قسد والنظام على مفترق طرق..هل حان وقت التصادم؟

أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية اليوم الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2017 بياناً، أكدت فيه تعرض قواتها في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام. ونددت الهجوم وطالبت الجهات المهاجمة الكف عن هذه الهجمات التي لا تخدم سوى الإرهاب والإرهابين.

وكانت صحيفة تايمز البريطانية قد حذرت من اشتباكات محتملة بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم أميركي وبريطاني في مقاتلة تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تحاول فتح جبهة في شرقي دير الزور قرب الحدود العراقية، وأن قوات النظام السوري تخطط لعبور الفرات من الضواحي الشمالية لدير الزور، وذلك لعرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية

ومن جهتها قالت مستشارة بشار الأسد "بثينة شعبان" في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن قوات الأسد ستقاتل أي قوة سواء كانت قوات سوريا الديمقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.

ويرى مراقبون أن الجانبين يسعيان للسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود العراقية، وإن قوات النظام تستعد لعبور نهر الفرات الذي يفصلها عن المنطقة التي تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية.

وأكد المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" العميد طلال سلوفي وقت سابق، أننا وجهنا تحذيرا للنظام والقوات الحليفة معه، بأننا في حال تعرضنا لهجوم أو استهداف سوف نرد وهذا حقنا الشرعي، مشيراً نحن لا نسعى للصدام مع الجيش السوري، موضحاً أن قواته باتت تسيطر على ما يقارب 70% من مدينة الرقة، وأن ما تبقى في قبضة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة بضع أحياء فقط. من جهة أخرى أكدت مصادر إعلامية اليوم أن قوات النظام سيطرت على بعض النقاط شرق نهر الفرات والتي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

بدوره استبعد عضو الوفد التفاوضي في المعارضة فؤاد عليكو، أي تصادم بين النظام وقوات قسد وذلك لأنه يعتقد أن القرار هو بيد واشنطن وموسكو بامتياز فيما يخص تلك المنطقة، فإذا ما غضت النظر الإدارة الأمريكية عن دخول قوات النظام إلى مناطق شرق الفرات فهو يعني أنه سيحصل التسليم والاستلام بين النظام وقسد.

وأكد عليكو خلال حديثه لـ أنا برس، أن ما يجري من تصريحات نارية وتصعيد ما بين الطرفين ما هو إلا لإرضاء الحاضنة الشعبية لهما ليس أكثر، ناهيك عن التنسيق المستمر والدائم بين النظام وقوات قسد في مجال التدريب والتمويل وحتى الرواتب.

ويعتقد عليكو بأن الموضوع كله بيد الأمريكان، وليس وارداً في هذه المرحلة أن يتخلى الأمريكان عن قوات سوريا الديمقراطية قبل تحقيق كل ما تصبوا إليه الإدارة الأمريكية في المنطقة الشرقية.

ومن جهته يقول عضو المركز الديمقراطي أرفاد بدران لـ "أنا برس" إن النظام أعجز بكثير على مقاتلة قوات سوريا الديمقراطية، لأنه سيقاتل الولايات المتحدة الأمريكية والأخيرة هي سبب بقاء هذا النظام، إلا إذا كان هناك تفاهم بين الروس والامريكان بدخول قوات الأسد إلى شرق الفرات مقابل مصالح أمريكية

يُذكر أن المتحدث باسم التحالف "ريان ديلون" صرح في وقت سابق بأنه "تم الاتفاق بين التحالف الدولي وروسيا على خط الفصل بين مناطق تواجد نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور لمنع التصادم"، موضحاً بأن قوات التحالف "تقوم بتحديد خطوط منع التصادم يومياً مع روسيا".