بوتين يفصح عن خطته متوسطة الأجل في سوريا

أفصح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ملامح خطته متوسطة الأجل، مؤكدًا الرغبة في سحب قواته إلى قواعدها في طرطوس وحميميم، ويريد من قوات الأسد الاعتماد على نفسها أكثر، كما أكد بوتين مؤخرًا أن بلاده "تحضر لتسوية تشمل جميع الأطراف في سوريا"، وأن "التسوية مستحيلة بدون تعاون روسي أمريكي بناء، ودعم كل من السعودية ومصر والأردن".

يقول الكاتب والصحفي عمر كوش لـ "أنا برس": تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنم عن نقاط مهمة، النقطة الأولى هي اعتراف بوتين بانخراط القوات الروسية في الأعمال العسكرية في سوريا، والدعم اللامتناهي للنظام في تحسين قدرة قوات نظام الأسد كي تتمكن من تحقيق أهدافها بنفسها، وبشكل يسمح بنقل القوات الروسية هناك إلى القواعد العسكرية التي تسيطر عليها موسكو في الساحل السوري.

والنقطة الثانية -كما يرى كوش- هي اعترافات بوتين الصريحة بأن المجمع الصناعي العسكري للجيش الروسي استفاد كثيراً من اختبار أحدث أسلحته في سوريا. بينما النقطة الثالثة التي أثارها بوتين هي التسوية السياسية الشاملة والتي تضم جميع الأطراف، ويعتقد كوش أن هذه النقطة هي مجرد التغطية على جرائمه في سوريا، ودعم النظام وتثبيت أركانه، إذ كما نلاحظ مؤخراً دعم الروس اللامتناهي للنظام وللميليشيات الإيرانية في البادية ودير الزور.

ويؤكد كوش أن روسيا لا تسعى أبداً لأي تسوية سياسية شاملة في البلاد، بل على العكس فهي تعمل جاهدة وتضع كل إمكانياتها العسكرية والاقتصادية للمحافظة على هذه العصابة الإجرامية.

 وحول الدبلوماسية الفرنسية التي تسعى لإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، حيث سيكون وزير الخارجية الفرنسي في 20 من الشهر الحالي في موسكو، لبحث مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون، والتي سيعرض مبادرته على مجموعة العشرين في شهر تموز المقبل

يعتقد كوش أن مبادرة الرئيس ماكرون لم تتبلور بعد، وحتى ولو كانت جاهزة كما يقول كوش فأن روسيا ستكون لها بالمرصاد والحيلولة بإفشالها.

وبدوره يقول الكاتب والخبير السياسي أحمد الرمح لـ "أنا برس": كل التصريحات التي نجدها هنا وهناك من الدول الإقليمية وحتى من روسيا ماهي إلا عبارة عن مزايدات على البازار السوري للحصول على أكبر قطعة من الكعكة السورية، فاللاعب الرئيسي هي الولايات المتحدة الأمريكية، والاستراتيجية الامريكية لم تتضح حتى الآن فيما يخص سوريا.

ويؤكد أن المنطقة الشرقية في مجملها هي نفوذ أمريكي خالص، وغير مسموح لا لروسيا ولا لسواها بالتقدم فيها، للروس مناطق وضحت تماماً، ولا تستطيع روسيا التقدم فيها

وحول تصريحات بوتين بأن روسيا تحضر لتسوية شاملة تضم جميع الأطراف، يقول الرمح إن الحل في سوريا لن يكون إلا بعد الموافقة الأمريكية وعدا ذلك كلها تصريحات إعلامية توضع في البازار السوري للحصول على مكاسب أكبر.

ويعتقد الرمح أن مؤتر جنيف وحتى الاستانة تم تأجيلها حتى تتوضح الاستراتيجية الأمريكية وعلى الأغلب بداية شهر تموز سيكون حاسماً لمعرفة استراتيجية إدارة ترمب حول سوريا وبالأخص مصير الأسد.

وحول معارك دير الزور والتقدم الحاصل من قبل النظام والميلشيات الإيرانية في البادية ومدينة دير الزور، يقول الرمح أن هذه المعارك ماهي إلا معارك إعلامية حتى يكون النظام قويا على طاولة المفاوضات، وهذه المعارك لن تشكل الحل النهائي في سوريا، فالكلمة الأخيرة والنهائية للاعب الأمريكي وروسيا تدرك ذلك تماماً.