http://anapress.net/a/235317438192784
يبدو أن المعلومات المسربة من الرياض حول اجتماع المعارضة السورية مع المسؤولين السعوديين حول تغيير هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات وبعض الشخصيات المعارضة في الائتلاف تم تأكيده حيث سيتم الاجتماع وفق مصادر سعودية في 15 من شهر آب الجاري.
ووفق وسائل إعلام سعودية تسعى الرياض لضمّ منصتي موسكو والقاهرة إلى (الهيئة العليا للمفاوضات)، كما تم دعوة الهيئة إلى عقد مؤتمر “الرياض 2” من أجل إجراء تغييرات فيها، على رأسها ضمّ هاتين المنصتين إليها، وضرورة الخروج برؤية جديدة للمعارضة تتماشى مع الوقائع على الأرض والوضع الدولي الجديد.
حيث حذّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أنه في حال عدم وجود رؤية واضحة للمعارضة، فإن الدول العظمى قد تبحث عن حلّ خارج المعارضة.. ويرى الكثير من المراقبين أن بعد اجتماع الرياض2 ستدخل الأزمة السورية منعطفاً جديداً نحو انهاء الاقتتال الدائر لسبع سنوات في البلاد والدخول في المرحلة السياسية والقبول ببقاء الأسد.
يقول رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني أسامة بشير لـ أ"نا برس": طبعا التغيير في الهيئة العليا للمفاوضات هو ليس تغييرا بمعنى التغيير وإنما إعادة إنتاج شخصيات معارضة انفصلت عن الائتلاف ومتفقة مع السياسية الروسية أي ليس هناك وجوه جديدة، وإنما قديمة برؤية جديدة تتفق مع الرياض والروس في الحل وتتفق مع الوضع الجديد.
ويوضح بشير أننا سنرى شخصيات ستغير موقفها من رحيل الأسد ومن تصريحاتها السابقة متذرعة بوقف نزيف الدم، وطبعا وكما اعتدنا دائما على الوفود المفاوض سواء كان سابقا ام لاحقا فالتنازلات قائمة والمشكلة أنهم يبررون تنازلاتهم بالضغوط الدولية.
وحول تقاسم السلطة يرى بشير، مهما كانت التنازلات فإن بشار الأسد لن يقبل بتقاسمه السلطة إلا بما يريده هو فلا اعتقد أن بشار الاسد وبعد تقدمه على الأرض وعودة حلب لسيطرته وريف دمشق واسكات الكثير من الجبهات أن يقبل بمشاركة المعارضة له بالسلطة وخاصة أن المعارضة بأضعف حالاتها سياسيا وميدانيا إلا بوزارات لا تؤثر على قراره ولن يتخل عن وزارة الدفاع ولا عن سلطاته.
"روسيا ونظام الأسد -كما يعتقد بشير- يريدان معارضة مروضة يسلمها النظام بعض الوزارات التي غير ذات أهمية، وسيرفض المشاركة مع المعارضة بتقسيم السلطة معتمدا على ما انجزه ووقوف الروس والإيرانيين إلى جانبه وحتى المجتمع الدولي، وهو الآن يتصرف من منطق القوة".
ويعتقد بشير بأن الوفد المفاوض المهيكل خارجيا والذي سيقود العملية التفاوضية لن يكون مقبولا شعبيا وسيكون هناك رفضا شعبيا لأي تفاوض يقدم فيه تنازلات تبقي بشار بالسلطة حتى لو كانت حكومة مناصفة وسنرى ثورة على الثورة.
ويختم بشير أن الشعب لم يعد هناك شيء يخسره وقد سئم من التدخلات الخارجية والإملاءات الدولية والإقليمية على المعارضة، وكل من يفاوض ويقدم تنازلات سيحرق نفسه سياسيا.
وبدوره يقول الناشط الحقوقي عماد الأيوبي لـ "أنا برس": أن قيام روسيا بتسريع الهدن وإيجاد مناطق خفض التوتر بهذه السرعة هو ما أوصل الحديث اليوم عن أرضية سياسية للحل السوري، فكان لابد وللحديث الحل السياسي والقبول بالواقع الجديد أن يتم معه تغيير عقلية الهيئة العليا للتفاوض والمعارضة بشكل عام.
ويرى أن اجتماع الرياض المقبل والذي سينعقد في منتصف الشهر الجاري ما هو إلا الخطوة الأولى نحو أيجاد أرضية للحل السياسي والتقارب السعودي الروسي لإنهاء الاقتتال والصراع في سوريا. ويؤكد الأيوبي أنه سيكون في جولة جنيف المقبلة وحتى الاستانة تنازلات من طرف المعارضة وسيكون هناك مفاوضات مباشرة مع النظام في جنيف القادم وستغير المعارضة من لهجتها الحادة تجاه بشار الأسد وقبوله في مرحلة انتقالية، وذلك لأن المجتمع الدولي أخذ قراره ببقاء الأسد وإنهاء الصراع في سوريا.