير الاستراتيجي المعارض، العقيد أحمد حمادة، أن هناك هدفين لفتح معارك ريف اللاذقية، هدف عسكري وآخر سياسي، ويتمثل الهدف العسكري بإظهار قدرة فصائل المعارضة على التحرك في تلك المنطقة والوصول إلى نقاط هامة يمكن من خلالها تهديد مواقع الروس في حميميم وكذلك قوات النظام في تلك المناطق.

أما الهدف السياسي كما يقول حمادة لـ "أنا برس" فإن تلك المعارك هي وقائية؛ لأن قوات النظام دائما تهدد باجتياح تلك المناطق.. كما أن الهدف منه هو الضغط على الروس.

ويشير الخبير العسكري إلى أن أحد أهداف الحملة العسكرية في ريف اللاذقية هو تخفيف الضغط عن ريف حماة وريف إدلب.. حيث أن القصف لا زال مستمراً على المدنيين في تلك المناطق.. لذلك أحد أهداف معارك ريف اللاذقية هو تخفيف الضغط عن جبهات ريف حماة وريف إدلب.

الساحل

ومن جهة أخرى يعتبر المحلل السياسي المعارض حسام نجار، أن فصائل المعارضة أكدت قدرتها على دخول أية منطقة وخاصة الساحل في حال توفر عاملين؛ العامل الأول هو القرار الدولي فجميع الدول تمنع هجوم الفصائل على الساحل، حيث التزمت تركيا بهذا القرار وفرضت على التابعين والمتعاونين معها الوصول بعملياتهم للساحل كذلك هيئة تحرير الشام كانت تمنع القيام بأي عملية من مناطقها باتجاه الساحل. 

العامل الثاني كما يقول النجار، العتاد والتذخير والتخطيط العسكري فمرت فترات على الفصائل تمتلك كل شيء عدا مضاد الطيران وفترات أخرى لا تمتلك سوى السلاح الخفيف كما أن اختيار النقاط الاستراتيجية للقيام بالهجوم عليها له دور مهم في العملية العسكرية.

ووفق المحلل السياسي، فإن فتح معارك الساحل كان مطلباً جماهيرياً وثورياً بنفس الوقت لكن ليس مطلباً دولياً وعلى هذا الأساس كان الساحل خط أحمر داكن أمام الفصائل.

ويرى النجار أنه نظراً لتعنت الروس وصلفهم واعتقادهم أنهم يمسكون الملف السوري كاملاً ويمارسون الضغط المستمر على تركيا وكذلك من رغبتهم فرض أجندة استانة وسوتشي يضاف لها امتناعهم بمرحلة ما عن طلب تركيا إعادة النظام للنقاط التي احتلتها في ريف حماة الشمالي فكان لابد لتركيا والغرب كما يعتقد النجار من زيادة أوراق المفاوضة مع الروس والتأكيد على نقطة مهمة.. وإرسال رسالة للروس.. وهي أن تركيا والغرب هم من يُوقف الفصائل وليس النظام أو طيرانك الحربي وأننا قادرون على الوصول لأبعد من هذا لكننا ملتزمون معكم رغم كونكم غير ملتزمين بالاتفاقات التي عقدت بيننا.

من ناحية أخرى -والكلام على لسان النجار-فإن التصريحات الأمريكية المتكررة تثبت وبشكل لا جدال فيه أن الأمريكان يريدون الحل وفق جنيف ووفق القرار 2254 وعليه فيجب أن يحدث أمر جلل يجبر الروس على تغيير سياستهم في سوريا والنظر للحل السياسي المتوازن حسب الرؤية الغربية ككل وهذه العمليات هي رسائل عديدة إحداها ضرورة البدء بالعمل المتكامل لحل دولي للقضية السورية دون فرض أحد لأجندته ورغباته.. وهذا قد يعني تسارع خطوات الحل أو رغبة في تنازل روسيا عن بعض أوراق التفاوض وبالمحصلة لمصلحة الثورة السورية.